قوى الاسلام السياسي تتصدر المشهد اليوم في العالم الاسلامي ويبرز صوتها وفعلها عاليآ من العراق الى ايران الى افغانستان الى باريس الخ هي في صراع مع بعضها البعض وفي صراع مع العالم اجمع
مؤكدة نظرية صمؤيل هنغتون صراع الحضارات في خلافها مع الغرب ومؤكدة نظرية هنغتون بخصوص حروب خط الصدع التي ذكرها في كتابة صراع الحضارات .
بعد نهاية الحرب الباردة تم تبني فكرة تدعى الخطر الاخضر ومؤداها ان الاسلام هو الخطر القادم بعد الشيوعية وانطلق الاسلاميون بشيعتهم وسنتهم يعلنون انهم يخيفون العالم وان النظام الاسلامي او الدولة الاسلامية ستنتصر انظمتها على الغرب هذة الرنة السمجة والنغمة النشاز سمعت في طهران وكابل والسودان و العراق وغيرها وفي الحقيقة اعتقد ان الاسلام السياسي اختير من قبل بعض الغربين لهذا الدور بسبب ضعفة وعجزة كونة خصم سهل وضعيف وطامع بالسلطة وبالتالي كفكرة تتبناها بعض التنظيمات سواء الشيعية منها او السنية لا يمكن ان تشكل عامل خطر في العلاقات الدولية فلاوجود لدولة عظمى مثل الاتحاد السوفيتي السابق او الصين تمثل هذة الفكرة .كما ان الفكرة بحد ذاتها لاتشكل عامل جذب لشباب العالم مثلا في المقارنة مع الماركسية كانت افكار ماركس وانجلز ولينين تلقى قبول في مختلف ارجاء العالم بل تشكل عامل جذب حتى في انكلترا وفرنسا وامريكا اما افكار منظري الاسلام السياسي مثل سيد قطب وحسن البنا والمودودي والظواهري وابن تيمية وابن عبد الوهاب في الجانب السني او الخميني والصدر وفضل الله وشريعتي فهي بالنهاية وبسبب طبيعتها الدينية لا يمكن ان تجذب انصار لها في طوكيو او باريس او لندن او امريكا الشمالية ولعل هذا بحد ذاتة يمثل عامل مريح في التعامل مع اي ايدلوجيا دينية اذ هي تبقى محصورة في اطارها السياسي بمعتنقي فكرها ويعيقها طبعها الديني عن الشمولية الدولية
قوى الاسلام السياسي في العراق بشيعتها وسنتها بعد ان سيطرت على مقاليد السلطة في العراق اعادت العراق الى مرحلة العصور الوسطى ثقافيآ وحضاريآ بكل معنى الكلمة وقدمت نموذج حي وتجربة فعلية للصوصية والسرقة والقتل والتمايز الطبقي والرجعية القبلية والفشل في ادارة مؤسسات الدولة وتردي الاقتصاد وتقهقر الوعي الجمعي الانساني .
وهي قدمت نموذج حي للمتاجرة بالدين واستغلالة لتحقيق مصالح خاصة او مصالح فئوية لهذة الكتلة او تلك كما مثلت عملية تغبية وتجهيل وتسطيح للوعي الاجتماعي قل نظيرها في التاريخ .
يقال ان روكفلر وهو احد كبار رجال الصناعة في امريكا اسس في يوم من الايام تروستآ لأصدار اناجيل
شعبية بعد ان حذف منه مايدعوا الى العدالة الاجتماعية وما يدعوا الى الاحتجاج
هنالك تحليل ماركسي يقول ان الدين يسهل استعمالة كأداة قمع لاشعورية للصراع الطبقي عبر توجية انظار الناس عن الخلاص المادي الى الخلاص الروحي حيث توجة انضار الناس عن الدنيا الى الاخرة ويبرر وجود الاستغلال والظلم كأختبار للأيمان وقصاص للذنوب وان مايقع على الناس انما هو غضب من الله وان الارض للأغنياء والفقراء لهم الجنة مقابل ذالك يطلب منهم الطاعة لولي الامر والصبر مقولة الصبر مفتاح الفرج للقناعة الزهد بالحياة فالاخرة خير بالمقابل منع الوعي الشعبي والتنويري بدعوى مخالفة ذالك للدين والتشبة بالكافرين والخروج عن الملة ومحاربة شرع الله
كل تلك العملية تجري لستغلال الناس سياسيآ واجتماعيآ لغرض الحفاض على مصالح الفئة الحاكمة واستمرارية نفوذها وسلطتها وامتيازاتها .
حتى دينيآ فأننا اليوم امام متاجرة بالدين غير مشروعة ربما ينطبق عليها ماجاء بالانجيل
(بيتي بيت الصلاة يدعى وانتم جعلتموة مغارة لصوص ) ربما ينطبق على هذة القوى السياسية بشيعيتها وسنيتها ماقال كيركجارد (اذا رأيت كاهنآ فصح حرامي حرامي )ومما جاء في القراءن
(يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله)
نعم انها انها عملية استغلال للدين لغرض الاستمرار في السلطة بعد ان تم تضعيف دور الدولة وتهميشة
وخلق قوى مسلحة خارج اطار الدولة الذي فقد فعاليتة ثم تغبية وتجهيل المجتمع بأسم الدين والقبلية والطائفية والعرقية كبديل عن اجراء التنمية الاجتماعية والسياسية والتنوير الثقافي اننا امام تجربة فقدت شرعية الانجاز وشرعية الاستمرار لتستعيض عنها بشرعية التخلف والتجهيل والخداع.