إعلموا أحبتي لم يزل الإعلام يشكل مظهر من مظاهر الحياة وله دلالات يشكل فيها الرأي العام في مفاهيم السلطة والسلطة الرابعة ونحن نعيش ثورة عاشوراء الحسين التي لم تزل اشعاع فكرها تحيي النفوس في احياء شعيرة عاشوراء التضحية والفداء تضحية رجال عرفوا المصير المحتوم فسارعوا له .
أحبتي الإعلام له دور كبير في خلق معادلة الظالم والمظلوم فالظالم يكن مظلوم في نظرهم وكذلك المظلوم تتغير معاني ظلمه وهذه الأقلام تمثلها بأسلوب مستحدث له من المفاهيم التي تتبلور في الطرح وعندما تأتي سيرة عاشوراء الحسين على رذاذ أفكارهم فالشعائر الحسينية هل هي واجب أو مستحب؟ ولك الخيار في هذا الطرح لأن اهل السلطة تحارب هذه الشعيرة لفكرها ولم تزل ائمة الجور تريد بها الشر لأنها تقسم دور الجبارين في الأرض.
هل هي واجب أو مستحب؟
أحبتي كلنا يعلم إن الشعيرة مستحبة ولكنها اصبحت من الوجوب لما تشكل من تحديات للمذهب للحفاظ عليها كما هي تشكل الجانب التعبوي لديهم لأن القضية قضية معتقد عقائدي وبهذا الفكر حاربه عباد السلطة على مر الدهور ولديهم مبرراتهم لخنق هذه الشعيرة بما أوتيت من قوة.
إن محاربة هذه الشعيرة قائمة في عيون السلطة ومن يقف إلى جانبهم لخلق افكار جديدة تلازم هذه الشعيرة الغاية ضربها وفقد محتواها, ونسمع عبر المنبر نقداً حاداً للمشاعل الذي تخرج من طرف العمارة عام 1720م – 1972م,1- وهي ترمز على عمق بداوتها وعروبة عشائرها لأن المشعل يرمز إلى عمود الخيمة والرأي الاخر, أن العرب كانت توقد النار ليلاً للوافدين عليها وهذان الرأيان لها وقع في النفوس ويبقى اول مشعل إنارة شيخ الانصار حبيب بن مظاهر الاسدي امام خيمة جبل الصبر الحوراء زينب وأعلان جاهزيتهم الحرب على الأعداء.
إن هذه المشاعل كانت ثلاث 1720م ومن ثم الى سبعة 1958م 2- والمنظمون لها عشيرة البو كلل الطائية أذ كانت تخرج بأزقة ضيقة (شوارع)وهي موزعة عليها بشكل وبعدها ازداد الرقم تدريجيا حتى اصبع 28 مشعل* في ايام المنع وهؤلاء عشائر عربية كما في الاطراف الاخرى عشائر عربية أصيلة ولطرف العمارة خصوصية فيها وهوسات.
العشائر:
1- عشيرة البو العكايشي وهم يركنون المشعل بالقرب من بير عليوي ومن ثم ينقل المشعل إلى الثلمة ويكون دخولهم من عكد السلام إلى الصحن الشريف
2- عشيرة البو الشكري وهي عشيرة عربية ترجع إلى قبيلة الجبور تركن مشعلها مقابل المستوصف الملكي الذي في طرف العمارة أمام الفرع المؤدي إلى الطمه.
3- عشيرة البو غنيم وهي عشيرة عربية من الفدعان من عنزة تتقدم المشعل أعيان ووجهاء العشيرة وكانت تركن مشعلها في داخل السور بالقرب من علوة البو غنيم حتى يلتحق في ركب المشاعل عند رأس أربع عكود وعند انتهاء مراسيم العزاء يرددون هوستهم المعهودة (هذا المشعل للبو اغنيم اتصور والله اصور)3-
4- عشيرة البو كرماشه وهي عشيرة عربية ترجع إلى قبيلة جليحه وهي تركن مشعلها نهاية عكد البو كرماشه الذي يؤدي الثلمة ودخولهم من عكد البو الجصاني وبقية البيوتات النجفية التي سكنت طرف العمارة.
5- عشيرة البو عامر وهي عشيرة عربية وله وقع في النفوس يتقدم المشعل الشيخ مهدي العبد ورجال العشيرة وهي تصول وتجول بهذا المشعل.
6- عشيرة البو الرماحي وهي عشيرة عربية والحاج غني اعجيمي رجل مشهور بالولاء الحسيني وهو يحمل المشعل نصف عاري يتساقط شرار المشعل على جسمه وهو يردس, ويركنون مشعلهم امام الحسينية الشوشترية. 4-
7- عشيرة العكرات وهي عشيرة عربية وعند دخولهم رأس سوق العمارة يؤدون التحية والسلام على المرحوم الشيخ خضر شلال ولهم هوسات قوية الى دخول المشاعل الى الصحن الشريف.
