18 ديسمبر، 2024 11:22 م

مسلسلات رمضان ونهاية الفن العربي !؟

مسلسلات رمضان ونهاية الفن العربي !؟

فشل ناجي طعمي مخرج النسخة الاخيرة ( 12 ) من مسلسل باب الحارة الذي يعرض في شهر رمضان فشلا ذريعا بعد النجاح الأسطوري الذي حققه بين الأوساط الشعبية العربية على نطاق واسع وبخاصة في أجزائه الخمسة الأولى ، وقد وافق طعمي كما يبدو وبضغوط من بسام الملا المنتج والمخرج والكاتب الحقيقي لهذا المسلسل على إقحام سيناريو العمل بتغييرات أبعدته عن الإنطباع السائد الذي تمتع به في أجزائه السابقة ..ففي هذا الجزء إستبدل الموقع الرئيس لأول مرة وإختار المنتجون موقعا آخر يختلف في حجمه وشكله وتوزيعاته المعمارية عن موقع باب الحارة في أجزائه السبعة السابقة فضلا عن تغيير شكل الباب الذي يعد الرمز الأجمل للمسلسل وغيابه عن الظهور أصلا في هذا الجزء بإستثناء لقطات قصيرة لباب جديد غير متقن ! هذا التغيير أضيف إلى إستمرار المنتجين بإزالة العلم السوري أيام الانتداب الفرنسي والذي بدأ منذ الجزء السادس لانه يتطابق مع العلم الذي ترفعه المعارضة السورية الآن والإقتصار على رفع العلم الفرنسي أيام الانتداب وإستبدال أحد الشخصيات الرئيسة المهمة وهو معتز ( وائل شرف ) وحذف أبو مرزوق البقال وجوانب سلبية أخرى لعل من أبرزها تسليط الضوء والإشادة الرمزية باللصوص وقطاع الطرق والجواسيس الذين يمثلهم النمس (مصطفى الخوني ) وتحويلهم إلى قادة وطنيين بتأييد الشعب .. هذا الفشل لم يأت في الوقت المناسب أبدا اذ أن المصريين نظموا إنزالا فنيا في رمضان هذا العام !
فأنتجوا واحدا وعشرين مسلسلا تحدثت عن تجار المخدرات وعصابات التزوير والجن والسحر وتعدد الزوجات والسيرة الذاتية للراقصات وغيرها من المواضيع التافهة.. وفي هذا العام نزل الى ساحة المنافسة أيضا شركات خليجية تتحدث عن الترف والخيانات الزوجية ومواضيع لا يفكر بها الا المصابون بمرض نفسي اما ما يصيب شعوبنا العربية من جوع ومرض وفقر وسقوط آلاف الضحايا في كل يوم نتيجة الآقتتالات والتناحرات والصراعات في سوريا والعراق واليمن وليبيا وفلسطين والصومال فلم يقترب منها أحد لأن من الواضح جدا أن جميع هذه المسلسلات والأعمال الرمضانية تسيطر عليها كارتلات اقتصادية هدفها الأول والأخير الربح والإعلان عن منتجاتها على حساب الذائقة العربية والمحافظة على القيم والمبادئ المتوارثة وهو عكس ما رأيناه خلال الإعلانات وفرض عدد كبير من اللقطات والمقاطع الرخيصة والشاذة كشرب الخمر والمخدرات! نحن إذا أمام هيمنة كاملة للمعامل والمصانع والشركات التجارية على الفن العربي وبخاصة الدراما والمسلسلات التلفزيونة التي ينتظرها الناس في كل رمضان ما يعزز مستقبلا إحتمال إنضمام مخرجي وممثلي الدراما العربية الى موظفين على الملاك الدائم أو المؤقت في مصانع الشامبو والجبس والحلويات ! وبهذا وبعد القضاء على الدراما السورية والمصرية والخليجية يفتح الباب أمام الجهود المخلصة والصادقة كي ترعاها دول لا أشخاص حتى يتمكن المشاهد العربي أن يجلس مع عائلته لمشاهدة عمل فني يراعي مشاعر الناس وتوجهاتهم الدينية والإجتماعية .. ولله …………. الآمر.