مشروع و رجل ذو قرار .. مشروع و رجل ذو قرار ..

مشروع و رجل ذو قرار .. مشروع و رجل ذو قرار ..

كان هناك قائد عسكري يحمل رتبة عالية، في أحدى المعارك حوصر وفرقته، من ثلاث جهات، وكانت الضربات قوية، التي تلقاها من الأعداء، فما كان عليه ألا الصمود والدفاع، عن المكان الذي يدافع عنه، حتى يأتيه المدد، وبعد ساعات من القتال وصد الهجوم، بدأت تضعف معنويات فرقته التي امتصت الضربة الأولى، للهجمة الشرسة من العدو، بعد ذلك طلب من القوات الانسحاب التكتيكي، وتنظيم الصفوف، ومشاغلة العدو، لترتيب أوراق دفاعاته والوقوف بقوة من جديد.
جلس القائد على دكه لوحده، وأطرق برأسه في الأرض، بعد أن تأخر المدد عنه، وهو ينظر إلى الأرض لفت انتباهه، نملة تحاول رفع كسرة خبز على ظهرها، وفي كل مرة تسقط منها، وتحاول من جديد، وبدأ القائد يحصي المحاولات التي تقوم بها النملة، دون جدوى، حتى وصلت إلى تسعين مرة، فلم تيأس، وفي المرة الواحد وتسعون تمكنت من النجاح، وحملتها وأخذت طريقها وهي تسير حاملة تلك الكسرة.
بعد أن رأى إصرار النملة، تعجب منها! لكن تعلم منها الدرس، بأن الإصرار يخلق النجاح، وإذا فشلت مرة لا يعني أنك فاشل، وتكرار المحاولات بطرق مختلفة، حتما سيقودك إلى ما تريد، أعطته تلك النملة جرعة من التحدي، ونادي الضباط والجنود وشجعهم على الصمود، والوقوف بوجه التحديات، وهذا ما سيجعلنا ننتصر، وسنكون قدوة لغيرنا، مادمنا نقاتل من أجل الحرية.
ما أريد الوصول أليه، أن ميناء الفاو، طيلة أكثر من عقد من الزمن، كثر الحديث عنه، والوعود التي سمعوها أهالي البصرة كثيرة، لكن لا يوجد أي شيء على أرض الواقع، مما جعل الأمر ممل، لذا طالب محافظ البصرة، ورئيس مجلس المحافظة، بتأسيس شركة استثمارية خاصة للبصرة وأهلها، و هذا الطلب لم يكن الأول، والذي لم يوافق عليه الوزراء السابقين، والسبب لا يعلمه ألا الخالق.
في الختام؛ وزير النقل وافق على المشروع، بقرار ذو حكمة، ولان المحاولات السابقة فاشلة، رغم الموازنات الانفجارية، اليوم وصل المدد من أهل البصرة، كما وصل المدد للقائد، لينتصر.

أحدث المقالات

أحدث المقالات