هل يعثر الانسان العاقل، بالحجر ذاته مرة ثالثة، في حين قال الرسول.. عليه السلام: “ما عثر مؤمن بحجر مرتين” لكن إذا انتحر العراقيون، متورطين، بانتخاب نوري المالكي، لولاية ثالثة؛ فانهم لا يخالفون حديث محمد “ص” انما يخترقون رسالته، عابرين الى الجهة المقابلة، ايغالا بجلد الذات.
المالكي وعصابته “ولا يهون الطاغية القبور صدام حسين وجلاوزته” يتلمظون، ريثما تسفر الانتخابات عن تزويرهم، فيتربعون حكومة على عرش الدولة، يتنعم رفاه المالكي وآله وصحبه، بخيرات العراق تنبع من جوع الشعب وموته وتصب في ارصدتهم…
إنهم الآن يعدون بمحاربة الفساد، الذي سقوه بدم وأموال الشعب، ورعوه، حتى استوى آفة تأكل الأخضر واليابس، تفغر فاها: “هل من مزيد” فطالب المال، شره.. لا يشبع.
حكومة المالكي، تعد المتنفذين باشراكهم بافتراس الضحية.. العراق وشعبه، وستتنكر لذلك، حالما يستوي لها الامر، بل حين صدر توجيهه بمساعدة المواطن في انجاز معاملته، من دون رشوى ولا إهانة، لن يمكث على هذا التوجيه، بعد الانتخابات، لأن مصالح “الجماعة” تتضرر.
فالسلسلة تبدأ بالمعقب الذي يقتنص ضحيته.. وكل المراجعين ضحايا على الاطلاق، يجده يائسا ينظر الى تدافع الناس.. بالآلاف.. والله بالآلاف، على شباك وراءه موظف نزق او موظفة مغناج، يدلل روحه براس الملهوفين؛ يدخن ويشرب ماءً وشايا، ثم يدخن مرة أخرى، ويلتفت على زميلته او تلتفت الى زميلها لقص نكتة “بايخة” او للغزل، والمراجع يتلظى حرقة،…
يفعلونها عمدا؛ كي يزداد التدافع، ومن يعترض يتناهشه شرطة مستفيدون من استلاب المواطن؛ لأنه حينها يلجأ للقناص.. المعقب الذي يترصده، ممليا عليه الشروط، التي تبدأ بسبعمائة دولار، وقد تصل الى الفٍ.. والله الف دولار لتحويل سيارة في المرور، وليتنكر المالكي، او يبعث رجل اسراء او أحمد ابنه حالهما كحال “المكرودين” وسيرى!
السلسلة تبدأ بالمعقب وتنتهي بمدير عام الدائرة، الذي يتعهد بمبلغ مقطوع لأحد المتنفذين من مكتب المالكي.. مقاولة: “أقنع المالكي بتنصيبك مديرا عاما على الدائرة الفلانية، مقابل مبلغ تدفعه مقدما، وأساعدك على ان تطلعه من جلود الناس المساكين.. أحميك” ويحميه فعلا!
هذا هو المالكي عبر دورتين سحقتنا، فهل تنوون انتخابه، حبا منكم بالعصا التي جلدكم بها!؟ اين كانت توصيته بتسهيل المعاملات، قبل اقتراب الانتخابات؟
علمتني الدنيا، ان من يرتكب فعلة ما.. مهما اعتذر عنها، تحت ضغط ظرف ما، يعود الى ارتكابها، بمجرد زوال الظرف الضاغط.
وسترون!!!
سترون كيف تعود مراجعة اية دائرة معجزة، والكهرباء نشتم ريحها ولا نذقها و… كل ما اصلحه قبل الانتخابات يعيده للخراب الذي كان عليه، معتذرا لجماعته الذين تضررت مصالهم من الاصلاحات.
لا تناقضوا مصلحتكم، بانتخاب المالكي ودولة القانون وحزب الدعوة، يستغلونكم، كما إستغل الطاغية المقبور صدام حسين، ذاكرتنا المثقوبة، التي تخر من دون تراكم يعيد الينا تذكر “الدكة الناقصة” فنوقت بالصميم للاقتصاص ممن أساء لنا.. استغل صدام تناقضنا مع مصلحتنا مخدوعين بمعسول الوعود التي يطلقها وهو عازم على عدم تنفيذها، متنكرا مثل “… المومس…” لما يقول؛ مستغلا ايماننا بالرأي ونقيضه.
لذا لا تنتخبوا صدام المالكي، الذي نفذ من ضعفنا؛ فالطيبة ضعف إذا لم تشفع بـ “التغليس على الناس الغلسة” إذ لا يعثر المؤمن بالحجر ثالثة، يخترق رسالة محمد عابرا الى الصوب المقابل؛ جلدا للذات.