أثار مشهد لعزاء أحدى العشائر في جنوب العراق استياء ً كبيرا ً…
لكن الذي اطلق الرصاص بشكل عشوائي بدائي يرى نفسه بمشهد بطولي متفاخر بمسكه سلاح رشاش بين أقرانه من أهل العشيرة .!
سيقول بعض المدافعين أنّها أعراف وتقاليد !؟ وسيقول آخر لولا العشائر ما حُلت أكبر المشاكل التي عجزت عنها الحكومة والقانون !؟
“يعني تطيح بعرف العشائر للسادة والخيرين والاجاويد ”
في ثقافة قبائل البادية قبل الإسلام اي قبل ما يقارب (الف وخمسمئة سنة)
اذا مات أحد من القبيلة يخرجون بالرايات معترضين على موت أحد افراد العشيرة ؟! ويجتمعون اذا ذهب منّا واحد ها نحن جمعا ً كثير …فلا نُكسر ولا نَقبل أن يموت منّا رجل دون اعتراض ؟!
وثقافة لا حول ولا قوة الا بالله _ لا اعتراض على أمر الله _ أنّا لله وانّا اليه راجعون_هذه ثقافة الضعف والهوان !؟
عندما تسأل عن عمام أحدهم دون السؤال عن علمه وأخلاقه فاعلم انّك تعيش في زمن قبل الدولة والتحضر !؟
وماذا أعطت لنا الدولة والتحضر ؟
العشيرة هي التي تحمينا اذا تعرضنا لسوء أو مكروه وهي التي ترد الاعتبار لنا اذا ما حاول أحدهم النيل من كرامتنا أو الاستخفاف بنـّا ؟
صحيح أن الدولة في حالة الحداد والعزاء تُنكس الإعلام( تنزلها ) لأنها تنظر لقيمة الفرد لا للجماعة وان ثقافة العشيرة ترفع الإعلام لأنّها تنظر لقوة وهيبة العشيرة لا للفرد!
هذا هو الفرق بين (ثقافة الحضارة والعشائرية )
وكذا الحال للمجتمع الذي يحترم الضابط أو الشرطي ولا يحترم الموظف المدني مع أهمية رجال الشرطة والجيش فلهم كل التقدير …
المهم أن هذه الوظائف فيها أمرة ونهي ورتبة …لهذا يحرص عليها أبناء هذه الثقافة !؟
لكنّ العشيرة لا تبني مدارس ولا مشافي ولا تبلط شارعا ً ولا تنظفه ُ ولا تعطي رواتب رعاية كما الدولة ؟!
فلماذا ننتصر للعشيرة ولا ننتصر للدولة ؟
وتخيل عندما يقال لك حضري؟ وانت تنتفض كأنّها سُبة لأنّها بثقافة اليوم معناها الضعف والضعيف مغلوب على أمره ولا احد يقبل أن يكون مغلوبا ً!
( اللهم اني مغلوب ٌ فانتصر )؟؟
الحضارة تترك آثاراً عمرانية ً كما في بابل والاهرامات في مصر اما البادية تترك قصصا ً وثقافة أمجاد ٍ !؟!
صحيح التحضر فيه سلام واستقرار في الأرض لا الترحال من مكان إلى آخر كما في البادية …
الحضارة هي الزراعة والمهن والصناعة …
وهذه مقومات اي وطن في العالم .
اذا ارتضيت العراق وطنا ً فكن مثله متحضر واصنع له مجدا ً مفاخرا ً فيه بين الاوطان والأمم .