18 ديسمبر، 2024 11:51 م

مصباح الفقاهة لطلبة الفقاهة وليس لمن يدعي الفقاهة

مصباح الفقاهة لطلبة الفقاهة وليس لمن يدعي الفقاهة

لسنا على علم بحيثيات استنباط الحكم الشرعي او حتى سن القوانين وعدم علمنا ليس لمنعنا بل لعدم تخصصنا بذلك ومن يريد ان يتخصص او لديه فضول المعرفة فعليه ان يتادب بادابها ويغوص فيها وله كامل الحق في ذلك ، وحتى يكون الحكم رصين فانه يدخل في نقاشات وبحوث حتى ان البعض منها قد لا يرتضيه العقل الا ان المنطق يسمح به ولهذا تجد طلبة العلوم لكل المذاهب عند البحث بخصوص الفقه فانه يتبحر في كل الاحاديث واراء الفقهاء من المتقدمين والمتاخرين حتى تصبح الحالة واضحة عنده بل لربما تسمع خيال علمي لا تصدق وقوعه ولكن يؤخذ بنظر الاعتبار.

مصباح الفقاهة هو دروس البحث الخارج للسيد الخوئي قدس سره حول كتاب المكاسب لعَلم الشيعة الشيخ الانصاري قدس سره ، وهذه البحوث قام بجمعها احد طلبته وهو الشيخ محمد علي توحيدي ومن ثم عرضها على استاذ المحققين فقراها واجاز نشرها ليستفيد منها الطلبة في دروسهم ، وبالنتيجة فهي مجموعة بحوث حول ما تطرق له الشيخ الانصاري في المكاسب ، ومن يرغب في النقاش فانه مسموح له ضمن الحلقات العلمية التدريسية الحوزوية .

طل علينا السيد كمال الحيدري بنقاشات لا اعلم ماهي غايته الا ان المؤسف طريقة عرضه وقرائته للرواية وكانه حصل على غنيمة لم يحصل عليها غيره ، للاسف الشديد شخص بمكانته العلمية وتاريخه بمطارحات في العقيدة يدخل في نقاشات تمويهية مردودة عليه مع التاثير على العقول التي لم تطلع على حيثيات كتاب مصباح الفقاهة .

اولا هذا الكتاب ليس سر وخاص بل كتاب مطبوع ومنشور في المكتبات خاص بطلبة العلم مرحلة البحث الخارجي وليس كتاب استفتاءات ، ثانيا ينقل السيد الخوئي ما ذكرت من نصوص وروايات بخصوص المسالة التي نوقشت وهي اجماع الروايات على اللعن . وثالثا كان البحث حول الغيبة ( كسر الغين) هل تقسم الى كبيرة وصغيرة ومن لاتجوز غيبته ومن تجوز غيبته ، فنقل السيد الخوئي الاراء بذلك وعندما يتحدث يقول ( اقول) يعني رايه في هذه المسالة، وبالنسبة لمن تجوز غيبته فهو غير المؤمن وذكر ما اتفق عليه العلماء بان المؤمن هو من يؤمن باصول الدين ومنها الامامة ابتداء بالامام علي وانتهاء بالحجة عليهم السلام جميعا وبدون استثناء اي لا ينكر احدهم ، وهنا ايضا قال السيد الخوئي ما ذكرته الروايات ولم يات هو بشيء جديد عندما قال ” أنه ثبت في الروايات والأدعية والزيارات جواز لعن المخالفين، ووجوب البراءة منهم، واكثار السب عليهم واتهامهم، والوقيعة فيهم أي غيبتهم، لأنهم من أهل البدع والريب “، فالذي تطرق له السيد هو اصلا موجود في الروايات والادعية والزيارات وليس ادعاءاته ، المخالفين مع علمهم بيقين الحجة وليس المخالفين السذج ، بقي ان تعتقد بصحتها من عدمه فهذا محل بحث اخر .

رابعا والسيد نفسه ذكر في هذا الكتاب مستشهدا بنصوص معتبرة بحرمة سب الناس ومنها هذا الحديث قال أبو بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن رجلا من بني تميم أتى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال:

أوصني، فكان مما أوصاه أن قال: لا تسبوا الناس فتكسبوا العداوة لهم (الكافي ٢: ٢٦٨، عنه الوسائل ١٢: ٢٩٧)، صحيحة.

فالذي يحرم سب الناس هل يجوّز في مكان اخر ؟ بل لكل حكم موضوعه وانت يا سيد الحيدري اعلم بهذا منا .

خامسا هل السيد الخوئي غافل عن الايات التي تحث على عدم السب مثلا ( وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ)؟

في القران اية “وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ” ،واية “لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ” فهل فهل فيهما تناقض؟ ام لكل اية معناها وابعادها ؟ فالقران قران الاسلام ومن المؤكد يحث على الاسلام ولكنه لا يكره على الاسلام وبين الرشد من الغي وللعبد الخيار في الاختيار .

ولتعلم الوهابية لو ناقشتمونا سنستشهد بافكار السيد الحيدري في مطارحات في العقيدة.