23 ديسمبر، 2024 8:43 ص

مشروع الفتنة والخبث يحتضر

مشروع الفتنة والخبث يحتضر

عند بدايات التمدد المشبوه للنظام الايراني والذي لبس ثوب الناصح المشفق والمنقذ المخلص للشيعة العرب من المظالم التي يتعرضون لها على أيدي حکومات بلدانهم الى جانب مزاعمه بدعم القضية الفلسطينية و”جهاده”من أجل القضاء على إسرائيل والتي ساهمت هي الاخرى في خداع الشارعين العربي والاسلامي والتمويه عليهما، ولکن وبعد مرور أعوام تبين حقيقة اللعبة الخبيثة واللئيمة جدا التي يسعى هذا النظام ممارستها على حساب بلدان المنطقة من أجل ضمان بقائه وإستمراره خصوصا بعد أن ظهر واضحا بأن الشعب الايراني يرفض هذا النظام جملة وتفصيلا ولايريده.
منذ الايام الاولى لتأسيسه، وضع النظام الايراني على عاتقه تنفيذ مشروع خميني سئ الصيت من أجل ضمان هيمنته على بلدان المنطقة وإستخدم نفوذه في هذه البلدان کسيف ديموقليس لإبتزاز ليس دول وشعوب المنطقة وإنما البلدان التي لها مصالح في هذه المنطقة الحيوية، وأکثر جانب بشاعة في مشروع خميني من أجل فرضه على بلدان المنطقة وبناء إمبراطورية الشر والعدوان وبث النعرات والفتنة الطائفية وإشعال الحروب والمواجهات، هو إنه قد إعتمد في الاساس على قمع الشعب الايراني وحکمه بأسلوب الحديد والنار، ذلك إن هذا النظام کان يعلم جيدا بأن الشعب الايراني الذي ثار ضد نظام الشاه إنما ثار من أجل الحرية والکرامة الانسانية، ولذلك فإنه ولکي يضمن أمنه وعدم قيام ثورة ضده فقد لجأ الى أساليب وطرق قمعية أفظع من تلك التي إستخدمها نظام الشاه وحتى أکثر خسة منه، ولذلك فإن الشعب الايراني قد أصبح الضحية الرئيسية والاولى لهذا النظام، مثلما إن منظمة مجاهدي خلق التي کان لها الدور الاکبر في إنجاح الثورة الايرانية وإسقاط نظام الشاه، صارت أکبر عدو لهذا النظام لأنها رفضت نظام ولاية الفقيه ورأت فيه ديکتاتورية أخرى تحت غطاء الدين.
اليوم، وعندما ننظر بتأمل الى مايجري في داخل إيران حيث تتصاعد الاحتجاجات الشعبية ونشاطات معاقل الانتفاضة ويتعاظم الى جانب ذلك دور منظمة مجاهدي خلق، فإننا نجد إن النظام الايراني غارق في بحر مشاکل وأزماته ومنطو على نفسه حيث يعيش أکبر عزلة منذ تأسيسه ولاسيما بعد الانتفاضة والعقوبات الامريکية، وإن قبضته التي کانت محکمة على إيران والمنطقة بدأت تتراخى وهاهو يتوسل بعملائه ومرتزقته لکي يحاربون عوضا عنه ويقفون بوجه العاصفة القادمة لإقتلاعه، وفي ضوء ذلك فإن المساع الوطنية والعربي والدولية جارية على قدم وساق من أجل إنهاء النفوذ الايراني في المنطقة مع إن النظام الايراني صار يشعر بصعوبة إدارة نفوذه في المنطقة وضمان سيطرته عليها مع ملاحظة إن شعوب المنطقة قد فهمت مشروع خميني من أوله الى آخره وهو المشروع الذي هو في طور الاحتضار لأن النظام الايراني ذاته قاب قوسين أو أدنى من السقوط.