الكابتن كاظم فنجان الحمامي كاتب متميز ولديه رؤية في معالجة الأزمة التي نشبت مع الكويت بشأن ميناء مبارك الكبير، وكثيراً ما أنشر مقالاته التي يختمها بعبارة ( الله اليستر من الجايات) ويبدو أن دعاءه هذا لم يأت من فراغ بل تحقق عبر تصريحاته الرنّانة التي كان آخرها أن بلاد سومر أرض الناصرية اليوم تملك مطاراً منذ (5000) سنة قبل الميلاد ومع (2000) بعد الميلاد يكون العراقيون قد سبقوا البشرية بـــ (7000) آلاف سنة ببناء أول مطار في المعمورة لإقلاع وهبوط طائرات السيخوي الروسية وميراج الفرنسية والشبح الاميريكية.
إن معالي الكابتن الحمامي حين تكلم عن مطار سومر لم يأت كلامه من فراغ هو أسندها إلى مصادر معتبرة، ولكنه لم يوضح لنا ما نوعية هذه المطارات وشكلها وطولها ونوع الطائرات التي تقلع وتهبط، وأناط لخيالنا الفرصة للتحليق بعيداً ورسم لنا ساحة عباس بن فرناس والأكل العفن الذي وزع على المسافرين والأسباب التي دعت الدول الغربية لمنع الطائرات العراقية من الهبوط بمطاراتها في حين حصلت على هذا الحق شركات محلية استخدمت الطائرات العراقية وكوادرها.
مطلوب من الكابتن عبد الكاظم فنجان التوضيح بشأن هذه المطارات وكان عليه أن يقول: إن هذه المطارات شبيهة بمطارات اليوم من حيث الوظيفة ليس إلا، فقد درّب السومريون الحمام الزاجل على نقل الرسائل من العاصمة إلى الحواضر الأخرى عبر إطلاقها من مكان محدد ومن ثم تعود إلى المكان نفسه إلذي حلّقت منه وهولاء الكتّاب الذين ذكرهم الحمامي نسبوا فكرة المطارات إلى اجدادنا السومريين.ربما المصادر التي اعتمدت عليها في تفسير مطارات الحمامي ليست دقيقة ولكنها مقبولة ومقنعة وعلى السيد المعالي أن يقدم توضيحاً جديداً يفسر فيه ماذهب إليه في تصريحه بشأن مطارات سومر أو يترك الناس في حيص بيص بين مصدق ومكذب وآخر بدأ يشكك في الوزير نفسه ربما يكون حاله حال بعضهم، ولم يعد قادراً على التمييز بين الخيال والحقيقة أو التمييز بين الحلال والحرام أو بين التكة والكباب كما فعلها معي احد سياسيي الحكومة من الرعيل الأول حين سألته عن أي نوع من المشويات يحب أن يأكل حين زارني فقال: مثلا فقلت : تكة أو كباب أو رأس الفواد أو معلاك، فقال الرجل هل من فرق بين هذه الاشياء التي ذكرتها فقلت له: نعم هناك فرق كبير مثل الفرق بين ….. وبين… ؟ والله اليستر من الجايات بحسب خاتمة مقالات الحمامي التي كنت انشرها له عفواً معالي وزير النقل المحترم.