اننا عندما نتحدث عن الحضارة لا يعني اننا نتكلم عن حجارة صنعت من الطين ومزجت بعرق الجبين ونحتت تلك لتصنع مسلة او هرماً وتمثالا كآلهة الحب والجمال والشمس المصنوع من الحجارة وليس المهم شكلها وحجمها كبيرة كانت ام صغيرة اننا نتكلم عن اليد والفكر الذي استطاع ان يطاوع هذا الطين وهذه الحجارة ليخرجها بشكل الذي نراه اليوم انها الحضارة التي تترجم افكار وافعال ومعتقدات وانماط السياسية والاجتماعية والاقتصادية لهولاء الرجال فضلا عن كونها “قدرات واستنتاجات العقل, وقوة التفكير والحضارة هي بالتأكيد من النقيض للبداوة ..؟
لا يخفى على القارئ ان حضارة مصر الكبيرة تدل على عقل متنورا لشعبا متنورا استطاع ان يبسط يده الى كل ما هو جواره او هو ابعد من ذلك فالشعب المصري لدية من الحضارة للحد الذي لا تنطلي علية الخدع ولا ينجر الى مارب من لا تاريخ ولا حضارة ولاثقافة له الى اناس لا يفقهون الا لغة الاغنام والابل ومحاكاة الصحراء واحكامها الى الذين لازالوا يخضعون الى سلطة القبيلة والعشيرة وعاداتها وتقاليدها الذكورية الى شكلا من اشكال السلطة بات غريبا في عصرنا ونحن نعيش اجواء الحرية والحكم الديمقراطي وأدواته ومخرجات المتمثلة بحكومة تخرج من رحم الصناديق البيضاء والأصابع البنفسجية من المعيب جدا على شعوب تلك الدول ان تبقى رهن سلطة الحكم بالوراثة او حكومة التعيين ونحن في القرن الحادي والعشرون ؟
فعلا شيء غريب ما يحدث اليوم من موقف مصر اولا ومن ثم من مواقف العرب المختلجون في قضية اليمن السعيدة لقد اتفقت دول الخليج ومصر في موضوع مختلفون فيه غاية الاختلاف اتفاقهم وشعارهم هو عودة” الشرعية وكلنا ندعو الى احترام رأي الشعوب وعودة الشرعية لكن الغريب ان هولاء المجتمعون حولها هم اول من خرق الشرعية وسرقها في عز النهار, فمصر التي عاشت في فترة قريبة جدا على وقع احداث كبيرة جعلت العرب منقسمون حولها بين مؤيدي لتلك الجماعة ومعارض وقد تطورت الاحداث واخذت منحى اخر لها النتيجة اسقطت الحكومة الشرعية في وضح النهار وقد سرقت منها السلطة ليستلمها معارضون وقد زج بالسجن رئيس الحكومة المنتخبة محمد مرسي وعزل هو تنظيمه السياسي وسط اصوات وهتافات شعارها الديمقراطية وهي تقتل الديمقراطية بهتافاتها وقد تحيرت في وصف وفهم الديمقراطية العربية ؟
الامر بيدو في غاية الخطورة ان تباكى المصرين اليوم على الشرعية وهم اول من خرق الشرعية؟ وسرقها فعلامه بكائكم اليوم .؟؟ بالمناسبة ان رئيس اليمن عبد ربة منصور الذي هرب وترك بلدة يحترق لم يأتي بانتخابات كما جاء بها سلفة فعن اي شرعية تتباكون؟
فالذي يتباكون على شرعيتة هو فاقد الشرعية اولا هروبة من بلدة واخرى جاء بتوافقات وهذه التوافقات خرقها هو ولم يفئ بالوعود التي قطعها من اجل اعادة الهيبة للبلد الفقير الذي يعاني ما يعانية .
