23 ديسمبر، 2024 5:31 ص

مشاغبون …في الخارج

مشاغبون …في الخارج

في المدارس الامريكية والاوروبية ، يمكن ان يوجد طالب او مجموعة من الطلبة المتنمرين هوايتهم ايذاء الطلبة والتسبب بالمتاعب كرد فعل على ظروف عائلية معقدة او كتعبير عن نزعة شديدة للعنف ، ومثل هؤلاء الطلبة يتم معاقبتهم غالبا بنقلهم الى مدارس متخصصة في معاملة الطلبة المشاغبين والمتنمرين ..

مؤخرا ، عوقب عدد من الطلبة في احدى المدارس الاوربية باقصائهم الى مدارس المتنمرين وهذا ليس خبرا غريبا بل الغريب فيه هو ان اولئك الطلبة من العرب الذين نزحوا الى اوروبا بعد دخول داعش الى بلدانهم وانهم تحرشوا بطالب عراقي لأسباب طائفية فاوسعوه ضربا ادى الى ادخاله الى المستشفى مادفع ادارة المدرسة الى ابعاد الطلبة المتحرشين ومناشدة عائلة الطالب العراقي بالتزام الصمت لكي لاتتضرر مدرستهم القائمة على الاستثمار بوجود نزاعات طائفية فيها !..

قبل فترة ، وجهت رئيسة وزراء استراليا كلمة الى المهاجرين المقيمين في بلدها تتضمن بعض الشروط التي عليهم احترامها ليضمنوا البقاء في بلدها، وتضمنت تلك الشروط وجوب مغادرة استراليا ممن يريد العيش في ظل الشريعة الاسلامية ذلك انهم ناضلوا في سبيل وضع ثقافة معينة لبلدهم وانهم يؤمنون بالله وبمبادئهم المسيحية ويتحدثون اللغة الانكليزية ومن يريد ان يكون جزءا من مجتمعهم فعليه ان يتحدث لغتهم ، وتقول رئيسة الوزراء في كلمتها ان استراليا تقبل معتقدات المهاجرين دون أي تساؤلات او تدخل لكنهم يطلبون بالمقابل عدم التدخل في معتقداتهم والعيش معهم بسلام ووئام ومن يتذمر من ذلك فله الحق في الرحيل لأن الغرب لم يجبره على القدوم اليه !…

ربما تلخص هذه الكلمة مايتوجب على المهاجرين احترامه ليعيشوا بسلام في الدول التي هاجروا اليها لكن البعض يواصل محاولاته لنقل مفاهيمه الخاصة ونشر رسالته الجهادية المشوهة لكسب اعضاء جدد في تنظيماتهم

الارهابية وفي الوقت نفسه يمارس الاعضاء تطرفهم الطائفي لدرجة ان يصبح المهاجر المسالم مهددا حتى وهو خارج بلده من (اشقائه ) العرب …

بهذه الطريقة حول المتطرفون الاسلام الى دين يدعو الى الارهاب والطائفية ونقلوا رسالة مشوهة عنه الى الغرب فصار عليهم ان يختاروا المغادرة في حال خالفوا تعليمات الدول التي احتضنتهم وقدمت لهم الامان..وانسحب هذا بالتأكيد على المهاجرين من العراقيين الذين باتوا يخشون أذى (اشقائهم ) ويفقدون الأمان حتى خارج بلادهم ..

ولهذا ايضا ، مازال جواز السفر العراقي يقع في ذيل قائمة الجوازات العربية والعالمية ويعتبر من بين الجوازات السيئة ولايحق لحامله دخول عدة بلدان دون تأشيرة كما يحصل مع حاملي الجواز الامريكي وبعض الجوازات الاوروبية ، كما انه من بين جوازات معدودة تستخدم ثلاث لغات للتعريف به …كي يمكن للعراقي ان يعيش اذن ؟ في حضن بلد تقوده العصابات ام خارجه وسط وافدين يواصلون تشويه صورة الاسلام والعرب عموما ..اعتقد ان المهاجرين سينقسمون بعد هذه الافعال الى قسمين ..قسم سيكون مصيرهم مدارس المتنمرين والسجون واعادتهم قسرا الى بلدانهم ، وسيحاول القسم الاخر التطبع بثقافة الدول الاخرى واخفاء معالم دينه او طائفته …ليجد حيزا من (الامان )….