تسعى معظم دول العالم الى جذب الاستثمارات بشتى الوسائل لتقويه اقتصاداتها و تطويرها، و لخلق فرص عمل لابنائها و تطوير البنى التحتيه و الصناعه و الزراعه، و تقوم بسن القوانين و التعليمات اللازمه لاغراء المستثمرين المحليين و الاجانب و توفير ما تحتاجه الاستثمارات من امان و بنى تحتيه جيده و تسهيلات ماليه و اداريه و شفافيه عاليه لكي يطمأن المستثمر على استثماراتهو تحقيق الربحيه المرجوه من مساهمته في العمل و الاستثمار في هذه البلدان، لأن المستثمرين في نهايه الامر هم اصحاب رؤوس اموال يسعون لزياده رأسمالهم و ليسوا مؤسسات خيريه و هذا حقهم المشروع.
و لقد لاحظنا مؤخرا زياده في توقيع عقود او مذكرات تفاهم مع شركات اجنبيه يحضرها شخصيا السيد رئيس مجلس الوزراء و يقوم بالقاء كلمه مختصره في نهايه مراسيم توقيع العقود لتاكيده بانها تمت تحت اشرافه، و ليس هذا بالامر المعيب و لكن ما نخشاه ان تزداد و تيره هذه المراسيم و خاصه مع اقتراب الانتخابات البرلمانيه لتتحول الى جزء من حمله انتخابيه مبكره.
ساحاول في هذه المقاله تحليل توقيعاخر مذكره تفاهم لانشاء مصفى نفطي في ميسان وقع قريبا و هوبسعه 150,000 مائه و خمسون الف برميل في اليوم و بكلفه 6.2 سته بلايين و مائتي مليون دولار امريكي مع شركه ساتاريم السويسريه، المشروع ممتاز و محافظه ميسان تحتاج لها لتوفير فرص العمل لابنائها و حصول المحافظه على 274 مائتان و اربعه و سبعون مليون دولار سنويا ضمن حصه البترودولار، و كذلك وجود ابار بترول كثيره في المحافظه، و للحصول على الغاز اللازم لمحطات الكهرباء التي يحتاجها العراق بشده، اضافه الى تطوير الصناعه المحليه المسانده للتكرير. اذا كان الامور هكذا ايجابيه فما هو الاعتراض على هذا المشروع، هنالك ثلاث نقاط مهمه سوف اتطرق لها و هي:
اولا: الشركه المتعاقد معها و هي شركه ساتاريم السويسريه و التي تاسست عام 1992، ان هذه الشركه متخصصه في تاهيل و بناء معامل الاسمنت و اداره المخلفات و الطاقه المتجدده و تجهيز مواد لمنصات البترول و رافاعتها، و اكبر زبائنها هي شركهلافارجالفرنسيه حيث جهزتها بمستلزمات صناعه الاسمنت، و يمكن الاطلاع في موقعها الالكتروني على نشاطاتها و ليس لديها اي اعمال في مجال النفط عدا عن صوره لمنصه نفطيه من دون الاشاره لأي مشروع نفطي دخلت فيه و لا حتى اشاره لايه مشروع ضخم نفذته هذه الشركه في اي مجال او في اي بلد.
www. satarem.comهوموقع الشركه على الشبكه العنكبوتيه
ثانيا: كلفه المشروع عالي جدا و هواكثر من مشاريع المصافي الاخرى في دول العالم بحدود 75 بالمائه، ويتم القياس عاده بسعر تصفيه البرميل الواحد و ذلك بقسمه سعر المصفى الكلي بالدولار على سعه التصفيه مقاسا بالبرميل في اليوم والكلفه لمصفى ميسان هو 41.3 الف دولار وعند المقارنه مع المصافي الاخرى نجد ما يلي. كلفه مصفى ازمير تركيا 2.6 مليار دولار بسعه 60,000برميل و كلفه البرميل 24.7 الف دولار. كلفه مصفى الزورفي الكويت14.5 مليار دولار بسعه 615,000 برميل و كلفه البرميل 23.6 الف دولار.كلفه توسعه مصفى الرويس في الامارات العربيه 10.1 مليار دولار بسعه توسعه 417,000 برميل و كلفه البرميل 24الف دولار.كلفه مصفى نايجيرا9 مليار دولار بسعه 400,000 برميل و كلفه البرميل 22.5 الف دولار. وكذلك كلفه مصفى ينبع ، شراكهارامكو مع اتحاد الصين للبتروكيمياويات و الذي سيستكمل في 2014 في السعوديهبمبلغ10 مليار دولار بسعه 400,000 برميل و كلفه البرميل 25 الف دولار. و توضح هذه الاسعار الكلفه العاليه لهذا المشروع و عدم جديه المسؤولين بالحصول على افضل الاسعار بقدر اهتمامهم باعلانه باسرع وقت ممكن للدعايه الانتخابيه.
ثالثا: شفافيه المشروع، من الملاحظ ان اعلان المشروع كان من قبل رئاسه مجلس الوزراء، و ليس من اشاره له لا في الموقع الالكتروني لمجلس الوزراء ، و لا في موقع وزاره النفط او هيئه الاستثمار او حتى مجلس محافظه ميسان صاحبه الشأن، و يبدو ان المحافظه لم تكن حاضره بحفل التوديع، كما لم تتم الاشاره الى تفاصيل هذا المشروع الكبير، و من المستغرب عدم معرفه السيد رئيس مجلس الوزراء حتى باسم الشركه، حيث سأل عن اسم الشركه بعد نوقيع العقد و القاء كلمته، و لم يتم تعريف الشخص الذي القى كلمه الشركه و ما هو موقعه سوى معرفتنا بانه لبناني الجنسيه و ذلك من لكنته ، مما يعود بالذاكره الى مساهمه الوسيط اللبناني في عقد التسليح الروسي السئ السمعه. و لا نعلم الى متى يستمر استغفال المواطنين بهكذا مشاريع.
و اعتقد باننا سوف نشهد اعلان المزيد من هذه المشاريع الاستثماريه الكبيره قبل الانتخابات النيابيه المقبله كجزء من الحمله الاستباقيه لتجميل صوره المالكي و حلفائه من دوله القانون، و لنتذكر بانه ليست هنالك ايه تفاصيل عن مشروع ضفاف كربلاء مع شركه بلوم الاماراتيه الذي وقع بتاريخ 10 اذار 2013 و بحضور السيد المالكي و لا عن قيمه العقد لغايه الان، و لقد تم توقيع عقد اخر مع نفس الشركه بقيمه 15 بليون دولار لمشروع مدينه المستقبل في 15 ايلول 2013 و بحضور السيد المالكي ايضا.