23 ديسمبر، 2024 6:58 ص

مصالح السيستاني توجه بوصلته نحو السعودية.

مصالح السيستاني توجه بوصلته نحو السعودية.

الوصولي هو الفرد الذي يسعى دائماً لتحقيق أهدافه وغاياته ومصالحه الشخصية ولو كانت على حساب مصالح الغير، باستخدام جميع الوسائل والطرق حتى غير المشروعة والقذرة فالغاية عنده تبرر الوسيلة أية وسيلة حتى لو وضع يده بيد الشيطان.
إن أهم ما يميز شخصية الفرد الوصولي هو قابليته الفائقة على التلون والتقلب والتكيف مع جميع الظروف والمناخات المتغيرات من أجل حماية ذاته والحفاظ على مصالحه ، فهو لا يتردد في التخلي عن جميع الثوابت والقيم ويسحقها بأقدام أنانيته، لذلك لا تجد له موقف ثابت أو قرار مستقر، فتقلبه وتلونه يدور حيثما درَّت مصالحه الشخصية،
شاعت صفة التلون والتقلب في المواقف وبلغت ذروتها في المشهد العراقي خصوصا بعد غزو العراق تبعاً للمتغيرات وتغير موازين القوى فلقد أبدع السيستاني في ممارسة هذه الصفة حيث كان ولا يزال ديدنه: أنه يميل حيث ما كانت الكفة الأقوى للجهة الحاكمة او المتدخلة في العراق، ففي أيام النظام السابق كان السيستاني منبطحا ومهادنا له، ولما لوحت أمريكا بغزو العراق أفتى لصالحه، وعندما اقترب الخطر الأمريكي أكثر ومالت الكفة له أفتى السيستاني لصالح الأمريكان وشرعن الاحتلال وحرَّم مقاومته، ولما برزت إيران وتدخلت في العراق وزاد نفوذها وأحكمت سيطرتها على هذا البلد سخر مواقفه وفتاواه لصالح المشروع الإمبراطوري الإيراني، واليوم ولما أحس بأن الدور القادم سيكون على إيران وأن الكفة ستميل إلى الجانب الآخر وصاحب الكفة الأقوى المقابل لإيران والمتمثل بالسعودية ومحورها مال إليها وراح يرسل التحايا والتعبير عن تأييده ودعمه لفتح علاقات مع السعودية كما اخبر عن هذا الأمر رئيس الجمهورية فؤاد معصوم!!،
ياله من انقلاب للسيستاني بلغ درجة 360 ، فبعد أن كانت السعودية في نظرهم الوهابية داعمة الإرهاب والعدو الأول للعراق، وهي من أدخلت داعش، وبعد كل الشحن والحقن الطائفي المدمر الذي سوقه السيستاني وحكوماته وكتله وأحزابه وحشده وإعلامه وأتباعه والذي راح ضحيته آلاف العراقيين، وبعد أن كانت تهمة “سعودي وهابي” تلصق بمن يقف ضد مشروع الاحتلال الذي شرعنه السيستاني ومن يقف ضد السياسات الطائفية الفاسدة لحكومات السيستاني وقوائمه وأحزابه وساسته، ينقلب السيستاني رأسا على عقب من أجل مصلحته والحفاظ على وجوده وليس من أجل مصلحة العراق وشعبه، لأن الكفة كما أسلفنا بدأت تميل إلى المحور السعودي والنار والخطر بدأ يقترب من إيران!!!!.
ختاما نقول في كل تقلبات وتلونات السيستاني كان ولا يزال العراق وشعبه في دمار وضياع وفقر وقتل وتجويع وتهجير وتمييز وفقدان أمن وأمان وغيرها من ويلات، وهذا يعني ان تقلبات السيستاني من أجل مصالحه فقط وفقط.