المشهد الأول
إبتهالات في الحنين أخذت متسعا في ثنايا الروح ، دعوات ترتقي إلى المثالية لكنها لاتجد مُدخلا ينقلها حيث تريد ، بُعد بدأ ينخر العظام يرافقه ألم إتخذ من الشواذ طريقا له ، عيون حيرى تبحث عن شبه بارقة من أمل دفين كان فيما مضى شعارا يتأرجح في روضة من الرياحين الموشحة بالنرجس الغض .. طيورٌ تحلق في سماء الواقع تبحث عما يسد رمق صغارها الذين أهلكهم العطش .. سيدة كأنها القمر بين الكواكب تحمل بين يديها أحلاما تحاول أن تبعث بها الى مليكها البعيد ، وهذا البعيد غارق في بحر متلاطم الأمواج يبحث عن أمله هو الآخر ولكن دون جدوى ..
مر الشتاء هذه المرة على غير عادته حاملا معه ذكرياته الجميلة التي سُرقت في غفلة من النواطير النائمين !! ( وحوافر ) الجنود المؤتمرين بأمر السلطان يرشون الماء البارد على وجوه القوم بحجة النشاط المكسور ! .. والسلطان نكث المواثيق القديمة جدا فقام بزج سلفه في غياهب السجن مع صويحبات زليخا تحت حراسة مشددة من كلاب السوء والمخابرات وباقي ثلة العسس الغارقين بالعار والشنار .. فجأة أستبدل الجنود ماءهم البارد بماء يشوي الوجوه تنفيذا لفرمان جديد أصدره سلطانهم ( المعظّم ) فتعسا له من سلطان يسرق أرغفة الخبز من أفواه الفقراء ليهبها الى المتخمين باللحوم الحمراء والبيضاء والصفراء ! .. ذلك هو حالنا الذي غاب عن الكثيرين من المبصرين جدا .
بالعودة الى تلك المرأة – التي تشبه الكوكب – فهي مافتأت تنتظر رجلها ليعود من عمله ، ترى مالذي أخّرك هذه المرّة ، أين أنت وقد قاربت الساعة على الثامنة مساء ؟ وفي خضم الأسئلة الكثيرة جاءها أحد العسس ليراودها عن نفسها ، مخبرا إياها إن زوجها قيد الإعتقال بتهمة الإرهاب !! .. أيتها الجميلة سلميني نفسك أعيد لك زوجك المعتقل !! عاش السلطان ، عاش جهاز المخابرات الشريف جدا ، عاش ذلك الديوث ، وليسقط الشعب في الهاوية ، أما زلتم نائمون أيها الفاشلون ؟ هاهي ملابسكم الداخلية تغطي شاشات القنوات الساقطة التي يديرها الساقطون ، لامكان للمستقيمين على الصراط إلا حين يذعنون الى عظمة السلطان وجلالة الملك وفخامة الزعيم وسمو الأمير، وسيادة النائب المنتخب ، وحضرة الشيخ الذي لايحسن صياغة جملة واحدة مفيدة .. أيها الشعب : أيها الناس لاتأكلوا أرغفة الخبز لأنها تسبب إنتفاخا في القولون واستبدلوه بالبسكويت المغمس بالشكولاته ..
المشهد الثاني
ريح صرصر تهب من جهة الشرق يكاد صريرها يصم الآذان ويُغيِّب صوت إبن رباح بزيادات فرضها صفوي سافل إبن سافلة ! والقوم يرقصون طربا لتلك الزيادة التي جاءت – حسبما يقول القهستاني الطلقوي – كالثلج فوق الصدور المشتاقة الى زيت الزيتون ! .. يالها من زيادة ستعمم حنوبا حيث يرقد آل سعود فوق الرابية منذ قرن من الزمن الأغبر ، والسيد الوزير جاء مهرولا ليعيد ( الثقة ) بطريقة جديدة تقضي بخلع الملابس الداخلية عند عرضها للبيع في سوق الهرج ذات الطبيعة السرية جدا ، مالكم أيها السادة الأغبياء ؟ أما تعلمون أن المكان يتسع للجميع ؟ بالتأكيد أنه يتسع لكل من هب ودب من آل صفيون وحوث وحزقيل وعبد السادة الذي طلّق زوجته وترك أولاده يتسولون قرب السيطرات والكتل السياسية – آسف الكونكريتية – بمباركة من الزعيم الأوحد صدر الدين قبنجي ( قبنبجه ) الله بلجام من حميم .. هل تعلمون أيها النائمون أن القبنجي – الذي قنبجه – الله بلجام من حميم سيكون قائد المرحلة القادمة التي ستمر عبر مفوضية الدجل والشعوذة بقيادة مقداد اللا شريف ؟ كل شئ وارد ومباح في دويلة العصابات من آل
الحكيم وبني ( مالج ) وآل فتله ، وآل تسعان ، والغجر ، والسرسرية ، والدمبكجية من أمثال عباس بيزه وحسن سنيد والشيخ مهاوش بن الحاج جرجير .. سننتظر قدوم اليهود من رحلة التيه في سيناء ليستقروا في أرض الميعاد قرب نصب كهرمانه بنت ترامب ..
المشهد الثالث
أيامى وثواكل يفترشن الأرض ويلتحفن السماء وهن يبحثن عمن يحمل غيرة عراقية لينقذهن مما هن فيه ، لا أحد ينظر إليهن على أنهن عراقيات لم يخلقن للذل والعبودية ، بل كانت النظرات تحمل بين طياتها أسرارا من المخجل التصريح بها نظرا لخستها ، والحشد ( المقدس ) الذي قدسه كل من ناهي الأكرع وشبيهه وجيه عباس ، لايراهن سوى سبايا داعشيات خُلقن للتمتع بهن كيفما يرغبون ومن ثم قتلهن منعا للفضيحة التي ستلحق بهن وببعولتهن ، وكذا هو الحال في حانات السعدون والكرادة !! التي تعج بالمتدينين جدا من الذين ينكبون على كؤوس الطلا ويشربون منها شرب الهيم وهم يهتفون لذك الصبي المشهور بسبابته التي مالبثت أن تحولت الى الوسطى !! ولا أعني بالضرورة تلك الأحجية التي تشبه ( البصبصة ) هذا لو استبدلنا الصاد المهملة بالعين المعجمة !! وتلك حالة لن يفهمها سوى الولي السخيف أو السفيه … لا بأس لو أغلقنا هذا الملف – آسف – الفصل بهذه الخاتمة فما زالت الملفات تترى في أروقة النزاهة التي يتولاها السادة أبناء ( رسول الله ) فلا حول ولا قوة إلا بالله ..
خارج نص هذا الفصل // لم أسمع يوما – ولن أسمع – أن عليا أو أبنائه ذكورا كانوا أم إناثا أنهم سرقوا شيئا من بيت المال ، ولم أسمع – ولن اسمع – أنهم كذابون أفاقون مرتشون خونة ، حاشاهم فهم سادة القوم وكبرائهم .. فلماذا إذن يسرق ( السادة ) من آل ياسر وموسى والجوابر والمقاصيص وباقي الألقاب .. سؤال أود الإجابة عنه من قبل ناهي الأكرع . أما المشهد الرابع فهو غير صالح للنشر لأسباب تتعلق بشرف المومسات !! جررروا سلوات ..