18 ديسمبر، 2024 11:05 م

مشوار الصواريخ الايرانية..اللعبة الجديدة

مشوار الصواريخ الايرانية..اللعبة الجديدة

بعد المفاوضات الماراثونية بين الدول الغربية و إيران والتي اسفرت عن التوصل للإتفاق النووي في عام 2015، وبعد أن ساد ثمة إعتقاد تحيط به الشکوك و التوجسات من إن مشوار المشروع النووي الايراني قد توقف الى إشعار آخر، فقد بدأت إيران مشوارها الجديد مع الدول الغربية وهو مشوار الصواريخ البالستية الذي صار هو الآخر يثير قلقا بالغا خصوصا بعد أن هددت طهران لأکثر من مرة بضرب أهداف أمريکية في منطقة الخليچ.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي شاغل المجتمع الدولي لأعوام طويلة بمشروعه النووي و إستفاد کثيرا من هذه المشاغلة بتنفيذ مخططات في ظلالها تحقق بعضا من أهدافه و غاياته مع إنه إستغل هذا الامر أيضا في المفاوضات التي أسفرت عن إبرام الاتفاق النووي، خصوصا وإن حسن روحاني بنفسه أکد على أن تنامي الدور و النفوذ الايراني في بلدان المنطقة کان عاملا مفيدا لصالح طهران على طاولة المفاوضات، ولاريب من إن مشوار الصواريخ البالستية التي يتمسك بها القادة و المسٶولون الايرانيون في وقت تترکز الانظار على کوريا الشمالية و تجاربها النووية و الصاروخية، حيث يحاول الايرانيون أن يستغلوا هذه الظرف خصوصا وإن هناك أکثر من شکوك بشأن تعاونهم و تنسيقهم السري مع بيونك يانك، وهم بذلك يسعون من أجل إبتزاز الدول الغربية و دول المنطقة أيضا من أجل تحقيق أهداف و غايات أخرى يدرأون من خلالها الاخطار عن أنفسهم.
الاوضاع الصعبة التي يعاني منها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على أکثر صعيد و التي باتت تشکل ضغوطا غير عادية عليه، تدفعه للعمل من أجل إيجاد ثمة مخرج من مأزقه الحالي، إذ إنه في وضع يکاد أن يشبه وضع ماقبل إبرامه للإتفاق النووي، ولو إستمر الوضع الحالي على ماعليه فإن طهران ستجد نفسها في طريق مسدود قد تکون له آثاره و تداعياته السلبية على مستقبل النظام کله، ولذلك فإن تهديدات طهران و إستعراضاتها للعضلات، هي مجرد مناورات و ألاعيب فيها الکثير من الخداع من أجل دفع الغرب للتفاوض معها بشأن صواريخها التي صارت تشکل عبئا ثقيلا عليها.
قضية الصواريخ و التکاليف الباهضة لها، تأتي في وقت يواجه فيه الشعب الايراني ظروفا معيشية بالغة الوخامة بحيث وصلت نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر من الشعب الايراني الى 70%، الى جانب نسبة تقارب ال30% يعانون من المجاعة، علما بأن وخامة الاوضاع في إيران قد وصلت الى حد صارت هناك ظواهر سلبية بدأت تطفو على السطح نظير بيع الاطفال و الاتجار بأعضائهم، ولايجب أن ننسى الرفض الشعبي المتزايد ضد السلطات الايرانية و قضية مجزرة صيف عام 1988، التي تم خلالها إعدام 30 ألف سجين سياسي و التي تتبناها حاليا زعيمة المعارضة الايرانية على الصعيد الدولي حيث تجد لها تجاوبا واضحا الى جانب إن هناك حراك شعبي تداعى عنها في داخل إيران، ويضاف الى کل ذلك تصاعد الرفض الاقليمي و الدولي ضد التدخلات الايرانية و المطالبة بإنهائها، ولذلك فإن طهران التي تسعى لإمساك العصا من الوسط قد لاتستطيع الاستمرار هکذا طويلا وقد تحدث مفاجأة صاعقة لها في أية لحظة.