18 ديسمبر، 2024 8:22 م

وطـن ليس باسمه دون مسماه ، فقد أثبت المسلسل نوعا ً جديدا ً جاداً وهادفا ً بعيدا ً عن الرتابة والمحاكاة ، يمثل المسلسل فكراً مغايرا ً لما تم الترويج له خلال العقدين السابقين من تاريخ العراق ، فليس كل النظام السابق كان ظلما ً وظلاما ً وليس كل النظام بعد عام ٢٠٠٣ هو نظام نور وضياء …فكما أنّ الحقائق ليست عامة أو مُطلقة فكذا هي الإزمان والإنظمة ليست كلها شـر وليست كلها خـير، ويتضح ذلك من شخصين كانا ضحيتين لأجهزة النظام السابق أحدهم محض خير والآخر محض شر ! والمشرِف عليهم نظام واحد ! ثم يبدأ المسلسل بـحدث انفجار السيارة المفخخة التي لا تميز بين أنسـان وآخر … والهدف واضح وهو أشغال الرأي العام عن الفساد الذي ينخر بالوطن من الداخل ويكبر كمرض السرطان الذي يصعب علاجه كلما طالت فترة المرض ! وبالتأكيد نحن نُسمي تلك الإيام بإيام الطائفية والأحرى هي أيام نهب خيرات العراق والتسلط على ثرواته .
قـد يكون هناك نوع ٌ من الأكشن الذي نقبله في المسلسلات التركية وغيرها لكنّ من مسلسل عراقي ! فمطربة الحـي لا تطرب ! لكن نطرب للغريب !
الشعار الثلاثي الذي كان يردده العم صمد . أتحاد … قوة …محبة … شعار يحتاجه العراق والعراقيون وبالأخص المحبة . قوة المحبة هي أقوى قوة ومهما كان الكره والحقد والثأر مستبداً فأنّ المحبة هي التي تثبت في الأرض .
وجميلة تلك الدلالات التي وظفها المؤلف المخرج تموت الحبيبة أمل . يموت الأمل لكن يحيا الوطن ! فالإشخاص مهما كبرت و علت مراتبهم زائلون .
أما اسم آدم للبطل وطن فقد اختصر وعبر كل الإزمنة فالانسان هو آدم مهما اختلف مذهبه وعرقه وجنسه ولونه ، نحتاج الى آدم دون قيود تقيد ذلك الآدمي الأول !
المسلسل لا يدعو الى المثالية المطلقة التي تعلو السماء ! فكل الناس على مختلف الأجناس تحب أوطانها وتعمل جاهدة ً لحماية أرضه وعمران مـدنه. ليس محض خيال ولا مثالية أن نحب الوطن فهو فوق اي اعتبار ولا بديل للوطن الا الغربة . والغربة مهما تزينت تبقى غربة .