23 ديسمبر، 2024 3:59 م

مصلحة السنة بعد تفجيرات الكويت

مصلحة السنة بعد تفجيرات الكويت

قال المحامي الكويتي وعضو مجلس الأمة السابق ناصر الدويلة، “سنصلي الجمعه القادمه كلنا سنه وشيعه في مسجد الدوله الكبير، ونتحدى كلاب النار ومن خلفهم ولن يصبح الصبح غداً؛ إلا وهم في السجن أيا كانوا”.
لم يعد صعباً تحليل سلوكيات داعش، وتزامن تفجيراتها في شهر رمضان في الكويت وتونس والجزائر، ناهيك عن العراق وسوريا حيث يتوطن المجرمون.
أثار الهجوم الانتحاري على مسجد الامام الصادق في الصوابر بالكويت، جدلا كبيراً داخل الكويت، وأثار التساؤلات لدى القيادات الحكومية؛ هل أن التفجيرات تتوقف على مساجد الشيعة حصراً؛ سيما وأن فكر التكفير تصل بسالك طريقه الى نهاية محتومة بالتفجير؟!
إرتكبت داعش جريمة مروعة بحق المصلين في حسينية الإمام الصادق عليه السلام في الكويت، وفي تونس تعدت على فندقين وذهب من الضحايا 35 مواطن، وعلق جزائري مولود في فرنسا؛ رأس مديره على الأسلاك مع راية داعش؟!
تسعى داعش بتلك الأفعال؛ لنشر صور الرعب وإثارة ردود الأفعال المتناقضة، ويناغم تلك الأفعال الإجرامية أصوات إنغمست بالطائفية، وأثرت على قطاعات جهلت الأهداف الدموية، وتصورت ان داعش ممثلاً عنهم، أو فزاعة لمن يعتقدون أنهم أعدائهم، وأستطاعت التعبئة الفكرية بمساعدة الحكومات ووسائل الإعلام؛ ما زاد زخم المنخرطين والمؤيدين للأعمال الإجرامية.
تعرضت داعش الى هزائم كبيرة في العراق، ومن يقرأ خطاب البغدادي الأخير، يجد بين طياته لغة الإستجداء، وإستمالة الشباب بالدوافع الطائفية، وعليه جلب كل من تتناغم أفكاره لزجهم في المعارك، التي تخسر يومياً مئات الإرهابيين، وبذلك تكون التفجيرات مدعاة لتحرك الحكومات والمنظمات المحلية؛ للتضيق وشن حملات اعتقال ومتابعة الجوامع، ما يدفع المتأثرين بهذا الفكر الى تعميق التطرف، والهجرة والإنتحار حيث غاية أهدافهم، ودعوة الأبناء للأباء أو العكس، بدل المطارة والخوف من الإجراءات الحكومية.
أن نشر صور جرائم داعش، كانت في البداية ذات تأثير على جمهور الخصوم، وإثارة الرعب وأستسلام المناطق دون قتال، ولكن تلك الأفعال لم تطول كثيراً، وقد أصبح جمهور الضحايا يتفاخر بالشهادة، على أيادي أبشع عصابة، ولم تعد المواقع الإلكترونية تهتم بصور مصنوعة وفق رؤية سينمائية مرعبة، وبقيت تلك الصور ترواح مكان ما يزال يؤمن بالتكفير والقتل؛ لتجعل منهم ضحايا وحَمَلة لوباء، أصاب ثلة منحرفة من البشرية، وخلق مواقف دولية متصلبة؛ للقضاء على الإرهاب.
خطر داعش لا يتوقف عند حدود، ومثلما كان في العراق سيكون في دول العرب؛ والمتضرر الأول هم السنة، الذين أحرقت بيوتهم وسبيت نسائهم ودمرت مصالحهم، وأما الشيعة فأنهم يعتقدون أن الحرب على الإرهاب واجب مقدس لا حياد معه، وبالنتيجة أن من مصلحة سنة العالم محاربة الفكر المتطرف، الذي وضع بعضهم خارج سياق الإنسانية، وأما الشيعة وبقية الشعوب، فإنهم قادرون على حماية أنفسهم.