22 ديسمبر، 2024 11:26 م

مسلسل الهروب هروب الى جحيم الدراما العراقية

مسلسل الهروب هروب الى جحيم الدراما العراقية

بعد ان استبشرنا خيراً بعدم ظُهور قاسم الملاك في اي عمل في رمضان 2021 وتأملنا ان يشعر الكاتب والمخرج والممثل العراقي بنوع من الغيرة تجاه الثورة الدرامية الحاصلة في الوطن العربي والعالم, نتفاجأ بطرح عمل لايَمُت بصلة الى الدراما بكافة مدارسها ( كلاسيكية – كلاسيكية جديدة – واقعية – رومانتيكية- طبيعية –عبثية – واقعية – وجودية او غير ذلك), فقد شاهدت العمل لمرتين والتمست للمؤلف والمخرج رؤى كثيرة لكنها اصطدمت بتصنيفي لهذا العمل وكان التقييم بؤس احاط بالعمل من كل الجوانب كما هو حال معظم الاعمال الدرامية العراقية, وعند محاولة البحث عن السبب فقد وجدت ان الفشل تضامني يبدا من (لافكرة) المؤلف وضعف الممثل العراقي وعدم قدرته في وضع المُشاهد داخل جو العمل ,وركاكة الاخراج وعدم حرفتيه, فاذا مااردنا ان نتناول كل هذه الامور بنوع من التحليل نجد .
اولا :- للمؤلف دور عظيم في صياغة المشكلة ونقلها للمتلقي بطريقة فكرة يعيشها كل مشاهد او قارئ, وبأسلوب يشد المتلقي ويجعله يعيش الغموض ويبحث عن حلول استباقية لتلك المشكلة, وهذا بحد ذاته يعتمد على كون المؤلف مثقفا قارئا مطلعا على العلوم التي تمس حياة المجتمع , الا اننا تفاجئنا بسطيحة المؤلف علاء الفارس وعدم قدرته على الاحساس بمعاناة المجتمع ناهيك عن ضعفه في صياغة المشكلة ووضعها داخل فكرة بحيث ضاع المتلقي بطريقة سرد الاحداث دون ايجاد الفكرة مما ابعده عن التفاعل علما ان مادة احتلال ثلث العراق وسقوطه بيد ثلة مجرمة مثل دا عش والتضحيات التي بذلت من اجل تحريرها لو نُقلت صوراً لكان لها وقع مدمر.
ثانيا:- ضعف الممثل العراقي وعدم قدرته في وضع المُشاهد داخل جو العمل, تعمد المنتج الاتيان بممثلين لهم تاريخ ضناً منه ان لهذا الفعل دور في تحقيق الربح وزيادته من خلال اِنجاحهم للعمل, الا انه تناسى نرجسية الممثل العراقي وغروره الذي عادة مايكون معولا يهدم اي عمل ,فالممثل العراقي لازال يعيش في زمن القناة الواحدة وان المشاهد مجبرا على متابعته وان كان فاشلا ,وانه هو الذي يملك الطريقة الوحيدة للتعبير عن معاناة الناس ونقل همومهم ولهذا بقيَ متقوقعا غارقا في اوهامه ولن يصحو منها الا بإدخال دماء جديدة وخلق تنافس كبير بين كلاسيكية الدراما وحداثة الواقع, كما انه قد يكون النص ضعيف لكن عبقرية الممثل وتمرسه تخلق مشهدا يشد المتلقي ويقلب كل الموازيين لكننا لم نشاهد وخلال 15 حلقة اي موقف من هذا القبيل, ربما يكون في اعتقاد الممثل انه فعل لكن عليه ان ينظر لغيره ويترك النرجسية.
ثالثا:- ركاكة الاخراج وعدم حرفتيه, المخرج العراقي او حتى من هم من الجنسيات الاخرى عندما يأتي لعمل عراقي اول خطوة يقوم بها هي البحث في الموروث الفني عما يجعل العمل مقبول اجتماعيا وعليه يحاول ابعاد مايثير التساؤل لدى المشاهد ويبعد اي نوع من الغموض ,الا ان هذا الفعل يميت العمل قبل ولادته لأنك حين ذاك تضرب في جسد ميت , فنقد الحالة وبيان جوانبها السلبية وعرضها بشكل ملائم لواقع المجتمع وبمصطلحاته وان كان غير متوافق مع الموروث, كفيل بوضع القدم على اول سلم العلاج, والامر اعلاه يقضي ان يكون المخرج ابن للمعاناة ولو بالتبني .
[email protected]