23 ديسمبر، 2024 6:49 ص

مشكلة السكن وحلف الأحزاب

مشكلة السكن وحلف الأحزاب

أبو محمود, قارب الخمسون عاما, هو مواطن بسيط, ورث الفقر عن أبيه, فعاش حياة متعبة, يعمل على عربة لبيع الفلافل, قرب مدرسة ابتدائية في حي طارق, كان حلم حياته, إن يتخلص من رحلة بيوت الإيجار, التي أتعبته ماديا ومعنويا, وتوسم خيرا بزوال صدام وزبانيته, فإذا الأيام لا تتغير, الفقر يحاصره, والحياة تضغطه هو وعائلته, بؤس بين حكمين, الطاغية والأحزاب.  
بيت للسكن ملك, فقط من غرفتين ومطبخ وصالة,مع حديقة صغيرة, هو الحلم الأكبر لأغلب العراقيين, هو بسيط جدا, وممكن إن يحصل بل اكبر منه, لو كانت هناك إدارة عادلة للدولة, فالأموال كثيرة, والثروات لا تنضب, ومجالات العمل لا حد لها, لكن مصيبتنا بساسة ثبت فشلهم جميعها, كلهم رسبوا في امتحان إدارة الدولة, والنتيجة شعب يعاني من كل جوانب الحياة, وإحدى معاناته السكن.
12 عام ولم يفلح الساسة المبجلين, في تحقيق مجرد نصف خطوة, لمعالجة أزمة السكن, مع أنهم صرفوا مليارات الدولارات, تحت عنوان مدن الأحلام والوحدات السكنية, لكنه كان عنوان لنهب الخزينة ليس إلا.
كان من الممكن إن نستفيد من قدرات دول ناجحة جدا, في معالجة أزمة السكن, لكن الغباء كان مطبق تماما, على عقول السادة المسئولين.
من البلدان المميزة ببناء الوحدات السكنية هي الصين, المميزة بالتقدم العلمي والتكنولوجي السريع الذي ينتهجه, وأرقام كفاءتها في البناء عجيبة, فهل تعلم إن هناك شركة صينية تبني 10 بيوت خلال كل 24 ساعة فقط, وان شركات أخرى صينية أيضا, تبني بيوت راقية, ومن طابقين, وخلال مدة أسبوع فقط, وهناك شركة صينية تبني برجا مكونا من 57 طابق, فقط في مدة 19 يوما, بمعدل ثلاث طوابق كل يوم, وهل تصدق إن الصين بنت أعلى مبنى في العالم, في سبع شهور فقط.
ترى لو تتفق الحكومة مع هكذا شركات, بالتأكيد سيتغير حال العراقيين, وبزمن قياسي, ويمكن إن يعتبر فتح كبير للساسة, لكن أصل الأزمة بحلف الأحزاب, غير الراغب بتحقيق ما يريده الشعب, لأسباب أربعة:
أولا: سعي بعض الساسة للهيمنة على المال العام, فيعتبر العمل للشعب تبذير, فالمال العام غنيمته وحده.
ثانيا: يرى بعض الساسة إن منع الرفاهية عن الشعب,  فيه ديمومة السيطرة على الجماهير, لذا يجتهد في دوام محنة الناس.
 ثالثا: بعض الساسة يفعل كل قبيح, لأوامر صادرة من جهات خارجية, لأنهم مجرد دمى ذليلة.
رابعا: يعود المنع  للبلاهة العامة, التي تسيطر على بعض الساسة, فهم مجرد أغبياء, وجودهم على الكرسي المسؤولية, كالحجرة التي تسد مجرى الماء.
اليوم الحاجة ملحة لحل أزمة السكن, وهناك حلول سهلة جدا, مثل توزيع أراضي للموظفين والعسكريين, مع فتح باب الاستثمار للشركات الأجنبية, المتخصصة في بناء البيوت, بالإضافة لتوفير قروض ميسرة للمواطنين, لمن يرغب ببناء بيت.
مجرد القيام بهذه الخطوة, تتهاوى أسعار العقارات, وتنخفض الإيجارات, وتنفرج شيئا فشيئا أزمة السكن.
عسى إن تصل سطورنا لمن بيده القرار, الرحمة بالناس أساس الحكم.