22 ديسمبر، 2024 2:48 م

مشاريع ام شعارات ؟

مشاريع ام شعارات ؟

تخوض اغلب الاحزاب والائتلافات العراقية الانتخابات البرلمانية بشعارات فضفاضة عناوينها المدنية والوطنية ورفض الطائفية السياسية والمحاصصة دون امتلاكها مايؤيد تبنيها بالامس لهذه المفاهيم ان لم تكن قد وقفت بالضد منها ، واذا سلمنا بصحة التوجهات الجديدة لتلك الاطراف بفرض تراجعها عن متبنياها الخاطئة ، وعودتها الى صف الجماهير ومصالحها الحقيقية في الوحدة الوطنية ودولة المؤسسات والقانون فان هذه الكيانات السياسية والانتخابية تعتمد التصعيد في خطابها السياسي بديلا عن فشلها في طرح البرامج والمشاريع لمواجهة الازمات والتحديات والتهديدات التي انهكت الوطن والمواطن طيلة السنوات السابقة وتلوح نذرها في حاضره ومستقبله ايضا .
خيارات المواطن ستكون محصورة بالمفاضلة بين الشعارات المختلفة لا المشاريع المتعددة ، ومن يمتلك المال السياسي والسلطة والماكنات الاعلامية سيكون الاعلى صوتا والاقدر على اختراق الضجيج للوصول الى اذن المواطن لا الى عقله وضميره .
ائتلاف الوطنية الذي يتزعمه الدكتور اياد علاوي يستطيع ان يفاخر بأنه لم يسجد لصنم الطائفية السياسية عندما سجد له الآخرون وكرم وجهه بالإيمان بالعراق الواحد الموحد ، ويقدم خلال هذه الانتخابات برنامجا شاملا ومتكاملا في المحاور السياسية والاقتصادية والامنية وبناء المؤسسات وفي السياسة الخارجية ، وتفرعاتها ، يتضمن آليات واقعية وواعدة لبناء دولة المواطنة كجزء من عالم مدني حر . دولة تنفتح على مواطنيها في الداخل ، وعلى محيطها الاقليمي العربي والاسلامي ، وتعيد ترتيب علاقاتها الدولية على اساس مصالحها الوطنية لا على اسس التبعية الايديولوجية او الانخراط في المحاور الضارة .