المِصر الحد في كل شيئ , أو الحد في الأرض خاصة , وتأتي بمعنى الحاجز بين الشيئين.
والرَصم : الدخول في الشعاب الضيقة.
ومصر المدينة التي تتميز عما حولها من البوادي , وهي الوطن الذي يعيش فيه المصريون. ومصَروا المكان تمصيرا جعلوه مصرا فتمصر.
ويُفهم من ذلك أنها تعني المدينة المعاصرة ذات الملامح الحضارية المتميزة , والتمدن والقوة والثقافة الواسعة.
ووفقا لهذا أنشأ الخليفة عمر بن الخطاب :المِصران” البصرة والكوفة , وهما الأمصار , أي المدن الحضارية المعاصرة لزمانها.
وتُعرف مصر “توميري” أي “الأرض المحبوبة” في الهيروغليفية.
يريد أعداء العروبة والدين إدخال مصر في شعاب ضيقة وقلب إسمها , لتعيش في دوامة الويلات العنفوانية المتتابعة , فتفقد قدراتها الحضارية والإقتصادية والعلمية , ويتحقق فيها الدمار كما حصل في أخواتها من الدول التي تحول التغيير فيها إلى تدمير.
إن مصر هي العمود العربي الأقوى والأساسي في كيان الأمة وصيرورتها , وطاقتها الفكرية والعقلية والثقافية التي ترسم لها سبل التقدم والرقاء , وكلما إبتعدت مصر عن الأمة ضعفت الأمة وإستهانت , وإن عادت مصر للأمة تقوّت وتأكد دورها وفعلها الحضاري.
وقد قُطِعَت مصر عن الأمة سياسيا لعقود بعد عام 1979 , وها هي تعود في وقت تعيش دول العرب في مضطرب , أو هي في مآزق عدوانية بإسم الحرية والديمقراطية , فالذين يعادون الأمة قد إستثمروا في إرادة التغيير وجعلوا العرب يقتلون أنفسهم بأنفسهم , ويمزقون لحمة وجودهم وينهالون على دينهم وفقا لتصورات ضالة ومعتقدات بالية , يقودها المتخرجون من مختبرات غسيل الأدمغة وتفخيخها بالشرور والكراهية والعدوان , ويمضي أصحابها إلى سعير الآثام البشعة بإسم الدين الذي يقتلون.
وقد أثبتت مصر رؤيتها الواعدة الحاثة على تأهيل الإنسان للتعبير عن طاقاته وتأكيد قدراته في مواجهة التحديات بأنواعها , وإنطلقت في مسيرة بناء غير مسبوقة , مما لا يتوافق مع الأجندات الداعية إلى تعميق العجز والإنكسار والإنتكاس في روح الأمة , ولهذا فأن الهجمات بأنواعها تتوالى على مصر , ويغيب عن أذهان أعداء العروبة والدين , أن مصر صدّت أعتى هجمة هولاكية على أمة العرب والمسلمين , فأعادت للأمة عزتها وكرامتها , وهذا دورها الصادق المبين , الذي تعبّر عنه رغم إرادة الآثمين , وبعض الذين بأقلامهم متاجرين.
تحية لمصر العربية الأبية , ولن يتمكن المعتدون أن يقلبوا إسمها إلى رصم !!
وقل تحيا مصر!!