23 ديسمبر، 2024 2:10 م

مصير سوريا على خطى ما جري في العراق

مصير سوريا على خطى ما جري في العراق

ما ان أطلق السلاح الكيمياوي في مدينة الغوطة السورية حتى ثارت ثائرة العربان على هذا المجزرة التي اترحم على من كان ضحية لها من المدنيين الابرياء فهي جريمة بكل المقاييس . الا ان  ما يدعوا للدهشة كيف ان الفضائيات العربية كانت كأنها تنتظر حدثا جللا قد تم الترتيب له في وقت سابق  حتى تطلق هدير ماكنتها الاعلامية الضخمة في محاولة لإثارة الرأي العام العربي والعالمي على النظام السوري الذي يتحمل كثيرا من المآسي الحاصلة في بلده . وبالفعل فأن هذه الخطة قد نجحت في مبتغاها لتبدأ بعدها المرحلة الثانية  من الخطة الى وهي الحرب الدعائية التي كلما شاهدت جزء منها وهي تتحدث عن الترسانة السورية من انواع الاسلحة المختلفة وكيف يقف المسؤولون الاميركيون للحديث عن تهديدها للسلم العالمي اضحك في داخلي لانني اتذكر جيدا مافعلته الماكنة الاعلامية الغربية في دعايتها لتبرير الحرب على العراق واسقاط نظامه القمعي ثم الشروع بعملية التدميرالتي جعلت من العراق بلدا مباحا لقطاع الطرق ومصاصي الدماء وشذاذ الآفاق  . ان مالا يدع مجالا للشك ان هناك خطة لتدمير هذا البلد العريق وعلى خطى ماتم فعله في العراق ولكن بأساليب مختلفة فقد استخدمت الولايات المتحدة اكثر من 150 الف جندي لاسقاط نظام صدام ثم لمحاربة القاعدة في محاولة منها حسب الظاهر لترسيخ مبادىء الديمقراطية . الا انها وبعد قرابة لتسع سنوات تركت العراق بيد كيانات سياسية متناحرة وغير متوافقة واصبح مستقبل العراق في حالة مجهولة وغير معلومة .واليوم وبعد ماشاهدناه في سوريا تحاول الولايات المتحدة رسم مستقبل هذا البلد بأدوات اضافية او لنقل بديلة عن جيشها العرمرم الذي تكبد خسائر فادحة في العدد والعدة في العراق وان كان الاخير هو الدافع لجزء كبير من هذه الخسائر .
اننا نرى اليوم ونسمع نباحا ولهاثا من انظمة وشخصيات عربية واجنبية ومايتبعها من وسائل اعلامية ضخمة تحاول ليل نهار ان تدفع باتجاه حل عسكري ليس من اجل عيون الشاميات بل من اجل تدمير هذا البلد من جميع النواحي المجتمعية والعمرانية والسياسية والعسكرية تنفيذا لأجندات خفية معلوم بعضها وبعضها الاخر لا يعلمها الا الله والذين وضعوها .
[email protected]