23 ديسمبر، 2024 4:02 م

مسلسل دولة الخرافة “داعش” يظهر سطحية وتخلف المؤسسة الإعلامية العراقية

مسلسل دولة الخرافة “داعش” يظهر سطحية وتخلف المؤسسة الإعلامية العراقية

تعرض لنا هذه الأيام شاشة قناة العراقية الفضائية مسلسلا عنوانه دولة الخرافة “داعش” بشكل ساخر وإنتاج هذا المسلسل أكيد كلف ميزانية الدولة أموالا ليست بالقليلة وليس المهم مقدار الإنفاق عليه بل المهم ما هو ثمرته هل يوجد ثمرة من إنتاج هكذا مسلسلات وبهذه الطريقة ؟

عند متابعتي لبعض حلقاته وجدته فارغا وليس فيه ثمرة إلا إلهاء الناس وإضحاكهم في حين لو أن المختصين اعدوا هذا المسلسل وتناولوا مسألة تصحيح المفاهيم الخاطئة التي على أساسها وبسببها انضم الكثير من الأفراد في هذا التنظيم أو تعاطف معه خاصة أبناء المناطق السنية لكان ثمرة هذا المسلسل كبيرة وكان مصدرا مهما لتوعية المجتمع على حقيقة هؤلاء وتحصينهم من الوقوع في فخاخهم لأن هذا التنظيم يجند الكثير من الناس على أساس مفاهيم خاطئة فلو قمنا بتصحيحها وبيّنا مفاهيم الإسلام الحقيقية التي أساسها التعامل الإنساني لا سفك الدماء والرحمة لا القتل فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه واله) أنه قال: ألا أنبئكم لم سمي المؤمن مؤمنا لإيمانه الناس على أنفسهم وأموالهم ألا أنبئكم من المسلم من سلم الناس من يده ولسانه. بحار الأنوار ج64 ص60 ونفس المضمون مسند أحمد بن حنبل ج2 ص379 و سنن النسائي ج8 ص105 صحيح البخاري ج1 ص8

لذا أرى من المفروض على المؤسسة الإعلامية ان تستعين بمختصين بهذا المجال ويطلعوا على الفكر الذي يؤمن به تنظيم “داعش” الإرهابي ويقومون بتسليط الضوء على كل فقرة من فقراته ويصححون المفاهيم للناس لفائدة المجتمع ولمواجهة هذا التنظيم فكريا كما يتم الآن مواجهته عسكريا والمواجهة الفكرية ضرورية ولا نكتفي بالمواجهة العسكرية بل وعلينا ان نواجهه سياسيا وذلك بالنظر إلى مطالب المغرر بهم من أبناء الشعب العراقي ربما لديهم بعض المطالب المشروعة التي إذا تم تنفيذها لهم سيكونون خير عون لمواجهة هذا التنظيم الإرهابي لا سندا وحاضنا له …

إن مسلسل دول الخرافة “داعش” فيه الكثير من الكذب وحينما يشاهد المتعاطفون مع هذا التنظيم الإرهابي هذا الكذب سيزداد تمسكه به لأنه يرى بأم عينيه كيف يتم الترويج ضد هذا التنظيم وهذا الترويج مبني على الكذب وقد لاحظنا الكثير من الناس تركوا معتقداتهم ومذاهبهم حينما يجدوا كثير من أبناء مذهبهم يكذبون لأن الكذب جهد العاجز ولكن حينما يتم تناول حقيقة معتقداتهم وسلوكياتهم ويتم تصحيحها وفق النظرة الإسلامية الصحيحة وبطريقة جميلة وسلسلة سيدرك هذا المغرر به حقيقة هؤلاء وسيدرك عندها الحق ويترك العنف وسفك الدماء وسيعود إلى إنسانيته والى فطرته …. وعندها سيربح العراق والعراقيين أنهم كفوا عنهم يدا واحدة بل نقلوا يدا واحدة (وأكثر لأن لديه أهل وأصدقاء) إلى خندقهم لمواجهة هذا الفكر المتطرف الدموي …