23 ديسمبر، 2024 3:59 ص

مسك الآرض عملية ذا أهمية بالغة  و تعني مرحلة ما بعد  المعركة, أي ما تم تحريرة من الآرض وطرد العدو  واندفاع القوات القتالية بأتجاه أهداف أخرى  ولا تقل  تلك المرحلة عن  المراحل  التي سبقتها من حيث الحساسية والخطورة وحتمية انجازها مطلب جوهري في ادامة المعركة  وحماية القطعات من الخلف ,  ويصفها المعنيون بالآمر من قادة ومستشارون ومهتمون بالشأن العسكري   على انها معركة الحفاظ على النصر وعدم السماح للعدو بالعودة اليها مرة ثانية وضرب القطعات القتالية من الخلف وتتطلب انجازها  توفر عناصر وامكانيات لوجستية وبشرية   ,وتختلف عمليات مسك الآرض وفقا  لنوعية الحروب وجغرافية الآرض  , ففي الحروب التقليدية  والتي تنشب على الحدود بين دولتين , تكون العملية   أسهل بكثير من الحروب التي تدور رحاها على أرض الوطن وداخل المدن… لآسباب مختلفة  وأهما  خلو ساحة المعركة من المدنيين ,  وتصبح   بحكم المحرمة عسكريا ويتم  السيطرة عليها من خلال زرع مفارز انذار أولية ومفارز تعويق  ,وتدار من قبل القادة العسكر ولا وجود  للسياسي وقراراته الخدمية والآصلاحية .
 ما يحدث في بلدنا العزيز ,, أشد وأخطر أنواع الحروب, لكونه اقتتال داخلي وحرب عصابات   واستنزاف للجهد العسكري وعنصر قلق للقائمين عليه  ولما له من ظل ثقيل على الوطن أرضا وشعبا وانعكاسات سلبية ونفسية على وحدة المجتمع وتئاكل أواصر التعايش السلمي بين ابناء الوطن الواحد  , ولن تقتصر عملية مسك الآرض  على الجهد العسكري والمعالجات الآمنية فقط بل تتطلب  جهود استثنائية و شاملة يتفاعل فيها  الجهد السياسي والعسكري في عملية الآنجاز وتحمل المسؤولية   .. .
 بعد الآنتصارات العظيمة التي حققها الجيش العراقي البطل وقوى الآمن الشجعان والحشد الشعبي ودحر داعش وفلول الآرهاب ومجاميع الشر والجريمة وأسترجاع أجزاء الوطن المغتصبة,  ودخول  تلك المدن والآراضي المحررة عمليا في صفحة مسك الآرض وللحيلولة دون رجوع قطعان الموت مرة ثانية  مستغلين طبيعة الآرض وعودة الآهالي  ,ففي هذه الحالة يجب  اطلاق حملة وطنية  شاملة من قبل الدولة __ عنوانها مسك أرض الوطن__  وفق برامج اصلاحية وتنموية   تعالج فيها الآسباب والنتائج وأصلاح ما دمرته فلول الآرهاب والجريمة ولتراجع السلطتين التشريعية والتنفيذية سياساتها الآقتصادية والآمنية والخارجية  الهشة ووضع اليدعلى مكامن الضعف للقوى الآمنية وتحديد أسباب الفشل واعداد السبل النهاضة بالبلد وتوفير العيش الكريم والآمن للمواطن ….حتى يكون الوطن أرضا وشعبا محرما على الآعداء ومحترما مهابا من الآصدقاء ….ومن يخاف في زمن السلم لم يكن شجاعا في زمن  الحرب….
