23 ديسمبر، 2024 5:54 ص

مطلوب : فتوى عجلى!

مطلوب : فتوى عجلى!

A – اذا ما نظرنا من احدى الزوايا لمقولة < من الحبّ ما قتل > , ومهما تكن المجازية فيها شديدة الوضوح , فهنالك تصريحاتٌ رسمية وشبه رئاسية لا تقتل مجازاً ولا غير مجازٍ , لكنها تكاد تمزّق الأعصاب فعلياً وتثير اللغط حتى في عالم الغلط , فقد فاجأنا السيد نوري المالكي بتصريحٍ لم يسبقه هكذا تصريح في ” موسوعة التصريحات ” , فالمالكي اعلنَ علناً بأنَّ < دعم مرشّح البرزاني واجب ديني واخلاقي ووطني .! > , وإذ لا يمكن فصل او عزل الأخلاق عن الوطنية , فهل دعم سادة الأستفتاء ” الذين عادوا الى عزف الحانه بطرقٍ غير مباشرة ” , يمكن اعتباره عمل وطني ومرتبط بالأخلاق .! وهل تصدّي قوات البيشمركة الى وحدات الجيش العراقي ونسف وتخريب بعض الجسور واطلاق القذائف على القوات العراقية اثناء تحرير بعض ما يسمى بالمناطق المتنازع عليها , هل يجوز اعتباره عملاً وطنياً واخلاقياً .؟ , ثمّ ما علاقة الدين بدعم البرزاني ! وَ وِفقَ ايّ مذهب ؟ , ثمّ لماذا فرض هذا الرأي ضمناً على الديانات الأخرى في البلاد .! وكلام المالكي يعني ايضاً أنّ عدم دعم مرشّح البرزاني هو كفرٌ او شِركٌ او حرام او حتى مخالفات دينية او خروج عن الشريعة ! , ويعني كذلك أنّ دعم السيد برهم صالح مرشّح الأتحاد الوطني الكردستاني هو خروج عن الملّة والدين والعبادة , بالرغم من وقوف الأتحاد الوطني الكردستاني الى جانب تحرير واستعادة كركوك .! , ولم يستطع السيد المالكي تبرير وتوضيح موقفه من الأجراءات العقابية التي اتخذتها الدولة بالضد من الأستفتاء .! وتصريح المالكي هذا يوحي وكأنه مرجع ديني او من علماء الحوزة العلمية , فما العلاقة الدياليكتيكية او الجدلية بين الدين وبين مرشح البرزاني ؟ , وعلامَ تشويه الدين بموبوآت السياسة ومع سبق الإصرار .!
B – على الرغم من تزامن كتابة هذا المقال مع اخفاق مجلس النواب في انتخاب رئيس الجمهورية الجديد , سواءً لعدم اكتمال النصاب او لسببٍ آخر , وسواءً ايضاً اذا ما كان عدم اكتمال هذا النصاب مفتعلاً او لأسبابٍ اخرى معروفة .! , فأنني وبالأصالةِ عن نفسي وعن نسبةٍ كبيرةٍ من الوسط الإعلامي والأدبي , وبالنيابةِ عن 99% من عموم الشعب العراقي ” ويستثنى الأشقّاء الأكراد من هذا ” , فيمكنني القول وبسهولةٍ ومرونة أنّ هذه ال < 99 > لا يهمها ولا تكترث لتولّي فؤاد حسين او برهم صالح لمنصب رئاسة الجمهورية , وبل وكأنهما لم يترشّحا اصلاً .! وفي تقديري الشخصي فقد كان من المفضّل جماهيرياً ترشيح وانتخاب شخصية كردية بعيدة عن كافة الأحزاب والأرتباطات الخارجية , وأنّ الشعب الكردي يمتلك اعداداً كبيرة من هذه الشخصيات المعتبرة .
C – منَ المفارقاتِ الفارقة او ذات العلامة الفارقة في الأعراف الحزبية الكردستانية بشكلٍ خاص , وعموم العمل الحزبي في الساحة العراقية , هو المفاجأة المفاجئة التي قامت بها السيدة ” هيرو ” ارملة الرئيس السابق جلال الطالباني وعضوة المكتب السياسي للأتحاد الوطني الكردستاني , عبر تخليها وتجاوزها ترشيح حزبها للسيد برهم صالح , ودعمها وتأييدها لمرشح البرزاني السيد فؤاد حسين .!
فمَنْ ذا الذي يفكُّ ويفككُّ لنا هذه الطلاسم والأحجية .! والتي نراها مفككة ومتفككة في الواقع الوطني والسياسي . هذا ويؤسفنا انخفاض درجة الصوت للأحزاب الكردية الأخرى ولأدنى درجة !