الهوسات:
يحسين دخيلك عالعاده
يحسين اشرب ماي عيوني
هز الراية وجاب الماي بيوم السابع
هذا المشعل للبو اغنيم اتصور والله اصور, وهذه الهوسه امتازة بها البو غنيم دون غيرهم
ياحبيب ابن مظاهر كوم شيلة للعلم
يعباس جيب الماي هاي الحرم عطشانه
واويلي على المظلوم
ابد والله ماننسى حسيناه
معجزة فتح باب الطوسي:
ربما يتذكر المجتمع النجفي هذه الحادثة مع اختلاط الامر عليهم لبعدها أو كيفية النقل لها, وبما إن الحديث عن المشاعل, فهذه المعجزة مقرونة بعام المنع, وإغلاق باب صحن امير المؤمنين (عليه السلام) باب الطوسي في الستينيات من القرن المنصرم من قبل النظام العفلقي, وعند غلق الباب تجمهر الناس حولها, والهتافات تعلوا (شلون ترضه ياعلي باب الصحن سدوه والعزيات منعوها ),(كوم لينه ياعلي باب الصحن سدوها) حدثت تلك المعجزة والكرامة للامام علي (عليه السلام), وفي لحظة يقف الناس مذهولين من الصوت الذي علا المكان, وإذا بباب الصحن قد فتح على مصراعيه, وكانت المسامير التي في الباب وطول الواحد منها أكثر من 25 سم قد خرجت منها ليعلو الهتافات, ورحم الله من قال (ت)! هذه الأبيات .
ابو الحملات ابو السبطين شوفوا شلون برهانه
اجت متوازية العزيات كام وفتح بيبانه
رافع روس المحبين مهبط روس عدوانه
1- أختلف الناس بتأريخ المنع فمنهم من قال 1969,ومنهم 1970,ومنهم رجح 1974,ومنهم 1976م, وكل هذه الارقام لها مدلولها في الذاكرة النجفية وعند التحقيق سوف اذكر التاريخ وأسباب المنع.
2- كتب الباحث السيد حمد القابجي عن المشاعل وذكرها سبعة عشائر وذكر العام 1958 م, وهذا لا يعني أن العشائر التي تحمل المشعل الان لم يكن لها دور فيها www.facebook.com/hamad.alkabchi?mibextid=ZbWKwL
*- عندما تخرج المشاعل من الدرعية حتى تصل إلى دورة الصحن تجد المنظمين لها من رجال البو كلل مثل الزعيم الوطني الحاج عطيه أبو كلل ووجهاء طرف العمارة, وفي زماننا توجد هيئة منظمة لهذه الشعيرة من البو كلل وغيرهم من وجهاء عشائر طرف العمارة, وهذه المشاهد تنبأنا على قدمها في طرف العمارة, وكاتب السطور يروي مشاهداته أو سمع عمن شاهدها في تلك الفترة…
3- البو غنيم عشيرة عربية من الخرصة من الفدعان من عنزة استوطنت النجف الأشرف عام 1690-1700م عند نزوحهم الأول, ولم تزل هذه العشيرة العربية محافظة على تقاليدها الاصيلة,ونحن نتحدث عن هوسة ساقها الأجداد للأحفاد (هذا المشعل للبو اغنيم اتصور والله اصور), ولم تزل قائمة إلى سنة المنع الجائر عليهم لأن أول منع للشعائر كان للمشاعل عام 1969م, ولعل بعضهم يجعل منع الشعيرة عام 1979م, وهذا خلاف الواقع لأن أول شعيره منعت هي مشاعل طرف العمارة لما لها من اثر في نفوس البعثيين والشاهد تدمير لهذا الطرف دون بقية الاطراف, وبعدها منعت بقية الشعائر تدريجياً خصوصاً بعد عام 1977م, وعادت هذه الشعيرة مرة اخرى بعد سقوط الحكم الجائر عام 2003م لتبقى الألسن تتطاول عليها …
4- الحسينية الشوشترية تعرضت للاضطهاد مرتين مرة على يد البعث ومرة اخرى على يد اللصوص الذين نهبوا ارثها الجميل من مخطوطات ومدونات وتبقى الذكريات محفورة في الصدور فهنا حسينية تم بنائها على يد المرحوم الحاج عبد الحسين الشوشتري رحمه الله وجاء بمخطوطات ومدونات من جميع البلدان, والذكريات فيها لا تعد ولا تحصى, وهناك ملا عبد المحمد ودواة بحزامه وقلماً لا يفارق اذانه يكتب شاعرية حسينية, والجموع تتجمهر امامه لتسمع عذب كلامه .
* كانت ثلاث مشاعل تخرج من طرف العمارة بعشائرها ورموزها ومن ثم أصبحت سبع مشاعل بشباتها, وهي العشائر التي ذكرت أعلاه, وبعد سقوط حكومة البعث تجمهر المحبون ومنهم الحاج مكي جليل البو غنيم وغيره وصعدوا إلى سطح الروضة المطهرة من جهة باب الطوسي لينزلوا مشاعل طرف العمارة, وكان عددها ثمان وعشرون مشعلاً واثنان لم تسلم إلى السلطة في ذلك الوقت فجعلوها في السراديب ليصل العدد إلى الثلاثين, وفي أيامنا هذه إلى اكثر من مئة مشعلاً تتبارى عليها عشائرنا الكريمة التي سكنت طرف العمارة.
ملاحظة : انتظروا تحقيقنا الذي سوف ينزل عن قريب, وهو بحث مطول ندرج فيه الحقائق الناصعة وأراء المجتمع النجفي وغيره حول شعيرة المشاعل وكيفية, وصل العدد ثمان وعشرون مشعلاً وبعدها إلى فوق المائة مشعلاً …