لم يتصور المرشد الاعلى للنظام الايراني أبدا بأن تنصيبه لقاضي الموت رئيسي على رأس النظام کل هذه المشاکل بل وحتى إن لهيب النار الغضب المستعرة ضده ستطاله هو أيضا، ولاسيما بعد تزايد المطالب والدعوات الشعبية والدولية من أجل عزل رئيسي عن منصبه ومحاکمته، والمشکلة إن النظام الايراني لايجد أمامه من وسيلة أو سبيلا من أجل التأثير على هذا الامر.
قيام تظاهرات واسعة جدا للإيرانيين في 21 مدينة في 14 دولة تطالب بمحاکمة قادة النظام الايراني وبشکل خاص خامنئي ورئيسي، لفتت أنظار وسائل الاعلام العالمية بل وحتى إن الرأي العام العالمي صار هو أيضا منتبها بصورة وأخرى لهذه المسألـة وتدرك عمق المعاناة التي يصطلي بها الشعب الايراني من جراء الحکم القمعي الاستبدادي لهذا النظام ورغبته الجامحة بالتغيير وإسقاط هذا النظام من أساسه.
خلال يومي 8 و9 أکتوبر الجاري، نظم الإيرانيون مظاهرات احتجاجية، استنكر الإيرانيون الأحرار وأنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية انتهاكات حقوق الإنسان وزيادة الإعدامات في إيران من خلال تنظيم سلسلة من التظاهرات في 21 مدينة في 14 بلدا أوروبيا مختلفة، والولايات المتحدة وكندا، وطالبوا بإحالة قضية انتهاكات حقوق الإنسان ضد الفاشية الدينية في إيران إلى مجلس الأمن، ومحاكمة قادة النظام، وخاصة خامنئي، رئيسي سفاح مجزرة عام 1988، وإيجئي رئيس القضاء بتهمة الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية في المحاكم الدولية.
کما جرت التظاهرات في 8 أکتوبر في واشنطن ولوس أنجلوس وباريس ولندن وروما وجنيف وأمستردام وبروكسل وتورنتو وفانكوفر ومونتريال وستوكهولم وكوبنهاكن واليوم السبت جرت تظاهرة حاشدة في برلين وأقيمت تجمعات ووقفات كبيرة في اسلو وسانفرانسيسكو ودالاس (تكساس) ويوتوبوري وفيينا وبوخارست. وندد المتظاهرون بجرائم نظام الملالي وسياسة المهادنة حيال الفاشية الدينية في إيران والتعامل مع نظام المجازر، وعلى وجه الخصوص دعوة رئيسي الجلاد عضو فرقة الموت لمذبحة عام 1988 حيث راح ضحيتها 30 ألف سجين سياسي وطالبوا بطرد نظام الملالي وتقديم القادة المجرمين لهذا النظام إلى العدالة.
هذه المظاهرات الحاشدة التي أظهرت مدى رفض وکراهية الشعب الايراني لنظام ولاية الفقيه والرغبة الجامحة بإسقاطه ومحاکمة قادته عن الجرائم التي إرتکبوها بحق الشعب الايراني، تزامنت معها أيضا إقامة معارض كبيرة للانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في إيران، الى جانب إن زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، قد وجهت کلمة للمتظاهرين قالت فيها:” إننا نقف وقفة إجلال أمام أرواح مائة وعشرين ألف شهيد ولا سيما 30 ألف سجين سياسي راحوا ضحية مجزرة عام 1988 كان 90 بالمائة منهم أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وأضافت: يا ترى، فإن العالم الذي عبر عن خزيه واستيائه من عقوبة الإعدام، فلماذا يتسامح مع نظام عمليات الإعدام والمجازر في إيران؟”.