23 ديسمبر، 2024 12:29 ص

مصرف الرافدين والجوازت العامة فوبيا الخيط والعصفور

مصرف الرافدين والجوازت العامة فوبيا الخيط والعصفور

نتذكر مسلسل فوبيا بغداد للرائع حسن حسني ..حينها تساءل البعض ما هي الفوبيا ؟ بعد المسلسل كثيرون ظل يرددون فوبيا حتى صارت لصيقة لروتين دوائر الدولة ..

قبل ان اذهب للجوازات العامة اتصلت باحد الزملاء ممن لهم قربى عند اهل الجوازات؛ فقلت له يا فلان عندي فوبيا من الجوازات؟ فرد علي لا تقلقي خمسة دقائق وتكمل معاملتك؛ لان الجوازت شغلها سريع ومنظم!
اعتمدت كلامه كوني اثق به وزرت باكرا ضريح الجوازات فاذا الجوازت طريقا سلكيا مغلقا  احرقته الشمس وشوهته الحفر والتخسفات.. سألت كشك استنساخ المستمسكات المقدسة واصدار الصكوك..  اريد ان اجدد جوازي؟ فكان الجواب ارجعي يا اختي فصك الدفع تغير لم يعد يصدر من عندنا وعليك جلب صك من مصرف الرافدين فرع الفردوس..

رجعت وانا اندب حظي العاثر كوني ساغير خارطة الطريق من الجوازات العامة الى مصرف الرافدين فكانت الطامة الكبرى باعلان الفردوس الى منطقة منكوبة تدعى الجحيم؛ فكي  تحصل على صك ب 25 الف دينار  انتظرت ثلاث ساعات ! لم اعرف ان الصكوك انتجت ساعات من نوع جديد ماركتها اشبع انتظار ..حصلت على الصك وانا اتعوذ من فوبيا المصارف فقد كشف لي فرع الفردوس قيمتنا اللاانسانية  ..
مشاهد سجلتها وانا انتظر صك الغفران فتذركت خلال طريق عودتي الى الجوازات العامة مسرحية الخيط والعصفور حيث ابدع النجمان امل طه والراحل خليل الرفاعي في تجسيد المثل القائل ضاع الخيط والعصفور بين دجل وقراءة الطالع ورغبت بمعرفة طالعي وكيف سيكون يومي في الجوازات العامة بعد انتظار ثلاث ساعات فقط في مصرف الرافدين فرع الفردوس ..
الخيط والعصفور رافقاني وانا ادخل الطريق السلكي مرة اخرى واجتيازي ذلك الكشك ودخولي باب الاعتراف حيث الاستعلامات فكان الجواب عودي من حيث اتيتي فقلت لماذا؟ جوازي القديم  صادر منكم واريد جواز جديد فقال ممنوع مرفوض لاتجادلين عليك الذهاب الى جوازت الكرادة فاظهرت له باجي فقال على الرحب والسعة ؟ (يعني لو ما اطلع باجي كان اصلا مدخلت ) غريب امور عجيب قضية ( وينك قدوري بيك ) حتى تتعرف على أنموذج الجلبي الجديد .
دخلت شبابيك انتظار الجوازت  كانها شبابيك زنزانة.. اذهبي انتظري قلت لا بأس ومن حولي جمهور من منتظري الفرج، ما لفت انتباهي اؤلك الذين يدخلون بملفاتهم عنوانهم رئاسات ومؤسسات وكل موظفي الجوازات يحيونهم كانهم يمتلكون ارواحهم ..
مرت الساعة تلو الساعة والفايل هنا وهناك لتنتهي مسرحية الخيط والعصفور بعطل جهاز البصمة والمسؤول يقول انتظروا استريحوا فقلت له اين ننتظر واين نستريح ؟ فقال هناك حيث الساحة الخارجية ؟ تخيلو حر آب اللهاب.. اطفال ونساء وعجز ومرضى والكل ينتظر فرج البصمة … المصيبة في الموضوع ان البصمة لم تكن عطلانة بل كانت مجيرة لخدمة اصحاب النفوذ ممن دخلوا المكاتب حيث موظفي الجوازات والتبريد والكراسي ليستريحوا ..
قصتي مع الجوازات العامة قد تبدو ليست بالجديدة فاغلب مؤسساتنا تعاني من ذات الداء لكن الغاية من كتابتي لهذه السطور هي ان لا نسكت عن الخطأ وان نكشف ما يحصل.  كنت اتمنى لو هناك مؤازرة لي وانا احتج على سياسة العمل من الذين اعتادوا انتظار روتين الدوائر لينددو ويشجبو ويعلنو رفضهم بان يعاملوا كمواطنين من الدرجة الثانية وهناك من يتميز عليهم من اصحاب المراتب والمراكز.
الاهم من كل هذا ان دائرة الجوازت علقت لائحة حقوق الانسان واحترام تلك الحقوق؛ فاين حقوق الانسان يا مدير الجوازت العامة؟ الم يكن الاجدر ان تتابع بنفسك ما يجري في دائرتك التي اتخذت من هندام العامة لباسا مزيفا لها وحقيقتها (خاصة)  لاصحاب النفوذ والمناصب، ويا مدير مصرف الرافدين بدل الجولات المنكوكية في بلدان العالم والايفادات المزيفة كان الاجدر بك ان تعلم موظفيك كيف يكملون مهام عملهم بانتظام وعدالة ويحرروا صكا لايتطلب العمل به سوى دقائق معدودة بدل من ثلاث ساعات ..
رسالة لكل الذين يعانون فوبيا دوائر الدولة لا تسكتوا على الخطا والتسويف فالسكوت اداة لنكون اموات الروتين .
بالمناسبة لم استطع اكمال  اجراءات جوازي رغم انني بقيت انتظر لغاية الساعة الثالثة عصرا وانا مريضة… بالعافية علينة الف رحمة على روحك رحيم المالكي وينك ياحكومتنا الرشيدة !