19 ديسمبر، 2024 12:41 ص

مظاهرة مقتدى .. ما لها وعليها…ّّّّ!!

مظاهرة مقتدى .. ما لها وعليها…ّّّّ!!

التظاهرة الكبيرة التي قادها مقتدى الصدر هي من اللغات الجديدة التي طرأت  في عالم السياسة العراقية ، وهي محاولة لكشف معدن حيدر العبادي من حيث امكاناته السياسية والذاتية ومدى تحمله للضغوطات السياسية و تفاديها من اجل الحفاظ على حكومته التي يتعرض لانتقادات شديدة اللهجة من قبل التيار الصدري الذي اشعل الموقف باتجاه مصالحها السياسية في هذا الظرف بالذات الذي يتعرض فيها العراق الى حرب شرسة من قبل تنظيم داعش ارهابي ، اذن ان السيد حيدر العبادي يقف اليوم على مفترق طريق في حالة اهماله لنداء مقندى الصدر الذي وضعه ضمن مهلة امدها 45 يوما لتنفيذ ما يراه التيار مناسبا لوضع الحكومة على سكة الطريق ، وهي مهلة يراها العديد من اصحاب الشأن السياسي بانها صعبة على حيدر العبادي ان يتحمل تداعياتها على مستقبله السياسي ، خصوصا وهو لم يقدم الى الآن برنامجه الخاص بكيفية اجراءته الاصلاحية للبرلمان سوى انه المح ان يكون حكومة تكنوقراط  في عملية التغيير التي يشهدها العراق والتي يلغي المحاصصة الحزبية والسياسية و جلبت كل الويلات على البلاد……  اذن .. الاحداث حسب قراءتنا للاوضاع السياسية قد بدأت تسير نحو الاسواء بعد ان حشد التيار الصدري كل امكاناته البشرية الهائلة لإرغام الحكومة على القبول بشروطها التي وضعها شخص مقتدى الصدر، وبامكانه تحويل الانظار الى خطوته الغير محسوبة العواقب ، وهو يدعوالى محاربة الفساد والفاسدين والبدء باصلاح ما خربه الفاسدين  لذلك ان حلبة الصراع سيشتد مع الحكومة من قبل التبار الصدري الذي المح الى امكانية اقتحام المنطقة الخضراء والذي اكد مقتدى الصدر بأنهم على مسافة قريبة منها بمعنى ان المتظاهرين قد وضعوا خططهم الرامية لوضع الحكومة حيدر العبادي في موقف حرج او الزامه بالإصلاح لإنقاذ البلاد من بؤر الفساد والفاسدين ، وهذا يعني ان تحويل المتظاهرين الى داخل منطقة الخضراء سيشعل المسالة الى ما هو ابعد من كل القراءات السياسية وربما سيكون رد حيدر العبادي قويا على المتظاهرين من الصعوبة التنبؤ بآثارها على الميدان السياسي …..لذلك نجد ان المتظاهرين الذين يقودهم مقتدى الصدر قد وضعوا في حساباتهم كل الاحتمالات الواردة ، والا فان خروج الالاف للمشاركة في التظاهرة تأكيد على ان التيار الصدري سلك طريقه بالاعتماد على انصاره ومؤازريه في التيار الذين يعدون بالالاف للوصول الى اهدافها ، وهذا بحد ذاته مؤشر واضح ان التيار يمتلك ما لم يمتلكه غيره من ادوات الضغط السياسي لانتزاع مكاسبه السياسية  وارغام الاخرين على القبول بشروطه ، بمعنى ان التيار الصدري وزعيمه مقتدى الصدر قد وسعوا من حدة صراعهم السياسي مع حكومة حيدر العبادي بالاستناد الى ما يحصل الان في بغداد وساحة التحرير التي تحولت الى ساحة مكشوفة للشعارات المناوئة لحيدر العبادي والذي يطالبون قيها بالاستقالة او تنفيذ الاصلاحات على حكومته …..وازاء هذه التطورات الجارية على الساحة العراقية تبقى السلاح الاهم هو العقل في تفادي ما يحصل في ساحة التحريراو قد يحصل لاحقا لان اي تجاوز لخطوط العمل يعني حصول كارثة بشرية  كبيرة والعراق في غنى عنها بالاستناد لما يعانيه على ارض الواقع للعراق في حربة ضد تنظيم داعش الارهابي ، وهذا يعني ان المتظاهرين ينبغي ان يدركوا جيدأ ان المشاركة في ايصال صوت الحق يجب ان يكون ضمن حدود المعقول دون دماء ، وهذا بحد ذاته اشعارلكل الذين يحاولون الصيد في ماء الغكر من اجل الوصول الى اهدافهم الشخصية التي لا تمت بصلة بالاهداف العامة لعموم ابناء المجتمع العراقي الذي يطالب بالاصلاح والتغيير الجذري لمسار الحكزمة ، لذلك لم يبقى على التيارالصدري الا ان يكون ملتزما بقوانين خطوته باتجاه الاصلاح ولا يتصرفوا بمعزل عنها  ، لان ما قاموا به يدخل في مصاف الخطوات الجادة للاصلاح وبغيره يبقى العراق غارقا في بحر انتكاساته المستمرة التي لن تغيب عن الواجهة ، وهذا يعني انهم مطالبون بالهدوء وعدمالانجرار وراء الهفوات الانية التي تحصل عادة  في المظاهرات كالتي تحصل الان ولن تزيدهم الا الندم على فعله دون ادراك ،