23 ديسمبر، 2024 3:26 ص

يقول الفنان والشاعر الإنكليزي جون لينون “عندما كنت صغيراً، كانت والدتي تخبرني دائماً, أن السعادة هي مفتاح الحياة، وعندما ذهبت إلى المدرسة, قاموا بسؤالي: ماذا أريد أن أصبح في المستقبل, فأجبت: أريد أن أكون سعيداً، فقالوا لي: بأنني لم أفهم السؤال بالطريقة الصحيحة، فأجبتهم: بأنهم لم يفهموا الحياة جيداً”.

شعبنا العراقي الذي قاسى الأمرين, من عصور الدكتاتورية والانقلابات والحروب, لم يتبقى له من أمل, سوى أن يشعر بالسعادة, أمنية يتمناها كل شاب وذي شيبة, فقد تأكد من عدم حصوله, على حقوقه التي أقرتها الدساتير, مؤقتة كانت أو دائمة, حيث تُركن تلك الدساتير على الرفوف, كَموادٍ تُزَينُ مطبخ الساسة.

من الطبيعي أن يتعاون أفراد العائلة, على التسوق كُلٌ حسب ما يحب, ولكن من يتحكم بنوع الطعام الأم, والتي قد تأخذ رأي رب العائلة, ويُعد المطبخ مملكة ذات سيادة, لا يجوز لأحد التحكم به, غير ربة البيت التي ترغب أغلب الأحيان؛ تنظيم مملكتها حسب ما تراه مناسباً, على شاكلة التصرفات الدكتاتورية, بينما نرى الأخذ بالآراء والمشورة, من بعض ربات البيوت, وهو أشبه ما يكون بتقبل الآراء الأخرى؛ وهاذين مثالين على أنظمة الحكم السياسي.

إختار المواطنون الذين شاركوا في الإنتخابات البرلمانية؛ من يُمَثلهم ولكنهم كمن يتسوق, كمية صغيرة لا تكفي للعائلة, لذا فقد كان الأمر صَعبٌ, على أصحاب الشأن التحالف, لتكوين الكتلة الأكبر, لتلاقي القوائم المشاركة صعوبة, بخلطة البرنامج المختلفة, ليصار إلى تقارب الأفكار أو البرامج, ليخرجوا بتحالف منسجم.

مثل فرنسي يقول” كثرة الطباخين تُفسد الطعام” بينما نَجد أن أغلب ساسة العراق, هم من اللاهثين خلف المناصب, فهم يريدون الطبخ على هواهم, ليُطعموا بقية الساسة حسب رغبتهم, هل سيتمكن طباخو السياسة, من تكوين كتلة منسجمة, تُريح المواطن وتخدم الوطن؟

إن ما يخشاه المواطن, تأخر الوقت المحدد, والعجالة بتقديم ما لا يستسيغه, ليقوم باحتجاجات لأربع سنوات أخرى, يضيع فيها الطبخ والطباخ.