23 ديسمبر، 2024 2:04 ص

معاملة  المسيحيين ، تطبيق لافكار منشورة و مشهورة

معاملة  المسيحيين ، تطبيق لافكار منشورة و مشهورة

لماذا الان  يستغرب الكثيرون ، مما تقوم به جماعات داعش او ما يعرف بالدولة الاسلامية ، من ممارسات بحق المسيحيين او الاقليات الاخرى من الشيعة والشبك ، او غيرهم ، من الاقليات الدينية  في الموصل ؟، هل جاءوا بافكار جديدة ام هم يطبقون ما موجود في كتب مشهورة وتدرس في الجامعات العراقية وفي الجامعات العربية والاسلامية ؟  ، وهي كتب تحظى بالاحترام ، واصحابها يعاملون  على انهم من مفكري الاسلام المعاصرين ، هل اطلع احدكم على كتابات عبد الكريم زيدان ، في مؤلفه الضخم  احكام الذميين والمستامنين  ، وكيفية تعامل  الدولة الاسلامية  اصحاب الكتاب من اليهود والنصارى ، من لم يطلع ، فعليه ان يراجع هذا الكتاب ليعرف ان داعش واخواتها ، لم ياتوا بجديد ، بل هي تطبق حرفيا ما موجود الى يومنا هذا في كل كتبنا الفقهية ، السنية والشيعية ، واذا كان الشيعة قد جمدوا هذه الاحكام ، لان العصر هو عصر غيبة الامام ولاتطبق الحدود او الاحكام الابوجود دولة اسلامية شرعية بقيادة الامام المعصوم ، فان  هذه الاحكام مازالت موجودة ، في المدونات الفقهية ، في غالبيتها ، المشكلة نجدها عند اهل السنه ، فهم لم يقوموا للان بنقد مذاهبهم ، ولا الروايات التاريخية التي تتحدث ، عن وقائع واحاديث تنسب للنبي محمد ( ص) ، عن تصرفات بعيدة عن التسامح الذي يعرف به النبي ، وبعض هذه الاحاديث تخالف القران ، واغلبهم مازال يرى في كل غزوات  المسلمين على انها فتوحات اسلامية ، تحظى بشرعية دينية ، وان ماغنمه المسلمون من مال ونساء واطفال من غير المسلمين ، غنائم حرب شرعية ، لاتعد سرقة او نهبا لمال  حرام ، هذا المنطق ، لم يتصد له احد ، بل نرى كثيرا من الكتاب  من يمجد هذه الحقب ، ويعدها من تاريخ الاسلام  الزاخر بالنصر  والرفعة ، والجهاد في سبيل الله ، كيف نريد من الجماعات السلفية ان تترك كل هذا التاريخ ، وان تجتهد بالتعامل الانساني ، وهي تقرا كل هذا التمجيد والتعظيم  لخلفاء وقواد الحروب الذين لايملكون اية مواصفات غير مواصفات الاغارة على بلدان امنة ، لم يسلم ملكها ، حين دعي للاسلام ، اننا جميعا كنا نقرا هذا التاريخ ، في كتب التاريخ في المدارس ، وكلنا شعرنا بالزهو والفخر بهذا التاريخ  الحافل بالانتصارات على اعداء الله ، والذي حولنا الى دواعش ، دون ان ندري ، والفرق ان بعضنا طبق ما قرأه ، اما الاخر فكان صامتا ، مؤيدا لما يقرا  ، ولم يصدم الا حينما وجد التطبيق على ارض الواقع .