مصر إنطلقت بإرادة حضارية نحو مستقبل مجيد , وما تقوم به لا يروق لأعداء الأمة , والطامعين فيها , وبإذلالها وتكسير أجنحة وجودها , وإشاعة مشاعر الخمود والإنهزام فيها.
فما حققته مصر في بضعة سنوات أذهل اعداء الأمة وأرعبهم , وأشعرهم بأنها تنهض من جديد , وستحقق ما تريد , مما دفعهم لإثارة المشاكل لإستنزاف طاقاتها في صراعات عبثية , كما حصل للعراق عندما إنطلق في ثورته المعرفية والصناعية , فتم دفعه نحو حروب أكلت الأخضر واليابس.
واليوم تواجه مصر ذات التحدي الذي واجهه العراق في نهاية السبعينيات من القرن العشرين , فإنزلق إلى ما أريد له من منزلق تدميري , ومصر تقف أمام تحديات يُراد لها أن تنزلق في دروبها , لكي تبددَ طاقاتها وتتوقف مشاريعها العملاقة , التي ستنقلها إلى مصاف الدول المتقدمة القوية.
ولعبة سد النهضة وما تقوم به أثيوبيا بمساعدة أعداء مصر والأمة , الهدف منها دفع مصر والسودان نحو متاهات تصارعية تعيق مشاريعهما التنموية.
ولابد للقيادة في مصر والسودان من التفاعل الإيجابي , والعمل المدروس الواعي المستوعب للموقف , وما ينجم عن أية خطوة تجاهه.
فلا نريد لمصر والسودان الإنزلاق فيما لا تحمد عقباه , ولا بد لهما أن يفكرا بأساليب أخرى تحافظ على مياه النيل اللازمة للحياة في البلدين , ويجب أن يتحقق إبتكار آليات لمنع هدر المياه , ومنعها من الإنسكاب في البحر إلا بنسب قليلة.
فمن الواجب إعمال العقول بالبحث والدراسة , لتحويل مياه النيل لتروي أراضي البلدين , بدلا من إضاعتها في البحر , وفكرة النيل الموازي عليها أن تؤخذ بنظر الإعتبار , فقد فعلت الصين مثلها وشقت أنهارا موازية لأنهارها , فأوصلت المياه إلى مدن وأراضٍ لا تصلها من قبل.
فلماذا لا تعمل مصر والسودان بهذه الفكرة , وتجنّب الأجيال تكرار مواجهة التحدي الأثيم.
فأعْمِلوا عقولكم ولا تبددوا طاقاتكم فيما لا ينفعكم!!