23 ديسمبر، 2024 2:53 م

مشهد الهروب في ” سايغون ” هل سيتكرر قريباً في ” بغداد ” !؟

مشهد الهروب في ” سايغون ” هل سيتكرر قريباً في ” بغداد ” !؟

في مناسبات عديدة قلنا وأكدنا ومازلنا نؤكد زنقول , بأن المخاض الأمريكي الإيراني المركب في العراق منذ 2003  وحتى يومنا هذا , هو مخاض عسير نحس خبيث , أنجب لنا ديمقراطية مشوهة هجينة كسيحة , ويا ليتها فقط كسيحة , لكان أهون علينا علاجها بمليار دولار واحد فقط  لتسير على قدم واحد في أسوء الاحتمالات , من الألف مليار التي سرقها وهدرها عملاء ولصوص الاحتلالين بالاتفاق مع أسيادهم مع سبق الاصرار ,  وها هم اليوم بدون حياء وبدون خجل أو ذمة أو ضمير يدعون الشعب العراقي المفجوع والمنكوب إلى التقشف وتحمل أعباء الفقر والفاقة والصبرعلى هذا البلاء العظيم , وتحمل ودفع ضريبة سرقات ونهب حقبة أكبر لص وسارق .. ألا وهو نوري المالكي وعصابته , والتي لطالما أكدنا ومازلنا نؤكد ونكرر حتى أصابنا الملل القاتل حد الغثيان , بأن تلك الحقبة الإجرامية وسابقاتها ومن جاء بعدها جلبت لنا كافة أشكال النهب والسلب و الإبادة الجماعية والسرقات الممنهجة  وضياع وشرذمة وطن بكامله .

من يقرأ ويتابع المشهد العراقي منذ قيام الدولة العراقية الحديثة عام 1921 , بجميع مراحله وحقبه المتعاقبة وحتى يومنا هذا , يجد أن هذا البلد تحديداً , وربما الوحيد الذي يتعرض بشكل منتظم ومقصود ومدروس بين الفينة والأخرى إلى هزات وثورات وانقلابات وتغيرات دراماتيكية كل عقد من الزمن تقريباً , ويتعرض لأزمات داخلية وخارجية بفعل فاعل  مجهول ومعلوم منذ ما يقرب من 95 عام , وما خرج من محنة وكارثة إلا وتعرض  لمحنة ولكارثة أشد وأبشع وأسوء من سابقتها .. وهكذا دواليك , بما فيها فترة الحكم الوطني السابق الذي حكم العراق على مدى 35 عاماً بحنكة واعجوبة , والذي بذل المستحيل وضحى بالغالي والنفيس من أجل الحفاظ على وحدة العراق واستقلاله ولحمة وكرامة أبنائه , لكنه أيضاً لم ينعم  خلالها أو حينها هذا البلد بالأمان والرخاء والبناء والاعمار إلا بعد أن أصدر ذلك القرار الوطني الشجاع , عندما أعلن تأميم ثروته النفطية عام 1972 , وكذلك بعد أن وقع الإتفاقية الشهيرة مع جارة السوء إيران عام 1975 , أي قبل مجيء حكومة الملالي الأشرار بأربع سنوات فقط , والتي كان أهم أبرز بنودها.. أي إتفاقية الجزائر هو  ىسيادة العراق على نصف مياه شط العرب , وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق , والكف والتوقف عن دعم المتمردين الأكراد من قبل نظام الشاه بالمال والسلاح , وكذلك من قبل الكيان الصهيوني الذي كان يدعم المتمردين الأكراد أيضاً عن طريق ومن خلال بوابة إيران , والذي تكلل  ذللك الأتفاق بالنجاح , وكان أهم وأبرز إنجازاته منح الأخوة الأكراد الحكم الذاتي , تلك الخطوة والتجربة الفريد في منطقة الشرق الأوسط حتى يومنا هذا , وأوقف نزيف الدم العراقي العربي الكردي , بعد أن تخلوا عن حمل السلاح ووقف استهداف الجيش العراقي , وعدم رفعه مجدد بوجه الدولة والحكومة العراقية , وأنهى صراع داخلي مدعوم من جهات أجنبية راح ضحيته  أكثر من 60 ألف جندي عراقي آنذاك  بالإضافة لآلاف الأخوة من الشعب الكردي بسسب خبث وتدخل إيران واستخدامها الشعب الكردي كورقة  ضغط على العراق منذ عقود للأسف .

