الحوت في العراق؛ يختلف عن باقي البلدان في العالم، فهو يعيش على اليابسة، ويمشي على قدمين وله فم وأذن وعينين، ويمكن أن يدير مطار أحيانا، وهو صفة ملاصقة لأصحاب الكروش الكبيرة، المملوءة من المال العام، مع سلطة تتيح لهؤلاء، فعل أي شيء يخدم مصالحهم، ويزيد من حجم كروشهم.
الطريق نحوا الفساد، فلم سينمائي واقعي، ممثلوه مجموعة من السياسيين المحليين، بقيادة بطلهمالشيخ…، بعد دورة عملية في السرقة، قضاها برئاسة مجلس المحافظة ، التي حصل عليها عن طريق المحاصصة، فكان من نصيب الحزب الحاكم.. وما أدراك ما حزب الحاكم.
انتقل إلى مطار مدينته المقدسة، ليكون رئيس مجلس إدارة المطار، لما يحمله من خلفية عريقة، في صناعة الطائرات الورقية، و(التشييش) حيث أقام عدة بطولات في ال(مكاصص)، في منطقة (الجروية) مع نخبة من (المطيرجية)، حياة مملوءة بالتجارب القاسية ، كانت كفيلة لتؤهله، تسنم هذا المنصب الإداري في مطار دولي.
تحول من مرحلة حوت الفساد، ليصبح إخطبوط المطار، بعد تربعه على عرش الإدارة ثمان سنوات، عقود ومناقصات وميزانيات، تتبعثر هنا وهناك، بما يشتهي سمو الشيخ …، ليصبح مطار الشيخ فا….، على غرار ما موجود في دبي، مطار الشيخ زايد، مع فارق التكنولوجيا.
الأذرع الثمانية التي يملكها الإخطبوط، كانت كفيليه لتمنحه السيطرة التامة على مفاصل مهمة، خصوصا التعيينات والعقود، مجلس المحاصصة الذي يرأسه الشيخ، خلق نوع من الطبقية في المجتمع النجفي، حيث توزع حصص الأحزاب، بما يراه مناسباً فضيلة الشيخ.
انبرى له احد أعضاء مجلس المحافظة… رجل الدولة، ليفضح الفاسدين على الملا كله، ولو كره المفسدون، الذين يحافظون على السارقون، ويمنعون الماعون، من أقاربهم وأحزابهم يعينون، فكان ابن النجف لهم بالمرصاد، ليحق الحق ويبطل الباطل، إن الباطل كان زهوقا، شجاعة حيدرية ونخوة نجفية، هزة عروش الفاسدين، وأخرست أفواه المتقولين، الذين يخلطون الأوراق، ليغطوا على فسادهم، ويرمون المصلحين، فكان النصيب الأكبر من الحملة التسقيط التي شنها الفاسدون ضد (صكارهم)، صاحب الأخلاق الحميدة والسيرة العطرة، التي يفخر بها كل نجفي شريف.
مهما تقولوا وفبركوا ونشروا وظللوا، لن تنطلي حيلهم على أبناء علي (عليه السلام)، فشبابها واعون وشيوخها مدركون، وحتى أطفالها قد عقلوا مكر الفاسدين، ولو تلبسوا بلباس الدين، سيماهم في كروشهم من اثر الفساد، فأصبحوا في ديارهم جاثمين