ثمة تباكى اخر للشرعية من قطر وهي اصلا فاقدة الشرعية حسب ابسط قوانيين حقوق الانسان فالحكومة وكما هو معلوم جاءت بانقلاب عائلي غريب جدا فعن اي شرعية تتباكون..؟
اما السعودية التي تتباكى بصوت مرتفع وما أدراك ماهي؟ اساس الفتنة بين المصريين وهذا معلوم علم اليقين لديهم ان السعودية هي راس الشر والفتنة وهي الاخرى فاقدة الشرعية الانسانية كونها من الدول التي لاتزال احكامها تعسفية بحق الانسانية “من استخدام العقاب الجسدي قطع اليد الى تحريم عمل النساء والتضييق على حريتهن والقائمة تطول وتعرض من الممنوعات والتي تخالف ابسط قوانيين حقوق الا نسان والتعبير عن الراي في محاربتها قسم كبير من ابناء شعبها في الاحساء والقطيف. ناهيك عن التدخل في شؤون الغير كما حدث من احتلال لها في البحرين…
ان ما حدث مؤخرا من مظاهرات في مصر قرب السفارة السعودية فانة يشير الى عمق الخلافات وعدم رضى الشارع المصري فلو شاهدات الشعارات انها تتهجم علنا على السعودية وحكومتها ، وتعتبر ان ما تقوم بة السعودية عدوان على شعب اليمن وتزامنت هذه المظاهرات مع حملات صحافية وتلفزيونية على السعودية كان ابرزها
ما أعلنة هيكل من رفض للحرب متمنياً أن يتحرك النظام في مصر وهو يعلم مواقع خطاه، مؤكدا أنه لا يريد حرباً في اليمن بالتحديد، وقد وصف حرب اليمن ” الى حد بعيد إنه صراع بين السنة والشيعة، مشيراً الى أننا نرتكب خطأ يكاد يكون خطيئة تاريخية وهو الفتنة بين السنة والشيعة،
وحذّر هيكل من أن الصراع السني الشيعي سوف يؤدي الى تقسيم العالم العربي، وكذلك موقف الصحافي المصري ابراهيم عيسى، الذي تهجم فيه بشكل غير مسبوق على القيادة السعودية، مما دفع العديد من الكتاب السعوديين للرد عليه بقسوة في عدة صحف سعودية، الامر الذي دفع المحطة التي تبث برنامجه الى ايقافه بسرعة
ان توافق السعودية ومصر في ملف اليمن ذلك لا يعني انهم متفقون في الرؤية الواقعية للأشياء فالسعودية الباحثة عن اي دولة تقف معها وان كانت الصومال او جيبوتي لمحاربة ايران واذرعها ترى مصر ان الاهم ان لا يعود الاخوان بأفكارهم واجسادهم الى سدة الحكم وتحارب كل من يقف ورائهم سواء كان بمصر او خارجها الامر الذي يجعل التقارب السعودي المصري بالهش.
ان التقارب التركي القطري هو مقلق لمصر وان السعودية اليوم هي اقرب من التوافق بين قطر وتركيا وهذا ما يثير حفيظة مصر لان تركيا وقطر هما الاب الروحي لحركة الاخوان وهذا امرا اخر يقلق المثقف المصري فقد تكون هناك جدوى اقتصادية اليوم لكنها لا تدوم وربما تكون هذة نقمة وليست نعمة؟
وبحسب المعطيات فان حكومة مصر اليوم في مأزق كبير بين متطلبات شعبها التواق الى الحرية وعدم تكبيل يده وبين الاغراءات السعودية القطرية وكلنا يعلم ان مصر دولة تعاني ماتعانية وبحاجة الى الدعم لكن المهم ان في مصر شعبا كادحا ابيا قويا من الصعب ان تثنية وتؤثر بة حفنة دنانير من امول مسروقة من شعوبها
ان مصر اكبر من ان تقع في فخ القطريين والسعوديين عندما تشارك بحربا خاسرة بعاصفة اليمن وخاصة ان ذاكرتها لاتزال تحتفظ بأسماء جنودها الذين قتلوا بحرب 1962
لقد اذهلت كثرا عندما تصفحت التاريخ في موضوعة الحرب” المصرية اليمنية التي سماها بعض كتاب مصر بالعقدة التاريخية والتي مازالت متأصلة عندما دخلت مصر في ازمة عام .1962 وفي حرب استمرت لخمس سنوات قتل فيها 15 الف مقاتل مصري, كم تمنيت ان تكون هذة العاصفة ضد اليهود من اجل اطفال غزة لا أكون اول المقاتلين
ربما يكون الموقف الباكستاني نموذجا يجب ان تقتدى بة الشعوب العربية عندما رفض البرلمان ممثل الشعب الذهاب في اتون حرب اهلية وهي شان داخلي فلم تنجر الى مستنقع اليمن الذي وقع بة الخليجيون ومصر
وهم بعاصفتهم يقطعون الشجر والحجر وان منظر الصور والدمار التي تبثها القنوات الفضائية هو وصمة عار في جبين العرب كون اليمن تشهد ب لا آلة الا الله ومحمد رسول الله وتتجه الى نفس القبلة التي يصلي عليها المصريون والقطريون والسعوديون…!!!