بداية ليس من المتوقع لقاء رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي مع زعيم التيار الصدري وتحالف سائرون السيد مقتدى الصدر أسوة بحركة اللقاءات التي تحصل خلال الفترة الحالية بين القوى السياسية الفائزة التي أفرزتها انتخابات 2018
وحقيقة اذا ما التقى الطرفين سيكون لجلوسهما حدثا مميزا هو الابرز من نوعه على المستوى السياسي والذي سيعطي رسائل اطمئنان للشارع العراقي دون استثناء وللبيت الشيعي على وجه الخصوص
و ان الخلاف العميق الذي نشأ بين السيد الصدر والمالكي يكمن نتيجة السياسات الخاطئة التي انتهجتها الحكومة في إدارة الدولة وسقوط مدينة الموصل وحدوث مجزرة سبايكر في ظل عهد المالكي ولذلك فان مصالحتهما بعد انقطاع سيلفت الأنظار وسيؤدي الى إذابة جليد المواقف الحادة وصناعة جيل حديث من السياسيين المرنيين أتجاه الأزمات التي تعصف بالمشهد الديمقراطي في البلاد
وان بقاء الأوضاع بين الطرفين على حالها قد تربك المشهد السياسي وتزيد من حجم التشنجات وتساع فجوة التوترات التي تزيد من لهيب اشتعال النيران ورائحة الدخان في وقت نحتاج الى إطفاء نائرة روح الانتقام والتعامل بمرونة وحنكة سياسية لكسب المخالف وتحويل صناعة الكراهية الى معمل لزراعة السلام
واذا ما قارنا الخلاف بالاحداث العالمية فلابد ان نقييم ما صنعته مصافحة رئيس كوريا الشمالية(كيم جونج اون ) مع رئيس كوريا الجنوبية (مون جي ) من لحظة تاريخية غيرت مجرى الأحداث المتزعزعة على مدى عشرة سنوات من الخلافات فيما بينهما
والسؤال كيف ستكون سياسة الطرفين خلال الفترة المقبلة ولعل اغلب القوى السياسية ترغب بأنهاء تلك المقاطعة حتى لا تتحول الى ازمة جديدة تعقد الشارع العراقي في المستقبل