حظور القرارات والحلول السياسية الى جانب الجهد العسكري شرط انجاح عملية مسك الآرض  , وأن لا تدار من قبل العسكر فقط   و  تسليم ادارة ملفاتها  لآيادي منظبطة وأبعاد العناصر الفاسدة التي تعمل بدوافع طائفية  ونفعية فئوية  واعادة الثقة للمواطن العراقي بقواه الآمنية وجيشه البطل  ,و تطبيق العدالة  في الحقوق والواجبات دون تمييز حتى لا يكون ادعاء التهميش والحرمان والآقصاء عذرا واهيا لآعداء الوطن والشعب من الداخل والخارج  وتفويت الفرصة عليهم, ومثلما تكون الدولة مسؤولة ومطالبة من قبل المواطن في القيام بواجباتها الآمنية والخدمية ,فعلى المواطن احترام القانون والتفاعل مع الدولة , وليعلم المواطن  أيضا لا أمن ولا أمان ولا حقوق ولا كرامة  بدون دولة وقانون,ومحاسبة كل من رفع السلاح والآنتماء الى داعش الموت تحت أي عذر ما ,وعفا الله عما سلف لا مكان لها  اليوم, الدماء التي سفكت بدم بارد يجب أن تحترم والآخذ بثأرها في محاكم العدالة   والا سوف يكون الحبل على الغارب ويفلت المجرم القاتل بلا عقاب ويتكرر المشهد الدموي يوميا في شوارع الوطن ,سبق وكانت تلك المدن  شبة خارجة من سيطرة الدولة والقانون وأي انتكاسة ثانية سوف تكون الفاتورة مكلفة من دماء زكية.
رفع اسم  وراية الوطن في المعركة دون غيرها وعدم السماح برفع الشعارات والرموز الطائفية  والتي تعطي الذريعة للطائفيين والتكفريين  في الطعن في شرعية وعدالة وشرف المعركة التي يخوضها الشعب العراقي وجيشه البطل وقواه الآمنية والشعبية الباسلة مع الآحترام للتنظيمات والفصائل التي شاركت في تحرير الآرض وتضحياتها الغالية, ويجب أن  تكون تلك  التضحيات   عنوانها الوطن وليس   الحركة أو التنظيم , واحترام خصوصيات المناطق  المحررة العقائدية والمذهبية والآجتماعية والثقافية والقومية , ونشر الثقافة الوطنية وتفعيل الحس الوطني والآنتماء للآرض لا غير…. سواء للمقاتل في القوات المسلحة والمواطن في أن واحد ومن خلال اعلام عراقي ممنهج رصين ومسؤول يعمل على رأب الصدع الآجتماعي ومحاربة التعصب الديني والطائفي  واشاعة روح التعايش السلمي , ومحاسبة  الفضائيات الطائفية المنفلتة وايقافها من بث السموم بالسماح   لشخصيات برلمانية وسياسية مزايدة ديدنها اثارة الفتن والنعرات الطائفية بذريعة حرية التعبير عن الرأي  …
حين تغيب الآلية الواضحة والصادقة والمسؤولة لآدارة المناطق المحررة من قبل رجال الدولة بدءا من عنصر الآمن والموظف في دوائر الدولة الخدمية والضابط والجندي الى  رجل القرار السياسي  ويهمل الكل دورهم الوظيفي  وواجباتهم الوطنية وينشغلون في منافعهم الشخصية ومصالح أحازبهم  ويتحركون على أسس طائفية ومذهبية وعقائدية وتغليب تلك المصالح على حساب مصالح الوطن والشعب والثوابت العليا التي أقسموا على أن يكون أمناء عليها   ويهمل السياسي  دوره  الآصلاحي الفاعل  في ايجاد حلول علمية وعملية لمشاكل الجماهير في محاربة الفقر والجهل والبطالة ويصيب الدولة وقراراتها  وبرامجها الوهن ومؤسساتها الآمنية والخدمية    الترهل والبيروقراطية في توفير واقرار الحقوق والواجبات وصون الحريات العامة والخاصة  الآنتماء والآعتقاد ومحاربة الفساد المالي والآداري   ويجهل رجل القضاء بالتحديد  قيمة الواجب الوطني المكلف به تحت ضغوط نفعية ….سوف  يجد عدوا الوطن والشعب البيئة الرخوة والحاضن له ولفكره الظلامي الهدام…  ويعود الشر من جديد    ……
 وحينها لا منفعة من السؤال…… لماذا حضر الشيطان….. والواجب منا السؤال لماذا غاب القس.