23 ديسمبر، 2024 12:32 ص

مشکلة المنطقة في النظام الايراني وأذرعه

مشکلة المنطقة في النظام الايراني وأذرعه

عندما إنتصرت الثورة الايرانية التي کانت بحق إنعطافة نوعية في نضال الشعب الايراني ونقلة نوعية في نضال الشعوب ضد الاستبداد والديکتاتورية وتفائلت الشعوب العربية والاسلامية بها کثيرا وعقدت عليها الامال، ولم يدر بخلد وخاطر أحد بأن هذه الثورة ستتم مصادرتها وسرقتها من أصحابها الاصليين ومن الشعب الايراني ليتم تأسيس نظام صار واحدا من أکبر بٶر إختلاق المشاکل والازمات في المنطقة والعالم کما أصبح کابوسا للشعب الايراني وتجاوز کل الحدود في أساليبه القمعية التي لايمکن وصفها إلا بأساليب مماثلة لها في القرون الوسطى.
هذا النظام الذي رأى في شعوب وبلدان العالمين العربي والاسلامي التي رحبت بالثورة الايرانية، مادة وأساسا لکي يقوم بإستغلاله وينفذ مشروعه المشبوه ولذلك فإنه شرع ولأسباب وعوامل مختلفة في بسط نفوذه وهيمنته على 4 من بلدان المنطقة مع مساعيه المحمومة بإتجاه بلدان أخرى بل وإن هوس الجنون والتطرف للتوسع لدى هذا النظام قد أوصله الى أفريقيا، ولذلك فقد صار هذا النظام واحدا من أهم وأکبر وأخطر مشاکل المنطقة على وجه الاطلاق، خصوصا بعد أن وصل به الامر الى حد المساومة على نفوذه في هذه البلدان على طاولة المفاوضات.
مزاعم قادة ومسٶولي بشأن حرصهم على الامن والاستقرار في المنطقة وإنهم يسعون من أجل المحافظة عليها، ولکن تأسيسهم لأحزاب وميليشيات تتصرف کدولة داخل دولة وتأخذ أوامرها من طهران، أثبتت کذبهم الفاضح بهذا الصدد خصوصا بعد أن صارت هذه الاحزاب والميليشيات عاملا وسببا لدفع هذه البلدان نحو آتون المواجهات والحروب التي هي في غنى تام عنها، ولأن النظام يرفض وبکل الطرق والاساليب حل هذه الاحزاب والميليشيات بل ويريد ليس فرضها فقط وإنما يساعدها لکي تمسك بزمام الامور في هذه البلدان، وهو أمر کانت زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، قد حذرت منه مٶکدة بأنه أخطر من القنبلة النووية بمائة مرة ولاسيما من حيث توسعه السرطاني، ولذلك فقد توضح بأن مشکلة بلدان المنطقة الاساسية ليست فقط في أذرع هذا النظام بل في النظام نفسه، وکما إن الشعب الايراني سيبقى يعاني من مشاکله وأزماته طالما بقي هذا النظام في الحکم وظل يدير الامور في إيران، فإن على بلدان المنطقة أن تعرف بأن مشکلتها التي تعاني منها على يد هذه الاحزاب والميليشيات التابعة للنظام الايراني سوف تظل وتبقى طالما بقي هذا النظام في طهران حاکما، ومن هنا فإن قضية التغيير السياسي ـ الفکري في إيران من الخطأ النظر إليها على إنها مشکلة داخلية إيرانية بحتة بل إنها مشکلة بلدان وشعوب المنطقة وإن بقاء هذا النظام يعني إنتظار أسوأ مما يرونه ويلمسونه الان ولذلك فإن دعم وتإييد نضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية والتغيير هو واجب ومهمة ملحة لابد منها.