18 ديسمبر، 2024 5:23 م

إنفجرت عبوة ناسفة على أحد المرشحين أثناء زيارته لإحدى المناطق، بينما تعرضت سيارة آخر الى رشقات من الرصاص بعد خروجه من تجمع إنتخابي، وحدوث معارك بين أنصار بعض التيارات السياسية بسبب الحملات الإنتخابية.

إغتيال أحد المرشحين للإنتخابات البرلمانية العراقية على يد مجهولين، وتعرض شخصية بارزة الى طعنات بالسكاكين وإصابته بجروح بليغة أدت الى دخوله المستشفى، بسبب تأييده لحزب سياسي.

تعرض الدعايات الإنتخابية لغالبية الاحزاب السياسية الى أعمال تمزيق وتخريب من جهات مجهولة، وكتابة بعض الشعارات الطائفية على منازل بعض المرشحين، وتهديدهم بالتصفية الجسدية.

أغلقت كثير من مراكز الاقتراع أبوابها، وقررت المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات شطب نتائج تلك المراكز، بسبب دخول مسلحين اليها وتهديدهم موظفين المفوضية، وإجبارهم الناخبين بالتصويت لكيان معين، ومنع اخرين من الوصول الى مراكز الإقتراع.

مفوضية الانتخابات تعلن إحتراق صناديق التصويت في المخازن وتأجيل إعلان النتائج، فيما طالبت الكتل السياسية بإلغاء نتائج التصويت الألكتروني، والعودة الى الفرز اليدوي، بسبب وجود أخطاء في نظام التصويت الألكتروني، والشكوك حول التلاعب فيه من جهات خارجية.

مرت ثلاثة أشهر ولم تعلن النتائج النهائية للإنتخابات، التي شارك فيها نسبة لم تتعد 25% من أعداد الناخبين، بسبب المعرقلات الكثيرة التي رافقت العملية الإنتخابية، وعدم قناعة الناخبين بالوجوه السياسية التي رشحت للإنتخابات، والمحصلة النهائية هو صفقة بين الكتل الحاكمة وإعلان النتائج بالتراضي !!

هذه المشاهد تكررت في جميع الإنتخابات البرلمانية الماضية التي جرت في العراق، وأصبحت سمة طبيعية تعود عليها المواطن العراقي، فلم يعد يكترث للمشاركة في الانتخابات، بل هناك سعي من بعض الجهات السياسية لإحداث مثل هذه الفوضى، والدفع بأنصارها للتصويت من أجل الظفر بغالبية المقاعد البرلمانية.

لم يتغير شيئ في المشهد السياسي العراقي، يظهر إن الانتخابات القادمة المتوقع اقامتها مطلع حزيران، تكون مختلفة عما سبقها، فما زالت إجراءات الحكومة ضعيفة لتوفير امن إنتخابي يؤدي الى نجاح العملية الانتخابية.

فإذا أردنا ان نشاهد إنتخابات نزيهة وشفافة، يجب توفير الاجواء التي تساعد المرشح أن يرشح في أي قائمة هو يريدها بدون إتهامات أو ضغط أو تهديد، وأن يسمح لكل ناخب أن يصوت لمن يريد، دون أن يخاف من حملة السلاح الذين يقطعون الطريق، ويأخذون ورقته من يده، يكتبون مايريدون فيها ويضعوها في الصندوق.

كذلك لابد أن تتوفر مفوضية مهنية مستقلة، تحفظ أصوات الناخبين من التلاعب والتزوير، وتكون النتائج مطابقة لخياراتهم، وليس لأهواء السلطة والأحزاب الحاكمة، وأصحاب المال والسلاح المنفلت، عندها يمكن أن نقول أن هناك إنتخابات نزيهة والنتائج حقيقية.

أما إذا بقيت الأوضاع على حالها الآن فلا نتوقع إنتخابات في موعدها المحدد، وعلى كل مواطن يريد الترشح أو الإنتخاب أن يبحث عن حارس شخصي.