22 نوفمبر، 2024 5:49 م
Search
Close this search box.

مشكلة عراقية بأمتياز

مشكلة عراقية بأمتياز

يوم أمس ونحن نتابع مباراة كرة القدم بين فرنسا وبلجيكا ضمن بطولة كاس العالم جرى حوار بيني وبين زوجتي وابني الكبير وتحديداً بعد عرض تفاصيل حياة اللاعبين وسيرهم الذاتية وانتماءاتهم القومية والعرقية المتنوعة وأختلاف اللون والبشرة ورغم ذلك يجتمعون تحت راية وعلم ويحملون جنسية واحدة يقدمون للعالم ارقى فنون اللعبة ويثبتون تفوقهم وعلو كعبهم ليس في هذا المضمار فحسب بل في كل مناحي الحياة , أن الاريحية والشفافية وقبول الاخريتجسد حينما تعيش في مجتمع متنوع الاعراق والطوائف والديانات والذي يمنحك فرص العمل والابداع والانصهاروالتزاوج والعيش بسلام ولكل أفراده على حد سواء بعيداً عن التخندق لاي سبب كان …هنا يكمن سر النجاح والتفوق لهذه الشعوب التي تفتخر بأنتمائها وولائها الوطني فقط ضاربة عرض الحائط كل المسميات والمحددات الضيقة بالوقت الذي تتجذر لدينا مشاعر الابتعاد والتنافر والكراهية حتى بات الوطن عبارة عن كانتونات مغلقة على نفسها تعيش حالة من الأغتراب والانغلاق ورفض الاخر بل يتعدى الامر الى استباحة دمه وماله ويمكنك ان تتلمس ذلك بالانتقال من مكان الى اخر(أن كتب لك التوفيق ووصلت سالماً) كل ذلك سببه غياب القانون وسطوة الدولة واعتماد نظام مشوه وممسوخ من اللامركزية الادارية مغلف بعقلية عشائرية طائفية ومناطقية مقيته وبغيضه لا سيما وان كل من هب ودب نزو على قمة الهرم الاداري لهذه المحافظات والاقاليم …هنا رجعت بذاكرتي الى بضع سنوات مضت حينما جمعني تكليف عمل في لجنة ما مع أحد الاخوة الاعزاء الذي اصبح صديقاً مقرباً جداً فهو يتمتع بمميزات وصفات رائعة تجعل منه قريب الى النفس ويدخل القلب بدون أستئذان فقد حباه الله عز وجل بأمتيازات فهو طويل القامة دون مبالغة (والطول عز)كم يقول المثل الاردني ولعل ذلك بايحاء داخلي بسبب قصر قامة ملوكهم المتوارثين للسلطة …ومع الطول وسامة ووجه حسن فضلاً عن أجادته الانكليزية بطلاقة وشاعر وكاتب متمكن وبفضل من الله وجهوده تبوء اعلى المراتب الوظيفية كان ملتزم دينياً ويحفظ الكثير من السور القرأنية والاحاديث , يمقت صديقي هذا الطائفية والعنصرية ولا يطيق سماع بعض التعابير الدارجة مثل سنة ,شيعة, عرب ,كورد ,تركمان.كرت الايام وانهى التزامه الوظيفي وتفرغ للكتابة والنشرواستخدام التقنيات المرئية والمسموعة والمقروءة التي يجيد استخدامها بحرفنة ولكونه من طائفة وقومية عراقية أصيلة توجه الى المكان الذي اختاره للاستقرار في المناطق المرتفعة والجبلية ولم يعد يصلني الا ما يكتب من قصائد جميلة ومواضيع واراء ينشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والثقافي أتلمس احياناً من بين طياتها دمامل وتقرحات طائفية وعنصرية تجافي وجه الحقيقة وجادة الصواب واتسائل عن اسباب هذه الانعطافة والتبدل وأن كان جزئياً فلا أخلص الى أجابة سوى ان العيش في مجتمع مغلق وبطيف واحد وهو بحد ذاته ليس عيباً او خللأً ولكنه مدعاة لركوب موجة التعصب والشوفينية لا سيما وأن المؤسسات الثقافية والسياسية تضخ بهذا الاتجاه واخشى ما أخشاه أن تتغير الصورة مع مرور الايام .

أحدث المقالات