هذه وغيرها من الإنجازات جعلت العراق وشعبه يتنفس الصعداء وينعم  أنذاك بالأمان والاستقرار  لفترة خمس سنوات فقط , كانت تلك السنوات الخمسة التي وضعت الحكومة العراقية الوطنية حينها خطتها الخمسية الرائدة والفريدة , التي أعادت خلالها بناء العراق من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه , وأحدثت فيه ثورة بناء واعمار وصناعة وتعليم وصحة عارمة , خلال فترة قياسية ووجيزة جداً , واستمرت تلك النهضة الشاملة والثورة الإنفجارية الاقتصادية حتى طالت جميع مرافق الحياة , وبالرغم من شن الخميني الشرير الحرب والعدوان على العراق عام 1980 , لكن العراق كان يحارب على جبهتين في آن واحد , ونجح في اتمام مسيرة البناء والاعمار والتقدم والتطور وحصل بجدارة على شهادات عالمية ودولية من منظمات كـ “اليونسكو واليونسيف والأمم المتحدة ” بأنه البلد الوحيد في الشرق الأوسط الذي أرسى دعائم دولة مدنية عصرية واعدة , واستطاع بزمن قياسي أن يقضى على الأمية والفقر والتخلف والأمراض والأوبئة , وكاد يخرج عام 1987 من مصاف دول العالم الثالث , وأيضاً نجح وانتصر في الحرب ورد وردع الأعداء والعدوان  وقبر المشروع الإيراني في مهده , وخاصة مشروع تصدير الثورة الخائب , ولولا كارثة الحرب الإيرانية وعناد الخميني حتى تجرع السم الزعاف , وبعدها جائت فرية وكارثة الكويت وما تبعها من أحداث جسام , نكاد نجزم بأنه لو تعرضت لها أي دولة في العالم بما فيها أمريكا أو حتى الصين أو غيرهما من دول العالم , لأصبحوا أثرٌ بعد عين . ولولا تلك الموأمرات والحروب والحصار والاحتلال لكان العراق اليوم من الدول المتقدمة والمتطورة في كافة المجالات .

بالعودة لصلب الموضوع .. نقولها وبكل ثقة وبنظرة ثاقبة من خلال قراءتنا للواقع ومتابعتنا للأحداث العالمية والإقليمية والداخلية , وبدون الخوض في أدق تفاصيلها كي لا نطيل بسرد الأحداث وتفاصيلها وملابساتها .. ولهذا نقول ونكرر للمرة الألف .. بأنه واهم من يعتقد بأن حقبة العشر سنوات ونيف الماضية , وهذه التجربة المريرة والمدمرة التي خاضها الشعب العراقي , بأنها ستمر بسلام  ووئام أو ستمر مرور الكرام كما يتوقع أويعتقد أمعاة وأدوات الاحتلالين الذين لا يفقهون من السياسة وادارة شؤون الدول ودفة الحكم .. سوى شيء واحد فقط .. ألا وهو الإنقياد التام  لأوامر الأسياد والطاعة العمياء لتنفيذ مخططاتهم وأجنداتهم مقابل  الموافقة والسماح لهم بممارسة السرقة والنصب والاحتيال ونهب المال العام بدون حساب أو عقاب .

وواهم أيضاً من يعتقد بأن الولايات المتحدة الأمريكية قد تكون القوة العظمى الوحيدة التي حكمت وتحكم العالم الآن إلى أجل مسمى !, التي ليس لها حلفاء وأصدقاء وعملاء وجواسيس دائميين , بل وحتى الامبراطوريات والقوى العظمى التي سبقتها .. كان لهم فقط مصالح ونفوذ دائمة , والشواهد عديدة لا يمكن حصرها في أسطر , بما فيهم إيران التي تغولت وتغطرست في العراق والمنطقة بسبب التعاون والتحالف الوثيق والدعم السري لها من قبل أمريكا والكيان الصهيوني , وهي الأخرى أيضاً مستعدة أن تضحي بكافة عملائها في العراق ولبنان وسوريا واليمن إذا جد الجد وتطلب الأمن القومي الإيراني ذلك , وهذا ليس سراً , بل إيران وملاليها وقادتها السياسيين والعسكريين يصرحون به علناً , ولا تغرنكم الشعارات وهلوسات الملالي أبداً , بأنهم يعادون أمريكا وينعتونها بالشيطان الأكبر ؟, أو يكنون العداء لإسرائيل وقريباً سيزيلونها من الخارطة !؟؟؟, فالهدف الإستراتيجي لجميع  الأطراف الثلاثة منذ سقوط مملكة بابل وحتى الآن  لدى أعداء الله والإنسانية والأمة العربية جمعاء هو واحد ..  تركيع أمة العرب والإسلام بعوامل وأدوات وأساليب داخلية بحتة , وإيران هي من تقود وتتزعم وتشرف وتنفذ هذا المخطط بحذافيره , وخاصة هذه الحملة الطائفية المذهبية التبشيرية الكاذبة .. نشر ( التشيع ) !؟, والتي لاتعدو عن كونها إكذوبة كبرى تمارس من خلالها أكبر عملية نصب ودجل وابتزاز , وحملة إبادة وتطهير عرقي مذهبي مقيت لكل من يقف بوجهها شيعياً كان أم سنياً , مسلماً أم مسيحياً , عربياً كان أم كردياً , ومخطط  فارسي قومي قديم جديد لتركيع الأمة العربية , والذي بدأت بتدشينه من بوابة الأمة الشرقية .. أي منذ عام 1980 مروراً بعام 2003 بشكل رسمي وحتى هذه الساعة بشكل مفضوح ووقح .

