23 ديسمبر، 2024 2:02 ص

مظاهرات العراقيين وسلطة الخداع

مظاهرات العراقيين وسلطة الخداع

في البداية لماذا يتظاهر العراقيون منذ عام 2011 , بكل بساطة ثمة تدني في المستويات كافة الاجتماعية والأقتصادية والصحية والأخلاقية , طبقة مسيطرة منقسمة فيما بينها تيار ديني ميليشاوي يميني موال لولاية الفقيه الإيرانيه وتيار آخر ظاهره مدني ولكنه في حقيقته يمثل الطبقة البرجوازية الليبرالية الموالية للرأسمال العالمي والشعب بأغلبيته عرف هذه اللعبة لعبة الخداع بالديموقراطية التي سميناها من قبل دم قراطية وأغلبية الشعب قاطع الأنتخابات , الحقيقة الديمقراطية هي ليست صناديق الانتخابات , الديموقراطية = حقوق الإنسان وفي العراق تنتهك حقوق الانسان والحيوان وتدمر حتى الطبيعة , العبادي ظهر لنا بوعود وقد تعجبت لأنه يريد أن يمهله الشعب 4 سنين أخرى السؤال : أين نجدك فيما بعد؟ منذ عام 2003 والوضع من سيء الى أسوأ , ياعبادي داعش هي ثمرة سياساتكم والميليشات الارهابية هي من نبع المنهج المتبع , أنت الآن تتهم المتظاهرين بالتخريب , هل رأيت الشوارع والقمامة , الجوع , البطالة , البؤس , أنتم طبقه مرفهة وتعيشون في وضع يختلف عن بقية طبقات الشعب , مقتدى الصدر , سيستاني وبقية الجوقة التي تتظاهر أنها مع الشعب يخرجون من الباب ويدخلون من الشباك بألف قناع وقناع وبألف حيلة , أيها المتظاهرون سؤالي لكم ماهو حزبكم الجديد ماهي برامجكم ؟ هل استطعتم أن تنظموا أنفسكم منذ عام 2011 كتبنا لكم ولم يصغ أحد , هل تشكلت نقابة للعمال , ونقابة حرة للفلاحين ونقابة للطلبة ونقابة للاطباء ونقابات لأهل المهن وبقية المنظمات المدنية هل تشكل إتحاد للمرأة العراقية وهي نصف المجتمع ونحن لانراها في المظاهرات هل هي مواطنة مساوية للرجل أم عورة( ناقصة عقل ودين ) يجب أن يقرن في بيوتهن وكيف يقف مجتمع على ساق واحدة , مجتمع أكيد سيكون متعبا ً وقائما على اللاعدالة واللامساواة كيف يكون إنسان حر في مجتمع حر ونصفه معطل أو مشلول ؟ الحق أقول لكم : هؤلاء القادة الدينيون والسياسيون أعداء العراقيين متى تشكلون محكمة الشعب محكمة الناس وليس قضاة فاسدين يفسرون القانون بحسب مصالحهم ومصالح طبقتهم (في البدء كان السجن ويأتي القانون للتبرير ) , الوعد بالوظائف ليس حلا ً وحين يصف مقتدى الصدر المظاهرات بأنها ثورة جياع هذا كلام خطـأ , الناس تثور من أجل الكرامة والحرية والمساواة , تثور نتيجة لغياب العدالة , من يقوم بالانتاج في حقول النفط وأين تذهب الثروة , بالعكس السياسة هي رقم واحد في هذه الاحتجاجات الشعبية ولايجوز أن يكون توزيع الثروة والانتاج بهذه الطريقة الظالمة والبديل هو لابد من أنتخاب شعبي في الميدان لقادة المظاهرات وليتشكل مجلس يمثل كل المحافظات , مايريده رجال الدين هو التخدير وسجنكم في الحزن واللطم ومصادرة الحاضر من أيديكم وجعلكم تعيشون في الماضي أو الوعود الكاذبة , حيدر العبادي يطرح فكرة أرض الرسل والأنبياء ماذا يستفيد المريض الذي لايجد قوت يومه من هذا الكلام ماذا ينفع الدولة التي يجب أن تكون حيادية بلا دين من هذا الكلام ثم يطرح فكرة تقديم الشهداء هل قدم أبنه للموت أم الموت من حصة الفقراء , والغريب مغن عراقي يردد الاسطوانة ذاتها يقول كل يموت بيومه كيف ؟ أرهابي إسلامي يفجر نفسه في السوق وفق الحديث النبوي التمترس بالعدو أو آخر يمارس القتل للآخر المختلف : لايقتل مسلم بكافر حديث صحيح , أو إشاعة العداوة والبغضاء حتى تتبع الدين كما في سورة الممتحنة 4 أو سورة المجادلة 12 مالنا نحن وهذا الارث الدموي الصحراوي وهو يتردد على لسان حيدر العبادي من طرف وعلى لسان مغن يتوهم أنه ينصر المتظاهرين , يقول العبادي في خطابه , الله يستمع للجميع ياسلام ؟ لماذا لم يستمع الى عذابات العراقيين من 40 عام ونحن في وضع يرثى له , لماذا لم يسمع للاطفال المصابين بسرطان الدم وفقدان الوالدين , لماذا لم يستمع الى 5 ألف سبية إيزيدية سبيت باية ملكات اليمين في القران وفي موضع آخر يقول الفتنة أشد من القتل , الفتنة في سياق القران هي الارتداد عن الدين حيث يجوز قتل المرتد وليس كما تحاول أن تحرف النص لاغراض تشويه المظاهرات السلمية كأنما المقدس الديني أداة في خدمة الخنوع والعبودية والفقر والذل وآخرها استخدام أدوات القمع الجيش والشرطة وهم أدوات لكم في تخويف الشعب وقهره مع أن الشعب هو الاغلبية وقادر أن يرميكم جميعا لو نظم نفسه في مزبلة التاريخ ويقدمكم لمحاكم الشعب العادلة , هذه الدولة ليست دولة الناس وأنت تخشى من أنفجار البركان سؤال هل نفع القمع والدعاية ضد المتظاهرين ؟ لوم الضحايا وأعتقال الشباب وضربهم وأطلاق وحوش الميليشات وتهديدهم بقطع الايدي وأخراس اللسان والتعذيب هل هذا يقهر الشعب الجواب : حركة التاريخ وتجاربه تقول لنا لا والف لا حين يتحرر الشعب أكثر من الوهم الديني وهو أس البلاء والطائفية والجهل لن ينفع الخداع ولات ساعة مندم , الجدير بالذكر أن نوري المالكي طلب مهلة 100 يوم ماهي الحصيلة مزيد من النهب والقتل والدمار والخراب البديل : مجتمع إنساني ودولة علمانية تفصل الدين عن الدولة ,حتى القرود تعرف معنى المساواة وعدالة التوزيع ويغضب القرد ويحاول أن يكسر القفص , حتى العقرب تعرف التوزيع العادل وقبل ألف عام قال الشاعر الزنديق أبو العلاء المعري : لو كان لي أو لغير قدر أنملة فوق التراب لكان الأمر مشتركا