17 نوفمبر، 2024 5:46 م
Search
Close this search box.

مشروع الاصلاح .. بين فكر المرجع العراقي وتقليد الاخرين ..

مشروع الاصلاح .. بين فكر المرجع العراقي وتقليد الاخرين ..

ان قضية حب الوطن والذوبان والفناء فيه والتضحية والولاء له هي قضية إنسانية ومسالة ضمير وشرف وعقيدة ايمان راسخة وليست مسألة كونه مجرد سكن وحط رحال وشهادة جنسية او نزوة عابرة انها قضية شعب وحضارة وتاريخ وقبل كل شيء هي وطنية لا يمكن التنازل عنها او تركها لذا فان كثير من الافراد والقادة والمجتمعات دافعت عن اوطانها بكل ما أوتيت من قوة وخاضت حروبا طويلة ضد المحتلين والمتربصين باوطانها حتى سالت دمائها وضحت بأنفسها وبكل ما تملك والشواهد كثيرة جدا لا يمكن احصائها وما يحصل في العراق اليوم هو ابتلاء وامتحان كبير لشعبه وابناءه الحقيقيين لان الهجمة ليست هجمة عادية وليست قصيرة ومرحلية بل هي هجمة شرسة وطويلة وتستهدف الوطن ومصيره ووجوده وحضارته لذلك فقد انحنى اغلب الناس وما يسمى بالسياسيين والاحزاب ورجال الدين ومنتحلي المرجعية لهذه العاصفة ولم ينحنوا فقط بل سلموا مقدرات العراق ومصيرة الى الاعداء والدول المتنفذة والاحتلال بل شرعوا لهم وساندوهم في كل مخططاتهم ومشاريعهم من انتخابات مزيفة ودستور فاشل واحزاب عميلة ارتضت لنفسها ان تكون جزءا من هذه الصفقة على حساب العراق وشعبه وهذا ما لا يختلف عليه اثنان ابدا فالاحداث وما مر بالعراق والنتائج التي ترتبت اثر ذلك شاهدة وحاضرة وموثقة فلا مجال للنكران ابدا وقد حاول الوطنيون ان يمسكوا بالدفة ويديروها بما تشتهي سفن وطنهم وشعبهم الا ان عاصفة الخيانة كانت اقوى وأبطش وكانت مسنودة ومدعومة باعصار الاحتلالين الامريكي والايراني على حد سواء والوطنيون جزما لا يرغبون بالسلطة بقدر ما يريدون مصلحة شعبهم وبلدهم وهذا هو ديدن وسلوك الوطني على مر العصور فهو دائما يكون اول المضحين واخر المستفيدين فالفائدة المادية ليست في قاموس الوطنيين بل ان مصلحة شعبهم ووطنهم من الاولويات .. وعلى رأس هؤلاء الوطنيين الحقيقيين الذين لم يتركوا شعبهم في آلامه ومآسيه ومحنته المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الذي كان متابعا للاحداث وموجها ومرشدا فاعلا ومشخصا ومحللا لاغلب الاحداث وواضعا للحلول الناجعة التي لو تم الاخذ بها لاخرجت العراق من هذه الفتن المظلمة وقد قدم المرجع قبل اشهر مشروعا اصلاحيا لانقاذ العراق والوصول بسفينته التي شارفت على الغرق الى بر الامان وقد لاقى المشروع صدى واسعا لدى ابناء الشعب العراقي الابي من الوطنيين والمتظاهرين والناشطين ومن هنا بدأ الحديث عن الاصلاح والتغيير الجذري يسمع صداه في كل مكان في العراق عند المتظاهرين وفي الطرقات وفي الاعلام وفي كل محفل وقد أرّق هذا المشروع الدول الاقليمية وخصوصا ايران واقضّ مضاجعها وهي ترى بأم عينها ان هذا المشروع راح
يحقق مبتغاه واصبح الاصلاح على كل لسان ولم تستطع كل تلك الماكنة الاعلامية وتدخل مرجعية السيستاني على الخط التي حاولت ان تتقمص دور المصلحين ومباركة التظاهرات في سابقة لم تكن معهودة عند هكذا مرجعيات كهنوتية و لكنها فشلت اخيرا وانسحبت مهزومة الى سردابها فهي التي اوصلت المفسدين الى قمة السلطة ودعمتهم وساندتهم وهم لهم الفضل في منحها المليارات من الدولارات وهي لها الفضل في بقائهم فكيف تريد منها ان تقود مشروع الاصلاح وهي المتحملة لكل الاوزار والقبائح التي رشحت بسبب الفساد والظلم والدماء وفاقد الشيء لا يعطيه .. وفي محاولة بائسة اخرى سلمت ايران دفة الاصلاح الى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ليتقمص دور المصلح وليتناول ويقلد بعض ما طرحه المرجع الصرخي ويدعو الى بعض بنود مشروع الخلاص الذي قدمه المرجع الصرخي ولكن .. وليبدأ الاعلام المحلي والعربي بتقديم مقتدى الصدر على انه المصلح والقائد العراقي العربي وليتم الترويج في وسائل الاعلام وفي تظاهرات تياره في المنطقة الخضراء وفي ساحة التحرير .. ولكن السؤال هل استطاع مقتدى الصدر ان يقود هذا المشروع ؟ وهل يمتلك مقتدى الصدر الذهنية والمقدرة العلمية والعطاء الفكري والتشخيص الدقيق وتحليل الاحداث بالسرعة التي تنبثق بها واعطاء الحلول الناجعة والجذرية لكل حادثة وموقف وسط تقلبات السياسة الدولية ؟ وهل يستطيع الصمود ازاء الاملاءات والاغراءات للدول الطامعة والمتحكمة في القرار العراقي ؟ فلابد اذن من ان يكون صاحب المشروع على قدر اهمية ذلك المشروع للمرحلة الراهنة وليست مجرد اتباع وتظاهرات لا تغني ولا تسمن من جوع وليست هي المقياس بقدر ما تكون عبئاً على المجتمع اذ لم تكن قيادتها مؤهلة وفي مستوى الحدث وقراراتها تصدر في المكان والزمن المناسب وليست تخبطات وانفعالات . ان على الشعب العراقي بكل اطيافه وفئاته ان يعي المرحلة وان يكون على قدر المسؤولية لان محنتهم غائرة الجراح وعدوهم لا يستهان به بما يمتلك من امكانات اعلامية وعسكرية وتكنلوجيه وشيطنة فلا بد من وجود مصلح اصيل وقائد مفكر ومرجع حقيقي تكون بياناته ومشاريعه وفتاواه مطابقة للواقع وبموضوعية وادراك واسع لما يدور في العالم فلابد من السير وراء المرجع الحقيقي للخلاص من هذا المأزق التاريخي حفاظا على بلادهم ووطن اجيالهم الصاعدة يؤكد المرجع الصرخي في الاستفتاء الاخير بتاريخ 1842016 وتحت عنوان (أميركا والسعودية وإيران….صراع في العراق ) حول ما يحصل من تظاهرات ودعوات اصلاح من هنا وهناك .. ما نصه ..( 1ـ ذكرنا سابقاً أن ما يحصل من تظاهرات واعتصامات يرجع الى التغرير والتخدير وتبادل الأدوار فلا نتوقع منها أي اصلاح، فراجع ما ذكرناه في موضعه، 2ـ اميركا والسعودية وإيران وغيرها تبرر تَدخّلها
في العراق بأنها تفعل ذلك من أجل مصالحها وأمنها القومي وتنفيذاً لمشاريعها الخاصة أو العامة، ولكن بماذا يبرر السياسيون الخونة خيانتهم للعراق وشعبِه وعملِهم من أجل تنفيذ مصالح ومشاريع الدول الأخرى ؟!3 ـ القراءة الأولية للأحداث الأخيرة تشير الى: أ ـ إنّ التظاهرات والاعتصامات الأولى عند أبواب الخضراء كانت بتأييد ومباركة ودعم القطب الثالث الجديد المتمثّل بالسعودية ومحورها الذي يحاول أن يدخل بقوةٍ في العراق والتأثير في احداثه ومجريات الأمور فيه، منافساً لقطبي ومحوري أميركا وإيران.ب ـ أما الاعتصام الثاني للبرلمانيين فالظاهر أنه بتأييد ومباركة ودعم بل وتخطيط إيران لقلب الأحداث رأساً على عقب وإفشال وإبطال مخطط ومشروع محور السعودية وحلفائها، وقد نجحت ايران في تحقيق غايتها الى حدٍّ كبير.جـ ـ أما الاعتصامات الأخيرة عند الوزارات فلا تختلف عن سابقاتها في دخولها ضمن صراعات اقطاب ومحاور القوى المتدخلة في العراق فلا يُرجى منها أيّ خير لشعب العراق.د ـ أرجو وأدعو الله تعالى أن تحصلَ صحوةُ ضميرٍ حقيقية عند الرموز والقيادات المؤثرة فتكون صادقة وصالحة لقيادة الجماهير نحو التغيير والإصلاح الجذري الكلي وتحقيق الخلاص، وسنكون جميعا معهم. 4ـ إنْ حصلَ إتفاق بين دول مَحاور الصراع على حلٍّ أو شخصٍ معيّن، فإنّه يرجع الى التنافس والصراع المسموح به فيما بينهم والذي يكون ضمن الحلبة والمساحة التي حدّدتها أميركا، فالخيارات محدودة عندهم، وبعد محاولة أحد الأقطاب تحقيق مكسب معين، وتمكّن القطب الاخر من إفشال ذلك، فإنهم سيضطرّون الى حلٍّ وسطي ومنه الرجوع الى ما كان !! 5ـ أما اتفاق السيستاني معهم فلأن وظيفته لا تتعدى ذلك، أي لا تتعدى مطابقة وشَرْعَنة ما يريدُه الأقوى، فكيف اذا كانت الأطراف المتصارعة كلها قد اتفقت على أمر معين؟! ) …
رابط مشروع الخلاص : https://goo.gl/xebmAa

أحدث المقالات