18 ديسمبر، 2024 8:51 م

مطلوب كردي تافه لرئاسة العراق

مطلوب كردي تافه لرئاسة العراق

يبدو ان القوى السياسية العراقية اتفقت مرة اخرى على ان يكون منصب رئيس الجمهورية من نصيب الكرد ، مقابل ان تكون رئاسة الوزراء للشيعة ، ورئاسة مجلس النواب للسنة. وهو ما كان عليه الامر في الدورات الماضية . لكن مع شعور ائتلاف دولة القانون بفشل مرشحها السابق نوري المالكي وتسببه في الحاق الهزيمة بالشيعة والعار بميليشياته الطائفية ، واضمحلال الفرص امامه لتولي اية مسؤولية اخرى بعد ان فضّت القوى الشيعية ومراجعها والايرانيون اياديهم عنه ، وقيام الامريكان بتحميله مسؤولية الازمة الحالية وما ينجم عنها . يريد ائتلاف المالكي ان يستمر في اظهار القوة واستعراض العضلات واطلاق التهديدات وتوعد هذه الجهة او تلك يالويل ، وخاصة من القوى السنية والكردية . وبالتزامن مع حالة الهيستيريا التي اصابت المالكي من جراء رفضه . يتشبث هو وبعض النواب من قائمته باساليب وضيعة في التعامل مع القوى السياسية وحتى مع المرجعيات التي ابت مساندته في حربه القذرة على المدن السنية وقصفها بطائراته السكراب المستعارة ،ووصف السنة بالارهابيين .

لقد كشفت الاخبار في الاسبوع الماضي عن فضيحة المالكي في محاولة الحصول على تعهد خطي من السيد سليم الجبوري ، رئيس مجلس النواب ، لدعمه في تولي رئاسة الوزراء ، وحسبما اعلن كانت ردة الفعل قوية من الجبوري الذي اعلمه بلسان فصيح انه لايصلح، وان القوى السنية ترفضه بالاجماع، وربما اوحى اليه انها قد تحاول تقديمه للمحاكمة قي اول فرصة حين يسترد منه المنصب .

الاغرب من كل ذلك ان المالكي وبعض نوابه يحددون مواصفات لرئيس الجمهورية القادم ، ويحلمون ان تنطبق عليه شروطهم ، ربما يكون قارب النجاة ، ويكلف المالكي بتشكيل الحكومة في غفلة من القوى العراقية والكتل البرلمانية التي اجمعت على التغيير.

لقد حدد المالكي مواصفاته لمرشح رئاسة الجمهورية ، واعلن ان الكردي المرشح لهذا المنصب يجب ان يكون مؤمنا بوحدة العراق ، هذا اولا ، وثانيا ان يخرج البيشمركة من كركوك . الشرط الثالث لم يعلنه المالكي ولكنه مفهوم وهو ان يكلفه بتشكيل الحكومة .

واضح جدا ان المالكي يقصد بوحدة العراق ، تنازل مرشح الكرد لرئاسة الجمهورية عن حق تقرير المصير وعدم التفكير او العمل على اعلان كردستان دولة مستقلة ، وبمعنى قبوله بالعيش في الجحيم ، وتقبل التهديدات

بالسحق والفناء كلما تعكّر مزاج حاكم في بغداد ،او تمكن من الحصول على صفقة سلاح ، او طبّل له بعض النفعيين والمشعوذين . وبمعنى ايضا ان يكون قوت الكرد مرهونا لدى حاكم ارعن يمارس التجويع خدمة لمصالحه السياسية وحبا في التسلط والدكتاتورية .

امّا ان يأمر الرئيس الكردي القادم قوات البيشمركة ، بعد كل تضحياتها، بالخروج من كركوك (قلب كردستان )، فانها ليست الاّ نكتة . لان من يسلّم كركوك للمالكي يقرّ نتائج التعريب والتبعيث ، وسيسلّم له اربيل ايضا .

فی امر لایخص المالكی من بعید او قریب، اعلن فضوله قائلا ان منصب رئيس الجمهورية من حصة الاتحاد الوطني تحديدا. ونسى المالكي ان رئيس هذا الحزب ومؤسسه هو مام جلال وهو القائل (كركوك قدس كردستان ).

اكنّ كل الاحترام للمرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية من الاتحاد الوطني ، وكلهم مناضلون بقدر ما يكفي ومخلصون للقضية الكردية بالتمام والكمال ، مع اني لا احبذ ان ارى ايا منهم رئيسا للعراق . فان حديثي هذا لايعنيهم ولا يشملهم . ولكن اقول للمالكي انك لن تجد كرديا بمواصفاتك ضمن القوى السياسية الكردية وضمن الاتحاد الوطني تحديدا ، حتى من بين اولئك الذين يجاملونك هنا وهناك او يلقون عليك بالتحيات او يبتسمون في وجهك ، او ربما يغنون لك على وتر طائفيتك. انك تبحث يا صاح عن كردي من دنيا الخيال . كردي بمواصفاتك ، هو كردي تافه .

*[email protected]