23 ديسمبر، 2024 10:14 ص

مطار السليمانية الدولي نموذج متميز للمطارات العراقية

مطار السليمانية الدولي نموذج متميز للمطارات العراقية

رغم التحديات المختلفة التي يواجهها قطاعا الطيران والسياحة في العراق ، إلا ان العديد من تقارير الجهات والمؤسسات المهتمة في هذا المجال تشير الى إمكانات النمو القوية لهذين القطاعين في العراق لمواجهة هذه التحديات فلابد ان يكون الاهتمام بالخدمات المقدمة في المطارات الموجودة حاليا وفق المعايير الدولية مما ستعمل على تسهيل حركة إنتقال المسافرين مع العالم وتحسين الحركة الإقتصادية في البلد.
لايخفى عن اي مراقب التباين والاختلاف في مطاراتنا العراقية من ناحية حسن الاداء و جودة الخدمات المقدمة للمسافرين , أما نتيجة سوء الادارة في تشغيلها اوالاهمال في تقديم الخدمات للمسافرين والتي تشمل (مرافق المطار، وأيضا إجراءات السفر والخدمات الأرضية والخدمات اللوجستية للصالات وخدمات التسوق والمطاعم بالاضافة الى الدقة في مواعيد الرحلات) .
نعم الادارة التشغيلية وجودة تقديم الخدمات هي الادوات او المعايير التي تحكم على امكانيات المطارات , فالإدارة ذات الجودة العالية في تحقيق المعايير الدولية لتشغيل المطارات وايضا التي تشكل فريق متعاون مع مقدم الخدمات الارضية في تطبيق افضل للممارسات العالمية بمجال جودة خدمات المسافرين تضعها في صدارة المطارات الناجحة والمتميزة التي بامكانها تسجيل معدلات نمو اعلى في عدد المسافرين وحركة البضائع.
فلكل مطار من مطارات العراق جهة واسلوب في أدارة المطار وتقديم الخدمات فيها تختلف عن الاخرى في تناقض وتباين واضحين في اسلوب العمل لكل جهة , سنتحدث في هذه المقالة عن مطار السلیمانیة كنموذج لمنشأة عصرية فيها مقومات نجاح مطار وبكوادر محلية عراقية 100% , هذا النجاح في التشغيل وتقديم الخدمات جعل من هذا المطار ان يتميز ايجابيا عن باقي المطارات العراقية الاخرى برغم قلة عدد رحلاتها ومساحتها المتواضعة (13.5 كم مربع) لكنها اصبحت منفذ صناعي وتجاري وسياحي مهم يسهم بجدية فى تحقيق التنمية الشاملة للمدينة بصورة خاصة والعراق بصورة عامة , هذا التميز تحقق نتيجة التكامل بين الادارة التشغيلية ومقدم الخدمات , فالادارة التشغيلية للمطار متمكنة وساعية الى التطوير والابتكار من خلال مديرها العام الذي يسعى برغم قلة الدعم الحكومي له من ان يجعل مطار السليمانية مؤسسة شاملة تخدم صناعة الطيران العراقي برمته , وبرز هذا واضحا من خلال أنشاء معهد طيران متخصص بتأهيل وإعداد الكوادر الفنية والأدارية لموظفيه وحسب السياقات الدولية وبموافقة سلطة الطيران المدني العراقي هذا المعهد اصبح فيما بعد يخدم كوادر المطارات العراقية الاخرى , كما كان لادارة هذا المطار نشاط بارز يحصل لاول مرة في قطاع الطيران العراقي بعقد ملتقى المطارات المدنية والشحن الجوي باشرافه المباشر ولمرتين , حيث سلط هذا الملتقى الضوء على فرص الأعمال لمشاريع البنية التحتية للمطارات في العراق إضافة إلى ابراز أفضل الممارسات في إدارة الملاحة الجوية والأمن في المطارات العراقية.
والعامل الثاني لتألق ونجاح مطار السليمانية وجود شركة عراقية (مجموعة أزمر) متميزة بأمتلاكها الكفائات الفنية المدربة جيدا التي تعمل باحترافية عالية في تقديم الخدمات الأرضية لعملائها من خطوط الطيران المحلية والدولية في مطار السليمانية بالأضافة الى أمتلاكها تاريخ نظيف من الحوادث التي تحصل في المطارات نتيجة عملها والتي ساعدت على تحسين جودة الخدمة المقدمة للمتعاملين مع المطار سواء المسافرين او شركات النقل الجوي المستخدمة لهذا المطار, بالاضافة الى كونها الشركة العراقية الوحيدة الحائزة على شهادة (ISAGO) برنامج الأياتا لتدقيق و سلامة العمليات الأرضية وهو نظام معتمد لتقييم عمليات الشركات التي تقدم الخدمات الأرضية في المطارات باعتمادها أفضل الممارسات والمعايير الدوليةً , وأهم مايميز ايضا عمل الشركة وجود وسائل نقل مريحة ومجانية للمسافرين من بوابة المطار ولغاية صالة السفر ( وهذا جعلها تتميز عن مطار العاصمة الذي يفرض على المسافرين دفع كلف عالية لهذه الخدمة “تاكسي بغداد” ) , هذا بالاضافة الى وجود مشروع ضخم في المطار وهو ( قرية الشحن الدولية ) التي تشرف على عملها نفس الشركة العراقية والتي كانت عامل اساسي في تزايد الحركة التجارية للمدينة وايضا الحركة الجوية لها مما ساعدها في دفع العجلة الأقتصادية للمدينة بشكل جيد .
أن سلطة الطيران المدني العراقي الحالية هي الجهة الرسمية الوحيدة التي يقع على عاتقها تطوير جميع مفاصل هذا القطاع وفقا لإختصاصاتها الواردة في قانونها الأساسي ولها الدور الإشـــرافي والتـــدخل والرقابـــة على العمل والاداء والمحاسبة على النتائج في تقديم الخدمات المتعلقة بالمطارات العراقية , لذلك عليها العمل على تكوين استراتيجية موحدة تهدف لاحداث تغيير جذري في مستوى عمل جميع المطارات العراقية نحو الاحسن والافضل من خلال نقل تجارب مطار الى اخر حيث تقوم بتشجيع الزيارات الرسمية والتواصل فيما بينها لتبادل الخبرات والمعلومات وتطبيق معايير الجودة والكفاءة للجميع سواسية أملا في اعادة هذا القطاع الحيوي الى ريادته حاضرا ومستقبلا والاتجاه نحو تحسين وتطوير البنية التحتية له وفق المتطلبات الدولية التي تفرضها المنظمة العالمية للطيران المدني .