قبل عقود ماضية كنا نردد القول: ان فلسطين لن يحررها غير الفلسطينيون أنفسهم، وتبين ان هذا الشعار حقيقي فقد كشفت معارك غزة الأخيرة صحته، فالفلسطينيون وحدهم وليس كلهم في الميدان، والأنظمة العربية تمنع المتظاهرين المناصرين لغزة في الدول المجاورة للكيان الصهيوني من التقرب من الحدود المشتركة. عار ما بعده عار! هل القدس فعلا عروس عروبة هذه الأنظمة الذليلة؟
بلا شك ان معركة غزة أسقطت ما يسمى بمحور المقاومة وفروعه في المنطقة العربية، وصار من العار ان يتشدق هذا المحور المتاجر بالقضية الفلسطينة بالمقاومة، بتنا لا نعرف من يقاوم هذا المحور، هذه اسرائيل تهاجم بكل قوة وشراسة غوة الكرامة والصمود، ولا حس ولانفس لمحور المقاومة، علما ان قبل أيام كان المحور يحتفل بيوم القدس العالمي، وفجر المئات من الشعارات المناهضة للإحتلال الإسرائيلي في ايران ولبنان والعراق وسوريا واليمن، ولم يفجر صاروخا واحدا على الكيان الصهيوني المغتصب لأرضنا الحبيبة!
فيلق القدس الإيراني يمارس دوره الحربي بكل قوة وشراسة في العراق واليمن وسوريا ولبنان، ولا علاقة له بالقدس، كان شعاره تحرير القدس يمر عبر كربلاء، وكربلاء صارت بيدهم، والطريق للقدس مغلق، وقالوا بل عبر بيروت، وصارت بيروت بعهدتهم، والطريق مازال مغلقا، وقالوا بل عبر السيدة زينب في سوريا، وصار دمشق تحت نفوذهم، وطريق القدس مغلق، وقالوا بل عبر اليمن يتم تحرير القدس، واليمن صارت بيدهم، وطريق القدس مغلق، واخيرا في يوم القدس في العراق احتفل محور المقاومة بإعتبار ان مدينة الأعظمية السنية هي الطريق الأخير لتحرير القدس!! المعارك الجارية في غزة، أثبتت ان فيلق القدس الإيراني لا علاقة له بقدسنا، فهو يتاجر بالقضية الفلسطينية، ويضحك على ذقون العرب.
وحزب الله الذي أشبع اللبنانيون بالشعارات السياسية لمحور المقاومة وتحرير القدس، وافقرهم اقتصاديا، فقرا مدقعا، سارع كسرعة البرق بنفي إطلاق ثلاثة صواريخ أطلقت من الجنوب وسقطت في البحر، مؤكدا بأنه لن يطلق اي صاروخ ضد الكيان المسخ، يا للعار يا نصر الله، أهذا هو محور المقاومة الذي دمرت لبنان بسببه. صوارخ طائشة تبرأت منها، فماذا لو كانت قد أصابت أهدفا حيوية؟ ربما أقسمت بالمصحف بأن لا علاقة لك بالصواريخ، وانها من فعل فلسطينون في لبنان.
الحوثيون أصحاب شعار الموت لأمريكا واسرائيل اقاموا إحتفالا مهيبا وهم يمضغون القات، وتكاد خدودهم تنفجر من كمية العشبة فيها، إحتفلوا بمعارك غزة من خلال إطلاق عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة على المملكة العربية السعودية، البوصلة عند الحوثيين لا تؤشر إتجاها إلا نحو السعودية، لا نعرف هل الموت لإسرائيل أم للسعودية؟
ومحور المقاومة في العراق، المكون من الميليشيات الولائية التابعة للحشد الشعبي، التي تتشدق بمحاربة الولايات المتحدة واسرائيل، تلخص موقفها الحربي لنصرة غزة من خلال لباس سيد المقامة ( مقتدى الصدر) ملابس وخوذة صلاح الدين الأيوبي لنصرة غزة، متناسيا ان هذا البطل المغوار هو الذي قضى على الدولة العبيدية الشيعية (الفاطمية) في مصر، لكن ربما لسيد المقاومة الحق ان يخرج بهذا الزي، لأنه لا يوجد قائد عربي شيعي حارب قوات الإحتلال من المغول ولغاية إحتلال العراق عام 2003، وهناك موقف صدري بطولي آخر تمثل بوقوف معمم من قادة سرايا السلام على علم إسرائيلي مرسوم على الأرض في ساحة التحرير في بغداد، حيا الله سيد المقاومة الصدر على هذه المواقف البطولية الخارقة، لقد إزداد العراق بمقاومتكم (يا سيد المقاولة) فخرا وعزا، وسيكون تحرير القدس من سرايا السلام المرابطة على ثغور صلاح الدين، وتخنق أنفاس أهلها الأبرياء.
بعد هذه المواقف الجبانه والذليلة، علينا أن ندس نعلا في فم من يتشدق بما يسمى بمحور المقاومة، فقد انكشفت اللعبة، وصار اللعب على المكشوف.
العار كل العار لمحور المقاومة، والفخر كل الفخر لأبطال غزة الصامدون وحدهم في ميدان العز والكرامة في وجه الطغاة الصهاينة، النصر المؤزر سيكون على أيادي الفلسطينيين الشجعان، فهم رجال المقاومة الحقيقيين، وليس المزيفين، المتاجرين بالقضية الفلسطينية، هذا الميدان مفتوح أمام الجميع، فما أراد أن يدلوا بدله فليتفضل، والا فليصمت صمت الخرسان، ويكف عن إزعاجنا بشعاراته الزائفة عن المقاومة.
سيتم النصر بعون الله وبقوة الميامين النشامى، حيا الله أبطال غزة، فأنتم تمثلون كرامة الأمة العربية، انتم فقط. والرحمة والغفران للشهداء الأبرار في فلسطين الحبيبة، ان تخلى عن القدس الجبناء، فاعلمي يا فلسطين الحرة ان الله معك، جميع الأحرار الشرفاء، قال تعالى في سورة آل عمران/160 (إن ينصركم الله فلا غالب لكم).
صرخة من العراق المحتل الى فلسطين المحتلة.