22 ديسمبر، 2024 10:23 ص

مصير البطون الخاوية مرهون بتقلبات مفاوضات الهدنة

مصير البطون الخاوية مرهون بتقلبات مفاوضات الهدنة

البطون الخاوية هي التي تعني انها فراغة حتى من الهواء ليشغل الفراغ الذي تركه عدم وجود الطعام في المعدة وعدم توفر لقمة ولو صغيرة من الطعام والبطون الجائعة تعني ان الطعام متوفر ولكن الناس صائمة او يتعذر عليها الوصول إليه وصاحب البطن الخاوية على حافة هاوية الهلاك من عدم وجود الطعام وفي غزة تجاوزت البطون التي تعاني الخواء حد المدى القاتل في الوقت الذي صرح فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يجمع بين النقيضين معلنا :- لا اقبل باي عذر يؤثر على ارسال المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة وشفع ذلك بتصريح لاحق بأن جيش الأمريكي سيقوم بفتح ميناء في غزة لإيصال المساعدات الإنسانية الى الأهالي هناك 0

لكن في المقابل من جهة التزام امريكا في توفير كافة مستلزمات الدعم اللوجستي لضمان دوام سلامة الأمن القومي لإسرائيل ، قالت القناة الاسرائيلية 13 :- رغم غضب واشنطن على اسرائيل لا نية لدى واشنطن لخفظ ارسال شحنات الاسلحة الى اسرائيل وقالت ايضا نقلا عن غانتس الذي اوضح خلال زيارته لواشنطن انه لا يمكن التخلي عن عملية عسكرية في رفح وهذا دليل صريح انه لا نية لإسرائيل بإياقف الحرب على غزة كما اشيع خلال شهر رمضان المبارك ولا بعده لأن الإصرار على عملية عسكرية من قبل الجيش الإسرائيلي في رفح أو في غيرها يحمل بين طياته عقد العزم على مواصلة القتال لأنه من شروط إيقاف الرحب هي عدم تصميم النية بالقيام بمعلية عسكرية ضمن اطار الحرب نفسها والتخلي عن التصريح بذلك ولكن يبدوا ان المحتل يصر على الإستمرار في الحرب لذلك تلقي اسرائيل بفشل المفاوضات على عاتق حركة حماس لتوفِّر مبرر لعزمها على مواصلة القتال 0

وعليه فإن البطون الخاوية في غزة مصيرها مجهول بين يدي اكثر من جهة غربية وعربية منه نصيب كلها لا تحمل درجة من المصداقية تجاه غزة إلاّ بالإتجاه الذي يخدم مصلحتها وسمعتها بين دول العالم 0

رغم ان امريكا قد خففت من مستوى تشددها في معارضتها السابقة تجاه قرار بوقف القتال في غزة والتي سابقا لم تسمح بقوة حتى باستخدام كلمة (وقف اطلاق النار) في الأمم المتحدة ولكنها اليوم مهدت الطريق لدعم مجلس الأمن في تبني قرار من هذا النوع 0

وقد أظهرت الصياغة الأولى لمشروع القرار الأميركي في دعمها وتأييدها “لوقف مؤقت لإطلاق النار” في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس0

غير ان المشروع قد لا يرى النور باتجاه التطبيق فالولايات المتحدة تريد أن يكون أي دعم من مجلس الأمن لوقف إطلاق النار مرتبطا بوثاقة مؤكدة بالإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة عبر تصريح الرئيس الامريكي جوبادين الذي دحرج الكرة في ملعب حماس وحملها مسؤولية وقف اطلاق النار وقد لا توافق حماس على ذلك0

لآن حماس بحسب صحيفة سكاي نيوز وافقت على مشروع المقترحات المصرية غير انها اشترطت في مقابل ذلك التزام اسرائيل بوقف اطلاق نار دائم وليس موقت كما هو وارد في المشروع الامريكي وليس من المستبعد ان اسرائيل ترفض طلب حماس عند العودة الى تصريح غانتس اعلاه والمتعلق بتنفيذ عملية عسكرية في رفح وهذا ما حصل بالفعل وفق ما أفادت به صحيفة “معاريف” العبرية، يوم الخميس الماضي ، برفض إسرائيل شروط حركة حماس لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح عشرات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع، بعد عدة مشاورات في القاهرة0

ونقلت رويترز عن سامي أبي زهري القيادي في حركة حماس قوله إن إسرائيل ترفض مطالب حماس “بوقف العدوان والانسحاب وضمان حرية دخول المساعدات وعودة النازحين0

لذلك فان آمال البطون الخاوية في الطعام ضئيلة جدا ان لم نقل انها معدومة تماما وفقدان الأمل هذا كما تقول الصحف :- دفع نفاد الطعام والجوع الشديد الفلسطيني مروان عويضة (53 عاما) لإطعام صغاره في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة ، أوراق نبات الصبار الشوكي.

وحيث يقوم بحرص شديد، يقشر الصبار من الشوك الخارجي داخل منزله، ثم يطعمه لأطفاله في محاولة يائسة لإسكاتهم عن طلب الطعام الذي أصبح بعيد المنال فلم يكن الفلسطيني يتوقع يومًا أن يكون طعامه وطعام أطفاله من نبات الصبار الذي زُرع منذ سنوات قليلة قرب منزلهم في أرض كانت زراعية سابقًا، قبل أن يقوم الجيش الإسرائيلي بقصفها وتدميرها0