كشفت المعارك المريره والتدخل السافر طبيعة الصراع القائم بحجم التناقضات المتعلقه باهداف المتداخلين، وكذلك اساليب الردع القائمه والمطلوبه مع اصرار الروس بالدفاع عن المنطقه وتشكل محور المقاومه مقابل التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا وما يضمره كل طرف للاخر.. يظهر ذلك في ساحات القتال بصوره مأساويه نتيجةً لحجم التدمير واعداد الضحايا، لا احد يتحدث بذلك الا بمقياس ما تحققه فعالياتهم من انجازات وعلى نجاح هذا الطرف او ذاك!المساله أكبر مما نتصور وابعد مما نعتقد! اذاً كيف سيحقق كل طرف فوزه على ضوء ما تتمخضه النتائج العسكريه؟؟ وهل انتهت داعش فعلاً؟؟ ام انها ستظهر بلون جديد واسم جديد وثوب جديد في بلد اخر ربما مرشح للدمار.
يلاحظ ان الكثير من الذين تنبئوا بفشل مشروع استثمار داعش وانها كانت مجرد وسيله لتحقيق غايه معينه ففي الوقت الحاضر الذي يهدد بظهور عالم متعدد الاقطاب وذلك للمحافظه على المصالح الحيويه للعالم الراسمالي الأُحادي القطب والتي أصبحت اهمية انتمائه أكثر الحاحاً، وقدر هذه المنطقه ان نهاية الصراع يتوقف على ما سينتج على هذه الارض من مواقف حاسمه.. في الوقت الذي بدأ الشرخ يظهر عندما تتقاطع المصالح مع بعض دول الاتحاد الاوربي وخاصه المانيا وفرنسا وبلجيكا وايطاليا ودول الغرب الاخرى، لذلك نجد ان حلفاء امريكا ليسوا دائماً معها بكل المواقف.. فاي لعبه تحضرها الولايات المتحده واي ورقة قادمه تمسك بها وتحسن لعبها في منطقة الشرق الاوسط الحساسه والمضطربه.
وبالجانب الاخر يبدو ان امريكا لديها برنامج الصفحة الثانية بعد تقيمها لنتائج مخاض الصفحة الاولى الذي أظهر ان المعارك التي حدثت على أرض سوريا عدا مدينة الرقه التي تم مسحها من على الارض بعد ان تم اخراج إرهابيو داعش ( التي قيل ان اعدادهم حوالي 4000 شخص مع عوائلهم ) ولا احد يعرف أين ذهبوا وفي اي منطقة حلّوا وقد تم استلام وتسليم المواقع الاخرى الى قوات سوريا الدمقراطيه ( قسد).. ولكن المثير بعد زيارة الوزير السعودي (السبهان ) لمدينة الرقه حيث تم البحث حول ضرورة اعادة بناء المدينه وبمساعدة فرنسا وانگلترا وبتمويل سعودي وانشاء مجلس لادارة المنطقه والاشراف على( بناء الرقه) دون اي علاقه بسوريا!!
فهل سيكون مستقبل دير الزور وبعض مناطق العراق ان يقوم على نفس الشاكله؟؟ غير ان المثير ان التواجدات الاجنبيه قد اثمرت عن اختفاء عناصر الارهاب دون ان يؤشر بشكل ملفت عن مصيرهم واين ذهبوا؟؟ سواء في (تركيا وادلب).
اضافه الى اندفاع قوات تركيه الى عفرين مخالفةً بذلك قرارات (الاستانه).. اما الذين سلموا انفسهم في سنجار وتلعفر وبعشيقه والحويجة ومناطق اخرى، يتسائل البعض هل تم تسليمهم للقوات العراقيه ؟؟ أم انهم اختفوا او تم اخفاؤهم ليظهروا في مناطق اخرى!!! فاين عشرات الالوف من الاجانب؟؟ وهل قامت تركيا باعتقال اعداد منهم؟؟ وهي الممر الوحيد لهم ( دخولاً وخروجاً ) وهل سلموا ليحاكموا ام سمح لهم بالذهاب وتسريبهم الى بلدانهم ليمارسوا الارهاب فيها؟؟ او جرى تسليمهم لبلدانهم؟؟( العمليه يجب الوقوف عندها ) فقد يعاد ضخهم من جديد ( الله اعلم )!!!
وقد اثار وزير خارجية روسيا الانتباه حول موضوع التعاون بين امريكا وعناصر النصره وداعش وتسائلاته اين ذهب الارهابيون؟؟ ام ان امريكا فصلتهم على مقاساتها ومزاجها على انهم ارهابيون معتدلون كما هو حال تقيم الداعمين والممولين للارهاب ف( بقدرة قادر ) قد تحولوا الى المواقف المعاديه للارهاب وحسب اجهادات امريكا وفعلاً اذا استمر تصرف امريكا والموالين لنهجها فسيكون كذلك.
ويبدوا ان ما بعد نهاية داعش سوف لن تكون كما قبله والتصرفات الامريكيه تؤكد ان مستقبل سوريا والعراق والمنطقه سوف لن تنعم بالطمأنينه والسلام .. وسنرى