23 ديسمبر، 2024 9:28 ص

مسيرة الحسين وشعائر عاشوراء … في سطور

مسيرة الحسين وشعائر عاشوراء … في سطور

بِدءاً نقول …
قد إختلفت المصادر التأريخية وتضاربت في سبب خروج الحسين الى كربلاء والغاية منها وعلينا ومن باب الموضوعية أن نستمع لجميع الآراء
– فهل كان هدفه الزعامة الشخصية
– وهل كانت لتحقيق رغبات المجتمع يومذاك
– وهل كان للحفاظ على الدين من منظور تصوره وتطبيق مباديء الاسلام بشكل أفضل
– وهل كان يمتلك مقومات الحكم أكثر من غيره من الذين لم يعترضوا على استخلاف وبيعة يزيد
– وهل كانت مؤهلاته وخبرته وتجاربه أكثر من يزيد
– وهل كان الحسين سينجح في قيادة الدولة فيما لو قُيّضَ له أن يتزعم الدولة
– وهل كانت حسابات الحسين دقيقة وتوقيتاتها مناسبة للتصرف بفكرته وهو يضرب آراء الاخرين واعتراضاتهم على حركته عرض الحائط بما فيهم أخوه ابن الحنفية وآخرين من المقربين له
– وهل كان خروجه يعتبر تمردا على نظام الحكم القائم
– وهل يحق لنا أن نعتبر أية مواجهة بين نظام حكم قائم وبين مجموعة معارضة وما أكثر المجاميع المعارضة وبصرف النظر عن توجهاتها وأهدافها بأنها ثورة وهل ان الروح الثورية على افتراض أن الحسين كان يمتلكها خالصة لخدمة مجتمعه تجيز لنا أن نعتبر ما قام به الحسين ثورة
– وهل كان خروجه يعتبر تأجيجا للفتنة وإشعالا للاختلاف والفرقة وإدامه للاضطرابات على مر التاريخ
– وهل حقا ما أشيع عن يزيد بأنه شخصية متهتكة يلاعب القردة ويحتسي الخمرة ويمارس الرذيلة والفجور
– وهل أن اصطحاب الحسين لاهله واصحابه المقربين يعطي انطباعا بأن الامر قد حُسم لصالحه وأن السلطة والحكم ستكون الى جانبه وعليه ان يستقر هنالك في الكوفة ويستقر معه أهله واقاربه واهل بيته وهل ان مايشاع من مقولة له بأن (شاء الله ان يراهن سبايا) صحيحة او موضوعة وملفقة لتبرير ماهو حاصل ولاستدرار العواطف
– وهل أن مانُقل الينا في روايات المَقاتل (جمع مقتل) التي يتناقلها ويرددها الناس هو صحيحا
– وكيف نوفق بين نجاح الدولة الاموية وهي في بدايات عهدها على إرساء دعائم نفوذها وقوتها وامتداد فتوحاتها وبين مايشاع عن يزيد من خصال سيئة تبعده ان يكون قائدا ناجحا
أما مايخص الشعائر الحسينية فكيف بدأت وكيف تطورت وماهو وجه مشروعيتها ومَن الذي أوجد طريقتها وحدد مسارها ووضع منهجها وهل هي وبهذه الطريقة صحيحة ومبررة ومفيدة وهل تحقق أهدافا تعبدية او تحررية او أنها انغماسية في تقاليد وأعراف تزيد من ثقل الكاهل على مجتمعنا وتكرّس واقعا غير مرغوب فيه وتزيد الاعباء على المواطن والدولة
وهل أن الاسئلة الواردة أعلاه وغيرها مقبولة عقلا ومنطقا لدى البعض ام أنهم يرون ذلك تعديا على قدسية شخصية قد أنزل الملاك جبرئيل بحقه ما أنزل
علما أن المفارقة الكبيرة هي أن الأغلبية منّا لم يعرفوا شيئا عن حياة يزيد الحقيقية ولم يحاولوا في ذلك إنما إعتمدوا على ماينقله خصومه عنه فقط وهنا نجد أنفسنا قد ابتعدنا عن المروءة والانصاف