19 ديسمبر، 2024 12:46 ص

مشروع مشبوه ببصمات إيرانية

مشروع مشبوه ببصمات إيرانية

من عادة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية دائما أخذ احتياطات متعددة و مختلفة من أجل ضمان نجاح أهدافه و مخططاته وقبل ذلك نفوذه في بلدان المنطقة، فهو مثلا يمتلك في البلدان التي له فيها نفوذ الشئ و نقيضه، إذ لکونه يجلس على کرسي متزعزع قد تنکسر قوائمه في أية لحظة، فإنه يسعى لضمان نفسه بضمان نفوذه في بلدان المنطقة عموما و العراق خصوصا و الذي يعتبر أهم منطقة نفوذ لديه فإذا ماخسرها فيجب أن يقرأ على روحه الفاتحة.
بعد أن توضح لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية کره و رفض أغلبية الشعب العراقي له لکونه السبب في معظم الاحداث و التطورات الدموية السلبية التي أذاقت الشعب العراقي الويل و المصائب، وبعد أن أدرك بأن الجميع صاروا يعرفونه على حقيقته وإنه يضع تحقيق أهدافه و مصالحه فوق کل الاشياء الاخرى، فقد بدأ بالإيعاز بتنفيذ مخطط جديد و السعي لجس النبض من خلاله، وذلك بإطلاق حملة من جانب البعض من عملائه تمهيدا لإعلان دولة سومر الشيعية المهيأة للانضمام إلى إيران عبر الوحدة الإسلامية وذلك بجمع مليون توقيع من أجل إعلانها، وهو يأتي تنفيذا لمشروع تقسيمي تقوده “طهران” كحل بديل لتوسيع نفوذها في المنطقة في حال فشلها في الاستيلاء على العراق كاملا، ضمن الكونفدرالية الإسلامية الإيرانية العراقية.
هذا المخطط الجديد الذي يجب على الشعب العراقي عموما و الشيعة منه خصوصا التصدي له و إجهاضه لأنه يخدم مصالح النظام الايراني من ألفه الى يائه و يمهد لتفتيت و تجزئة العراق بصورة عملية، خصوصا وإن شيعة العراق قد عرفوا بإخلاصهم و تفانيهم من أجل ضمان بقاء العراق موحدا و أثبتوا ذلك دائما وإن وطنيتهم لاغبار عليها، لکن يبدو إن النظام الايراني يسعى للتلاعب بها و حرفها عن مسارها الصحيح.
هذا المخطط يأتي في وقت يشعر فيه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بخوف و رعب کبيرين من الاحداث و التطورات الداخلية و الخارجية التي لاتصب جميعها في صالحه خصوصا تزايد الاحتجاجات الداخلية بصورة قد تٶدي لإندلاع إنتفاضة کبرى و کذلك تصاعد نجم و دور المقاومة الايرانية على مختلف الاصعدة والنظر و التعامل معها على أساس إنها البديل الجاهز للنظام و الذي بمقدوره أن يضمن إيران مستقرة ينعم شعبها بالامن و الاستقرار و تنهي و الى الابد سياسة و نهج التدخلات المشبوهة في بلدان المنطقة کما تلغي کافة المشاريع و المخططات المشبوهة التي لايوافق عليها الشعب الايراني ولايقبل بها، وإن المٶتمر الاخير الذي عقدته المقاومة الايرانية في الولايات المتحدة الامريکية و شارك فيه محامي الرئيس الامريکي ترامب، جولي رودياني، أثبت بأن هذه المعارضة جديرة بأن تمتلك زمام المبادرة في إيران.