23 ديسمبر، 2024 9:18 ص

مشاهد حقيقية من سنجار.. رعب صنعته المذابح

مشاهد حقيقية من سنجار.. رعب صنعته المذابح

توقع اهالي سنجار الهجوم الوشيك، نهاية شهر رمضان وعيد الفطر، فنبهوا وناشدوا ولم يلقون الإستجابة، لرد تحركات عصابات داعش المشبوهة، وما حصل صادماً بعد الثانية من منتصف الليل، اشتد القصف على أهالي يقاومون بأسلحة خفيفة، اقتحمتهم 40 سيارة تقتل كل من يصادفها؛ نساء ورجال وأطفال.
رعب صنعته المذابح، وأكتظ طريق الجبل بالعوائل والى دهوك وزاخو والحدود السورية، فعجزت مئات العائلات لا التي تملك سيارات، شبابهم اول الضحايا ونسائهم سبايا.
قبل بزوغ الفجر يوم 3 أب، مشهد يثير الرعب متجه الى جبل بحدود الصحراء، سيارات تحمل عشرات الألاف من العوائل يستابقون مذعورين هرباً من الموت، ومع خيوط الشمس وصلت عوائل منهكة من المشي، كبار السن وأطفال، لم يستطيعوا مقاومة التعب فلاذوا بأخاديد الجبال لحمايتهم من الشمس الحارقة وحرارة الصيف، يسمعون اصوات أطلاق النار من بعيد يقترب لهم، من مدينة توحي بالموت الجماعي، تنقل لهم بأجهزة الموبايل اخبار كارثية، وليس امامهم سوى الجبل القاسي ملاذ يعتقدون، يعرضون في أذهانهم شريط مشاهد القتل العلني، حيث قتل التركمان الشيعة في تلعفر، وسنجار مدينة مختلطة فيها الشيعة والسنة والأيزيدين والمسيحين، سيكون مصير مجهول لتاريخهم المشترك.
في الساعات الأولى طلب الأرهابيون من الأهالي عدم مغادرة البيوت ولهم الأمان، ثم بدأوا بالإقتحام وقتل الرجال وخطف النساء؟! تناثرت الجثث في الشوارع دفاعاً عن شابات سبيت وتركت العجائز، ومن بشاعة المناظر انتحرت أحدى المسنات من الطابق العلوي.
لم يتمكن أحد من الهرب بوجود خونة من المنطقة، يرشدون المسلحين للبيوت والمحال التجارية طمعا بغنائم جيراناً لهم منذ عقود؟! كانوا يتزاورون ويأكلون معاً؟! منعوا طرق نجاة، ولا سبيل للهروب، فأما الموت جوعاً وعطشاً فوق الجبل، او الخروج ليصبحوا صيداً للإرهابين.
مشاهد لا تُمحى من الذاكرة الإنسانية، يرويها النازحون، انقلب كل شيء في لحظات، يشاهدون جارهم يدل داعش علي بيوت الشيعة والأيزيدين والمسيحين، ويسرق ممتلكاتهم امام انظارهم؟! نورا 15 عام إختبئت في كوم حطب، تسمع المسلحين يقتلون والدها وأخيها لمقاومتهم أخذ شقيقتها ووالدتها؟!
داعش نجحت في إثارة الرعب بتلك المشاهد، وتركوا فتاة عشرينية تصرخ بإعياء وتطلب من رجال قربها القتل وتنادي ( اقتلوني، اقتلوني )، حيث تعمد الإرهابيون إسماع صوتها لمن في الجبل، ولا يستطيع انقاذها رجال تطوعوا لحماية عوائلهم، مهتمتهم منع الإرهابين من الإقتراب من الطرق المؤدية للجبل، وأما مصير النساء ما ان يفعلوا فعلتهم معها حتى تلقى من الجبل، او تترك لنتتحر كما فعلتها عدة منهن او تسبى.
داعش تفتخر بصور نشرتها من (فتح نينوى)، كيف يتم الإعدام الجماعي لشباب مكتوفي الأيدي، يطلق عليهم النار من الخلف ذوي اللحى الطويلة والشعر الأشعث، ملابسهم أفغانية وأخرون من دول شرق اسيوية.
سنجار الموطن الأول للديانة الأيزيدية، خاوية تتناثر فيها الجثث، اختلط سواد الخلافة الفاجرة مع حزن مصائبهم، يتجول فيها الغرباء بعربات تحمل المئات من المحكومين بالإعدام، ومواكب النساء تودع المدينة بحرقة الى جحور الأمراء وحوش في قمة الهمجية، كالكلاب السائبة تقطر من أفواهم الدماء، وعيونهم تقدح نار غضب حيواني هائج. سنجار مثل تلعفر وجلولاء وأمرلي وغيرها من مدن العراق مختلطة، تركت جرح عميق من خيانة الزاد وإحياء المناسبات معاً، وقد فعلتها داعش بقطع عهود الدم والاخاء، لتجرُّ ويلات وثارات ومأسي سوداء في تاريخ الإنسانية؟!