بعض الأطراف السياسية المعتدلة، لديها رؤية لمشروع كتلة وطنية عابرة للطوائف والمكونات، وترغب بشدة أن تتبلور العملية السياسية في العراق، بدولة نخب وكفاءات، بدلاً من الصراعات الحزبية والفئوية، والتي أوصلت البلد الى ما وصل إليه، رغم الإنجازات العسكرية المتحققة بفضل المرجعية العليا والقادة الشرفاء، الذين يعملون من أجل العراق لا لغيره.
بعض القوى السياسية تمتلك رصيداً كبيراً من الاعتدال والوطنية والعدالة، تلم بكل شي يخص العراق وما حوله، تلتزم بوصايا المرجعية، تعمل بروح الفريق المنسجم، لتؤكد وطنيتها ومواطنتها من اجل إنصاف المواطن، وهم ملتزمون مع بقية الأطراف السياسية المشاركة في السلطة، لتكوين خيمة نخبوية جامعة لا يهمها سوى المواطن الفقير، والسؤال هنا متى سيرى هذا المشروع النور، في ظل هذه المناكفات والمزايدات؟!
الشعار القادم يكون مكافحة الفساد، وكذلك تصدير الشباب، فيا ترى هل ستفرز الانتخابات المقبلة إستحقاقاً وطنياً لأصحاب هذا المشروع الجامع؟ سنرى ذلك عندما تشتد معركتنا الانتخابية، وعلينا أن لا ننسى فكلمة الفيصل للمواطن، لذا لابد من النزول لمستوى معيشته، وتفاصيل حياته، من قبل المسؤولين، أو البحث عن طريقة سحرية في إقناعه، لإعادة الثقة بينه وبين الشعارات، التي كانوا يرفعونها الساسة فقط عند الحاجة، وبعدها تكون على رفوف صنعت خصيصاً لها، وإلا سيكون الخاسر الأكبر، هو السياسي الذي تعلم العيش بالقصور.
آن الأوان للأقلام الصادقة أن تضع نفسها على الطريق الصحيح, وتجبر المواطن على قراءة المشهد السياسي, بصدق كلماتها وعبق أحرفها, لا أن تجعله ككبش فداء, لترهاتها وتفاهاتها بما يكتبون، فيشاركون الساسة الفاسدين في سرقاتهم من دون أن يعلمون، أو أنهم يعلمون!
تصريحات المرجعية كانت واضحة، لكونها تمتلك الرؤيا الحقيقية لما يمر بنا من مآسي، فأطلقت عبارتها الشهيرة، المجرب لا يجرب مرة أخرى! هذا التصريح بمثابة أطلاقة الرحمة في رأس كثير من السياسيين الفاشلين، وهو لا يخدم بالمحصلة النهائية مَن يريد بالعراق شراً وذلاً.
ختاماً: أي حزب قادر على أن يعطيك، كل ما تحتاجه بتفرده وتكبره ودكتاتوريته, فهو بالتأكيد قادر على أن يأخذ منك كل شيء, بالسلب والنهب.