ولهذا يجب أن يعلم القاصي والداني .. والشريف والدوني .. بأنه عندما تحين ساعة الصفر وساعة الحقيقة , ولكي تتلافى أمريكا وحلفائها في أي بقعة من العالم من الوقوع في مأزق وفخ ثورة الشعوب على عملائها , تُقدمْ على سلك أقصر الطرق وتتحذ  إجراءات إستباقية وتجارب خاضتها في أغلب بقع صراعاتها وحروبها ومناطق نفوذها لإمتصاص غضب  الشعوب  في أي بلد احتلته أو هيمنة عليه بشكل أو آخر وسلطت عليه حفنة من شذاذ الآفاق , فتقوم بإحداث التغير والتزويق والتجميل حسب ما يروق لها ويضمن لها مصالحها ونفوذها على المدى القصير أو البعيد , والشواهد كثيرة , نُذكّر ببعضها , بشكل سريع ومقتضب  , ما حدث في ” بنما ” عندما قامت بخطف رئيسها ” نوريغا ” بحجة تجارة المخدرات ؟, ماحدث في إيران عندما تخلت عن حليفها الذي أطلقت عليه صفة شرطي الخليج ” الشاه ” لكنها  لم تستقبله لغرض العلاج حتى !؟, تركته كاليتيم يستجدي بلداً يؤويه وقبراً يضمه خارج حدود امبراطوريته المترامية الأطراف , ومات ودفن في مصر ؟, وكذلك ما حدث في مصر عندما ساعدت وسهلت عملية إغتيال  بطل سلامها المزعوم ” أنور السادات ” وأبقت على عميلها الجديد “حسني مبارك ” الذي كان جالس إلى جانبه ؟ صاحب مقولة ” الريس فين “!؟؟؟, وغيرهم من الحلفاء والعملاء الذين تخلت وستتخلى عنهم أمريكا في الزمان والمكان المناسبين , وعندما تقتضي الحاجة وتحين ساعة الطلاق بالثلاثة , وهذا هو ديدن الأسياد وأولياء النعمة إزاء الخدم والعبيد عبر التاريخ البشري .

حقيقة الأمر .. الأيام والأسابيع ولأشهر القادمة  المتبقية من عام 2015 حبلى بالمفاجأت خاصة على الساحة العراقية والسورية واليمنية وحتى الإيرانية , وحكومة العبادي الرشيدة  ومرجعية الجهاد الكفائي ؟, وعدوا الشعب العراقي الموالي  وأكثر من خمس مليون عراقي نازح في العراء منذ أكثر من عام بتحرير الموصل وإعادة ثلث مساحة العراق إلى حضن المرجعية الحنون الدافئ !؟, وإذا بهم يفقدون بيجي قبل شهر , والآن الثلث الثاني , ألا وهي مساحة محافظة الأنبار !, وربما غداً ديالى , وبعدها كربلاء ومن ثم العاصمة , بمعنى آخر  وعلى ما يبدو لم يبقى لنا سوى ثلث من مساحة العراق الكلية !؟, فهل يكفي لإقامة دويلة شيعستان .. مثلاً  أم ماذا !؟؟؟. وهذا كله يجري بتنسيق وتخطيط ودهاء بين اللاعبين الرئيسيين في العراق .. أمريكا وإيران , وما يجري الآن من وضع خطط حربية وتحشيد شعبي  ودعم إيراني لتحرير أرضنا السليبة والمغتصبة ..!؟, ما هو إلا لذر الرماد في العيون , أو من أجل النصب والضحك على ما تبقى من عقول للعراقيين , وزج أكبر عدد ممكن من المليشيات الإجرامية الوقحة كما وصفها مقتدى في إتون حرب تحرير الأنبار لحرقهم عن بكرة أبيهم والتخلص منهم هنا وهناك , كي يسهل إحداث عملية جراحية سريعة لتغير واقع المشهد العراقي خلال هذا العام أو بداية العام القادم .. الله ورسوله والراسخون في علم صناعة الحركات والمنظمات الإرهابية والمليشيات أعلم !؟.

