23 ديسمبر، 2024 1:29 ص

مصراحة بشار الأسد وتسوية عمار الحكيم ..

مصراحة بشار الأسد وتسوية عمار الحكيم ..

السيد بشارالأسد يدلي بتصريح لقناة “تي جي 5” الإيطالية … الحل الوحيد في سوريا ان يسامح الجميع الجميع .. فيما يرى السيد عمار الحكيم ان التسوية السياسية تعني ايقاف التفجيرات والمفخخات والمساوات والعدالة بين جميع العراقيين ؟
هل يعني السيد بشار الأسد التسامح مع الصديق او السارق ؟ أم هي رؤيا شاملة لحل جميع الملفات السياسية وحقوق الانسان والملطخة أيديهم بدماء السوريين والمتهمين بالارهاب وحمل السلاح ضد الدولة السورية ؟
في استقراء سريع للآراء سنجد هناك اجماع عراقي على التسوية السياسية التي اقترحها الرئيس الأسد ان يسامح الجميع الجميع !! ونحن ندرك تماما ما يقصده الاسد وهو التسامح مع الارهابين والخارجين عن القانون والجيش الحر وكلنا يعلم ان الاسد مدعوم من دولة عظمى ولاعب اقليمي كبير !! وفي نفس الوقت سنختلف مع تسوية السيد الحكيم بالرغم من تشابه الظروف والمواقف !
كمتابع لا اجد اختلافا كبيرا فيما يطرحه الأسد والحكيم ؟ فالاول يريد عودة سورية موحدة قوية وبمشاركة سياسية مع جميع السوريين بدعم شعبي ودولي واقليمي ومازال ينتظر النتائج ؟ والثاني يريد عودة العراق الى الاستقرار والسلم الأهلي بعد مرحلة القضاء على داعش وتحرير الموصل في محاولة منه لسد الطريق على دواعش السياسية باثارة الفتن الطائفية المستقبلية لذا نجده يحرص في الحصول على توافق الكبار والدول الاقليمية وقوى التحالف الوطني باكملها والمرجعية الدينية ؟ فكان له ما أراد من توافق دولي وعربي ولكنه فشل في الحصول على دعم المرجعية العليا المتمثلة بسماحة الامام السيستاني والتي رفضت لقائه كما هي عادتها منذ سنوات لنفس الاسباب التي دعتها لمقاطعة القوى السياسية الأخرى ؟ مما عقد التسوية المزعومة والاستمرار في طرحها بنفس القوة التي بدء بها الحكيم  لذلك نجده تراجع تكتيكيا ليقول لا تسوية مع استمرار المفخخات ؟
وهنا يبقى الهاجس الشعبي الشيعي المتوجس من هذه المبادرة لاسباب قد تكون حزبية او عاطفية او اختلاف في الرؤى والتوجهات السياسية والمذهبية أو انها حشر مع الناس عيد ؟ فكلنا يعلم بوجود قوى سياسية داخل التحالف وقعت واتفقت على وثيقة التسوية ولكنها عادت ورفضتها امام جمهورها وناخبيها لأسباب قد تكون كيدية وتوريطية للخصم السياسي المتمثل برئيس التحالف ؟! ليقف الآخر وكأنه أقرب الى النزاهة والثوابت من الآخرين !! وبرأيي ان الجميع يدرك جيدا ان لعبة المزايدات والعنتريات لم يعد لها مكان في العملية السياسية حتى لو كانت لاسباب انتخابية !
وبمراجعة أخرى سنكتشف انان معظم العراقيين بما فيهم المرجعية لا يرفضون التسوية من حيث الفكرة والمبدأ ولكنهم ضد عودة واشراك رموز سياسية معينة مارست ودعمت الارهاب والطائفية وتلطخت ايديها بدماء العراقيين وان بقاء هذه الوجوه هو استمرار للنهج السياسي الفاشل وبعكس ذلك ستكون التسوية أولى مع السنة المعتدلين المنضوين في الحشد الشعبي والذين يشتركون مع شركائهم الشيعة وباقي المكونات والاقليات في نفس التوجهات والرؤى ، واذا ما أراد السيد الحكيم النجاح  لمبادرته فعليه العودة الى الاغلبية ورأي المرجعية العليا المعلن والواضح من خلال خطب الجمعة والذي أكدت فيه مرارا وتكرارا بتغير الوجوه القديمة واستبدالها بمن يتسم بالنزاهة والتاريخ والوطنية والكفاءة وعدم اعتماد المحسوبية ، يعني باختصار ( شلع قلع ) وهذا كفيل بعودة الاستقرار الى العراق ويعيد  الثقة بين المسؤول والمواطن ؟
دعوة الى سماحة السيد عمار رئيس التحالف الوطني بمراجعة المواقف الحساسة ودراسة المزاج الشعبي العام والأخذ برأي ونصيحة مرجعية الامام السيستاني لانها الضمانة الوحيدة له ولغيره ..