هل أن الشعر حمار , بغل , حصان , سيارة؟
مَن يركبه يوصف بالشاعر , ودع مهاراته في الركوب والقيادة!!
و”لكل فرس خيالها”!!
الشعر ليس كذلك , وإن صح التوصيف , تضيع قيمة الشعر لصناعة الحياة والأذواق , والتعبير عن الجمال المترقرق في الأعماق.
لكل مخلوق أدواته للتعبير عما فيه!!
والبشر له أدواته وقدراته التعبيرية , بالكلمات وبالألوان , وبالمنجزات المتنوعة , والشعر من الإبتكارات التي مارسها منذ أجاد التواصل بالكلمات.
ومعابده القديمة تزخر بالأناشيد والمقطوعات الشعرية , البواحة عن خلجات النفوس ونبضات العقول!!
الشعر على ما يبدو موهبة أولا , وعليها أن تنال الرعاية ويمتلك صاحبها قدرات الإستثمار الإبداعي فيها.
وإلا لماذا يكتب الإنسان شعرا؟
إنه نشاط وسواسي يرتهن به صاحبه , وهو كالنوبات الصرعية , تأتيه على حين غرة.
كان لي زميل شاعر مطبوع , كثيرا ما يناديني ونحن معا , “حضرت القصيدة دعني أكتبها”, وينتحي جانبا ويسطر روائع الكلام!!
وعندما يفيق من الكتابة , كأنه عاد من غيبوبة .
الشعر بلاء يحل بصاحبه , ويستهلك طاقاته النفسية والروحية والفكرية والبايولوجية , ويزعزع أنياط فؤاده , ولهذا مرض القلب يصاحب الكثير من الشعراء , كما أن الكآبة والتطرف بالسلوك والميل للإدمان على الكحول والمخدرات.
فالشاعر الحقيقي مخلوق غير سوي!!
وهناك علاقة ما بين الشعر والحالة العقلية , وقد فطن العرب لذلك منذ آماد بعيدة , وتحدثوا عن وادي عبقر , وأن لكل شاعر شيطان يوسوس في أذنيه , وكانت أسماء شياطين الشعراء معروفة .
و”إن من البيان لسحرا؟!!