العراق حكومةً وشعباً وأرضاً .. أصبح منهكاً ولا يستطيع الوقوف أو الصمود بوجه هذه العواصف العاتية , وما سيجري قريباً سيكون عملية تغيير استباقية لقطع الطريق على ثورة أبناء الشعب العراقي الحقيقية التي  باتت تلوح في الوسط والجنوب أكثر مما هو في الشمال والغرب والشرق  , ولهذا ستتفق أمريكا وإيران على احداث تغير ما يحفظ ماء وجوهم , ويحمي مصالحهما ونفوذهما  , ويدغدغ مشاعر العراقيين الناقمين ,  لإمتصاص غضبهم … للمرة الخامسة خلال فترة الاحتلال وحكوماته المتعاقبة النهابة السلابة , وسيكون لزاماً على أمريكا التضحية والتخلص من عملائها الحاليين واستبدالهم بعملاء جدد ربما لايخطرون ببال أحد بما فيهم المرجعية الرشيدة , والذي سيكون هذا التغير أو الأسبتدال أو الإبتذال أسهل وأهون عليها من التخلص من أي فضلات وقاذورات أو قمامة أوزائدة دودية , لمنع إنفجار الشارع العراقي الذي قاب قوسين أو أدنى أن يخرج من طوره , ومن أجل الحيلولة دون إحداث التغير الوطني الحقيقي .

ولهذا وغيره مما تقدم … أليس من حقنا أن نتسائل في خضم هذه الأحداث المتسارعة والسيناريوهات المحتملة , أن توقع بنسبة 99,99 %  , من تكرار التجربة الفيتنامية , وما حدث في العاصمة الفيتنامية ” سايغون ” عام 1975 , أن يحدث في العاصمة العراقية بغداد عام 2015 !؟, وهل سيتكرر ذلك المشهد الذي مازال عالقاً في أذهان ومخيلة من عاشوا وعاصروا تلك الحقبة من القرن الماضي , وهل سيعيد التاريخ نفسه يا ترى !؟, عندما نكون شهود لنرى جماعة .. بس تعالو احتلونا , بقفون بالدور وهم  يتدافعون من أجل اعتلاء ظهر السفارة الأمريكية كي تنقلهم طوافات وحومات سيدتهم أمريكا وهليكوبتراتها الديمقراطية لتقذف بهم خارج حدود العراق الذي دمروه ونهبوه وأذلو أبناء شعبه , ولترميهم إلى مزبلة وقمامة التاريخ , في مشهد مذل ومهين وحالة هروب مشابه لأقرانهم من الخونة والعملاء والجواسيس الذين سبقوهم ودشنوا لهم  مشهد طائرة الهليكوبتر وهي تحط فوق السفارة الأمريكية في سايغون كي تخلي آخر الرعايا الغربيين الذين لجئوا لسفارتها ، بينما يقف رجال المارنز على البوابة الحديدية وهم يشرعون بفوهات بنادقهم الأم 16 في  وجوه العملاء الفيتناميين المتدافعين للهروب بجلودهم , ومن أولئك النفر الضال الذين تعاونوا مع المحتل الأمريكي . والذي تركوهم خلفهم يلاقون مصيرهم المحتوم بعد أن أصابهم الخوف والذعر والهلع من موجات الفيتكونغ التي بدأت تحاصر السفارة الأمريكية من كل مكان .
فهل سيحاصر أولاد الملحة قريباً ماخور المنطقة الخضراء !؟؟؟.
ملاحظة : هنالك أنباء مؤكدة عن  تقليص عدد العاملين في السغارة الأمريكية في بغداد , وكذلك تلقي موظفي السفارة أوامر بنقل عوائلهم خارج العراق كإجراء احترازي , وكذلك هنالك أنباء أيضاً تفيد بتجهيز واعداد طائرات هليكوبتر لنقل الأشخاص عند الحاجة  القصوى .